مقاطعة واتهامات لأعلاف المؤسسة بأنها ” فاسدة “.. والأعلاف تنفي ”
خفّضت اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء سعر الأعلاف لحل مشكلة تكدسها في المخازن بعد أن كان الجدل قائماً حول ارتفاع الأسعار مقارنة بجودة المواد العلفية. وبعد قرار تخفيض السعر أصبح هناك جدل حول عدم صلاحية الأعلاف المخزنة بمستودعات مؤسسة الأعلاف في اللاذقية ما دفع الجمعيات الفلاحية ومربي الأبقار للعزوف عن استجرار كبسول جاهز الأبقار من المؤسسة. وكانت حجتهم أن “هناك أبقاراً أصيبت بالعديد من الأمراض ومنها من مات لأن الأعلاف المخزنة في المستودعات منذ عامين فسدت ويجب إتلافها باعتبار أن صلاحية المادة العلفية ستة أشهر فقط”. من جهتها، ردت مؤسسة الأعلاف ردت على كلام الروابط الفلاحية ومربي الأبقار وطالبتهم “بتقديم الدليل، وإلا فعليهم الكف عن ترويج الدعايات المغرضة خدمة لمصلحة القطاع الخاص والتشهير بالمنتج الحكومي”. رئيس الرابطة الفلاحية في اللاذقية المهندس عبد الكريم مرتكوش قال لتلفزيون الخبر: إنه “منذ سنتين كانت نسبة استجرار العلف من المؤسسة لا تتجاوز 1% وذلك بسبب ارتفاع الأسعار التي لا تتناسب مع جودة المادة العلفية الموجودة في السوق”. وأضاف “هذا واقع الحال الذي أدى إلى تكدسها في مستودعات مؤسسة الأعلاف وبكميات كبيرة لأن الجمعيات الفلاحية الموجودة في المحافظة لم تستجر إلا نسبة قليلة جداً وبعض الجمعيات اضطرت إلى إتلافها”. وتابع مرتكوش: “رفعنا عدة كتب إلى الاتحاد العام للفلاحين وإلى المؤسسة العامة للأعلاف وجميع الجهات المعنية في المحافظة لتخفيض سعر الأعلاف بما يتناسب مع جودتها”. وأردف “لكن مع الأسف لم يتمّ تخفيض سعر المادة إلا بعد مرور سنة ونصف على تكديسها في المستودعات ما اضطر المؤسسة إلى تخفيض سعرها إلى 95 ألف للطن الواحد من كبسول جاهز أبقار”. وأكمل “رغم تخفيض السعر إلا أنه لم نلقَ أي رغبة من أي جمعية في استجرار هذه المادة بسبب فقدانها لصلاحيتها جراء التخزين الطويل، عازياً السبب إلى أن “مربي الأبقار تهمهم الجودة أكثر من السعر وذلك حفاظاً على سلامة الأبقار التي يمتلكونها بالإضافة إلى زيادة إنتاجها، فالمادة العلفية المنتجة في المعامل الخاصة أفضل”. وطالب مرتكوش “بمحاسبة ومعاقبة كل من كان سبباً في تخزين هذه المادة و إتلافها، والذي سيحصل في القريب العاجل لعدم صلاحيتها لأي استخدام، وذلك بسبب الخسائر المادية المرتفعة التي خسرتها الدولة وحرمان المربيين من استجرارها”. وأردف: “كان من المفترض لتدارك هذا الوضع المحزن الذي وصلنا إليه إما تخفيض أسعارها قبل تخزينها وإما تحسين جودتها لتنافس المعامل الخاصة”. وأكد أنه “حتى لو تم تخفيض المادة العلفية المخزنة حالياً في مستودعات المؤسسة إلى عشرة آلاف ليرة لن يشتريها أحد من المربين، خاصة بعد تعرض العديد من الأبقار إما للموت أو للأمراض بعد تناولها لأعلاف المؤسسة الفاسدة”. من جانبه، أحمد شريقة أحد مربي الأبقار في قرية الجوزية قال لتلفزيون الخبر: إنه “منذ حوالي سنة ونصف اشتريت علفاً من المؤسسة، وبعد يومين أصيبت الأبقار بأمراض النفخة والإسهال. وتابع “ناهيك عن عزوف الأبقار عن الأكل وتدني انتاجها من الحليب”، موضحاً أنه “بعد أن كانت تنتج ما بين 15-20 كيلو باليوم اصبحت تنتج ما بين 8-10 كيلو فقط، وذلك بسبب تدني جودة العلف”. وأضاف: “كما أن هناك مربين ماتت أبقارهم بعد أن أكلت من أعلاف المؤسسة، ما أدى إلى عزوف المربيين عن الشراء من مؤسسة الأعلاف والتوجه إلى القطاع الخاص”. وأوضح شريقة أنه “من المعروف أن مدة صلاحية الأعلاف ستة أشهر والمادة العلفية الموجودة لدى المؤسسة مخزنة منذ سنتين فمن البديهي أن تكون فاسدة ولا تنفع معها أي عملية تعقيم”. بدوره، أنور حسن أحد مربي الأبقار في بيت ياشوط قال لتلفزيون الخبر “اشتري كبسول جاهز أبقار من السوق لأنني سمعت كثيراً عن عدم صلاحية الأعلاف الموجودة لدى المؤسسة”. وأضاف أنه “منذ سنة اشتريت علفاً من مخازن المؤسسة ولم تصب الأبقار لدي بأي أمراض إلا أن ما يجري مع غيري من المربين يجعلني أعزف عن الشراء من المؤسسة لأنه كما يقال: درهم وقاية خير من قنطار علاج”. في المقلب الآخر، قال مدير فرع مؤسسة الأعلاف في اللاذقية المهندس معن ديب لتلفزيون الخبر: إن “الحديث عن تكدس المواد العلفية في مخازن المؤسسة منذ عامين وعدم صلاحيتها هو مجرد دعاية مغرضة من القطاع الخاص، إذ دائماً لدينا خطة شحن يومية إلى خارج المحافظة وخاصة لحماة”. وأضاف ديب: “استغرب أن تشاع أحاديث عن مربين اشتروا المواد العلفية من المؤسسة وتعرضت أبقارهم إما للموت أو للأمراض دون أن ترد إلى المؤسسة أي شكوى باسم احد المربين”. وأردف أن “هذا يشكك في مصداقية هذه الأقوال ومصلحة من يروجها خاصة أن كبسول جاهز الأبقار موجود في المخازن منذ اقل من عام وتجري له عمليات تعقيم مستمرة”. وتابع ديب “المادة العلفية الخاصة بالأبقار تأتي جاهزة من معمل الأعلاف في طرطوس حيث يوجد مخبر للأعلاف تخضع فيه هذه المادة للاختبار كل شهر وأحياناً أقل”. وأكمل “كما أن التموين لديهم لجنة خاصة بالأعلاف تقوم بجولات دائماً، وفي إحدى الجولات المفاجأة على مستودعاتنا وجدت هذه المادة هي الأفضل حتى في مستودعات الخاص”. وأعرب ديب عن استغرابه مما جاء على لسان رئيس رابطة فلاحي اللاذقية أن الأعلاف منتهية الصلاحية ويجب إتلافها، بالقول: “غريب أن يصدر هذا الكلام عن شريك لنا في العمل، فبدلاً من أن يقف معنا لتصريف المادة العلفية إلى المربين والجمعيات الفلاحية، نراه يهاجمنا ويروّج لمعامل القطاع الخاص”. وطالب ديب المربين وكل من يقول: إن “المواد العلفية منتهية الصلاحية وفيها تعفن أن يتقدموا بدليلهم على ذلك وإلا يجب عليهم التوقف عن مهاجمة الأعلاف وترويج الإشاعات المغرضة لمصلحة القطاع الخاص”. وأردف ديب: “المادة العلفية لدى المؤسسة تنافس الموجودة في القطاع الخاص بالنوع والسعر ولكن الحلقة المفقودة هي التجار والسماسرة الذين يروجون للخاص ويحاربون القطاع الحكومي”. كلٌ قذف الكرة في مرمى الطرف الآخر محملاً إياه مسؤولية تكدس الأعلاف في المخازن وفقدانها الصلاحية غداً إن لم تكن فقدتها كما يقال. والأنكى أنه فيما يتراشق المعنيون والمسؤولون كرة الاتهام فيما بينهم، يفتح القطاع الخاص باب التصريف على مصراعيه لمربي الأبقار الذين كما يبدو أخذوا قرارهم بالشراء من السوق ريثما ينجلي غبار الحرب الباردة بن مؤسسة الأعلاف والجمعيات الفلاحية. الخبر