بين قصر عمر الزواج واستمراره..هل يشبه زواج الاعلاميين زواج الفنانين؟
صاحبة الجلالة- (خاص)
قليلاً ما يكون للزواج في الوسط الإعلامي السوري، ضجة شبيهة بتلك التي ترافق الحدث نفسه بين نجوم الدراما من تلاحقهم أضواء الشهرة عادة. لكن في حين لا تتعدى شهرة الإعلاميين السوريين بلدهم، معظم الأحيان، يندر أن يكون لزواج إعلامي أو إعلامية، قصة يهتم الناس بمعرفة تفاصيلها كما في زواج الإعلامية السورية لونا الشبل من الإعلامي سامي كليب، والتي انتهت بالانفصال منذ أعوام.
وفي بحث أجرته "صاحبة الجلالة" وجدنا أن ما ينطبق على نجوم الدراما، ينساق على الإعلاميين في جزء منه، فالبحث عن الاستقرار يتضاءل أمام إغراءات الظهور والانتشار عند البعض، لكن الحب والرغبة بالاستقرار وتكوين أسرة موجود أيضاً لدى آخرين، وهو ما جعل نماذج إعلامية تعيش حياة هانئة بعيدة عن القيل والقال، وإن كانت أحياناً غير مشهورة بما يكفي للحديث عنها، يمكن لنا هنا أن نستثني الإعلاميين نزار الفرا وهناء الصالح، إضافة إلى الإعلامية زينة يازجي وزوجها الفنان عابد فهد، وفي وقت مضى زواج الإعلامي مصطفى الآغا والفنانة سلمى المصري، والذي انتهى بالانفصال.
ظروف العمل في مجال الإعلام، تفرض نفسها على أي ارتباط كما يشرح زملاؤنا سواءً العازبون أو المتزوجون لـ "صاحبة الجلالة"، وحولها تتمحور قدرة الشريكين على التحمل أو أن يذهب كل منهما في طريقه.
يقول صحفي يعمل في "وكالة سانا": إن ما يغري إحداهن للارتباط بإعلامي معروف، هو نفسه ما يدفعها للانفصال عنه لاحقاً، فهي لا ترى بداية إلا علاقاته مع أشخاص مشهورين وأصحاب نفوذ، وتظن في قرارة نفسها أن ارتباطها به سيجعلها مقربة من تلك النماذج، لكنها تكتشف لاحقاً أن حياة الصحفي مليئة بالمتاعب والهموم، وأولئك لا يهتمون إلا بمصالحهم، بالمحصلة هي لن تجني شيئاً يستحق الذكر، فتنسحب ببساطة، هذا ما حصل معي.
طبيعة الوسط الإعلامي وصعوباته، تتطلب برأي الصحفية لمى علي التفكير جيداً قبل اتخاذ قرار الارتباط الجدي، واختيار شريك يقدر ظروف المهنة، لذا من الأفضل أن يكون من الوسط نفسه، لكن إذا كان الطرفان يعملان ضمن مؤسسة واحدة، فربما تتحول المنافسة إلى حالة من الغيرة، والتي ستنعكس غالباً على أحد الأطراف بشكل سلبي.
إضافة لما ذكرته علي، فالإعلامي يبحث أيضاً عن الثقافة والفهم والكاريزما في الطرف الآخر، وكثيراً ما يفشل زواج الإعلاميين بأشخاص من خارج الوسط، بسبب عدم تفهم أولئك لظروف العمل والعلاقات التي قد يقيمها الإعلامي تماشياً مع المهنة، والكلام لـ رجاء العلي معدة برامج في الفضائية السورية.
بالطبع لا تسير الأمور بالطريقة نفسها مع الجميع، وكما يرى مذيع من قناة "سما الفضائية"، فالزواج المبني على الصراحة والتفاهم، يمكن له أن ينجح، ولا فرق هنا إن كان الزوجان أو أحدهما إعلامي، لكن الفكرة تنطلق من غاية الزواج أصلاً، فهناك من يرى فيها مصلحة، ينتهي الارتباط بانتهائها، كالزواج المفاجئ أو السري، وهناك من تكون زيجاتهم أو أياً كانت تسمية الارتباط بالنسبة لهم، نزوات عابرة، لا تختلف عن المزاجية والسلوكيات غير المنضبطة بحجة ضرورات العمل.
بالنسبة للصحفية نجوى صليبة كانت المهنة عقبة أمام مجرد التفكير بالارتباط بأحد المتعلمين والمثقفين ممن لم يجد ضيراً في طرح فكرة ترك العمل الصحفي.
تشرح صليبة: نرى الشّاعر يكتب شعراً والأديب ينسج نثراً لامرأة لا يقبل أن يرتبط بها لأنه يريدها فقط صديقة ترضي ظهوره وغروره الاجتماعي و"دنجوانيته" التي لا تشيخ، تاركاً تلك التي اختارها زوجة وربّة منزل بالكاد تفكّ الحرف قابعة تديره، يشكوها عند القاصي والداني، وعندما ترحل يكتب المرثيات شهرين ثلاثة ثمّ يعود إلى مغامراته التي لا تنتهي، من الصعب جداً الارتباط بشخص لا يؤمن بالطّموح ولا بحرية المرأة الصّحيحة الحقيقية، رجل يضمر غير ما يصّرح به، ولا يدرك كيف يكون داعماً وحامياً للمرأة في آن معاً، يدرك كينونتها كما كينونته.
بالمحصلة الغيرة المهنية والمصلحة والتصرفات التي تستدعي قلق الطرف الآخر، أسباب ربما تؤدي إلى الانفصال، لكن الأمر يستوجب مزيداً من التفكير في حال وجود أطفال. تشرح الصحفية آمنة ملحم: يتوجب على الإعلامي المتابعة المتواصلة دون توقف كي ينجح في عمله، لذلك تجد المرأة الأم العاملة في مجال الإعلام، صعوبات كبيرة في مراحل زواجها الأولى وإنجاب الأطفال، فهي تحتاج لشريك منفتح على طبيعة العمل الإعلامي ومتطلباته ونمط التعامل مع المحيط الخاص بهذه المهنة، وإلا ستكون النتيجة التضحية بأحد الجهتين الزواج أو العمل .
صحفيون كثر ارتبطوا بزملاء لهم أو آخرين لا علاقة لهم بالمهنة، لكنهم استطاعوا النأي بزواجهم عن ثرثرة الإعلام وفضائحه، وكانت النتيجة سنوات من راحة البال مع الشريك والأولاد، في حين كانت الشهرة معادلاً لحالات الانفصال، على الأقل في الظاهر.