منتجات النساء الريفيات..رحلة البحث عن الأسواق
صاحبة الجلالة_ أحمد يوسف:
تجتهد ((أم صقر)) إلى جانب زوجها في عرض منتجاتهما من الأعشاب الطبية والخلطات العلاجية، التي جمعت من منطقة جبل العرب، حيث أطلقا الزوجان هناك مشروعا عام 2007 غطيا تكاليفه بقرض من هيئة البطالة (50 ألف ليرة سورية)، وآخر من مشروع تمكين المرأة (مئة ألف ليرة)، وهما يفاخران بأن رأسمال هذا المشروع تضاعف إلى عدة ملايين، بعد أن تجاوزت قاعدة عملائه السويداء إلى محافظات أخرى.
المسألة لا تبدو لهذين الشريكين، اللذين أنهيا للتو مشاركتهما في مهرجان منتجات مشاريع النساء الريفيات الذي أقيم في دمشق تحت شعار النساء الريفيات شريكات في التنمية، بالبساطة التي قد يتوقعها البعض، لأن النقاش لا يدور حول نجاح أو فشل المشروع، كما لا يدور حول عدد المنتجات والأصناف، بل حول الاستمرارية التي يؤمنها ويوجه مسارها التسويق والترويج، ولا شيء آخر.
ضعف التسويق..يكاد يكون الهاجس الأكبر الذي يؤرق القائمين على المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر..أصحاب مشاريع تمثل أنشطة غذائية ونسيجية وحرفا يدوية، أكدوا لـ((صاحبة الجلالة))، هشاشة وضحالة أسواقهم، وبعدها عن أماكن التصريف، وعدم كفاية الدعم الذي تقدمه الجهات المختلفة، فضلا عن عدم تناسب والتقاء العرض مع الطلب في أغلب الأحيان، ما يؤثر في الإنتاج، ويضعف الجدوى الاقتصادية للمشروع، الذي يظل لسنوات طوال دون نقطة التعادل الاستثماري (النفقات تفوق العوائد).
تقول رئسة دائرة المرأة الريفية في الحسكة سلطانة رشو إن المشاركات من دائرتها دفعن بمنتجات مهمة وجديدة إلى أسواق دمشق والمحافظات، بيد أيام المهرجان المعدودة لا تكفي لإبرام صفقات ذات قيمة، فقشطة الجاموس اللذيذة (القيمر) غير معروفة للمستهلكين هنا، كما أن عمليات إرسالها من الحسكة إلى المحافظات تحتاج لوسائل حفظ وتبريد، ما يجعل تسويقها غير مجد اقتصاديا، وقس على ذلك بالنسبة لعديد المنتجات الأخرى.
ولا ترى مديرة التنمية الريفية في وزارة الزراعة الدكتورة رائدة أيوب أن التسويق يمثل مشكلة كبيرة أمام منتجات ومشاريع المرأة، فهي تتحدث عن سلسلة دعم وتمكين قوامها التدريب والتمويل ومنح القروض والتصنيع والتسويق مشيرة إلى تمويل الحكومة لـ 19835 مشروعا و24 ألف مشروع زراعة أسرية، وإلى منح مليار ليرة لخمسة آلاف وحدة تصنيع.
واتخذت الحكومة خطوتين إيجابيتين قد يدعمان هذه المشاريع، إذا قيض لهما التنفيذ الفعلي العابر لتعقيدات الروتين والبيروقراطية، حيث وجهت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بشراء منتجات المرأة الريفية وعرضها عبر منافذ التدخل الإيجابي بأسعار منافسة، كما وجهت وزارة السياحة واتحادات غرف السياحة والتجارة والزراعة للمساهمة في عمليات التسويق والترويج.