بعد تخفيض أسعار الأعلاف..المواطن ينتظر انخفاض أسعار اللحوم الحمراء
الأربعاء 10-10-2018
- نشر 6 سنة
- 5516 قراءة
سجلت اللحوم الحمراء منذ بداية الأزمة ارتفاعاً جنونياً في الأسعار مدعومة بغلاء غير مسبوق لمستلزمات العملية الإنتاجية «الأعلاف» التي تعد العامل الأهم المتحكم بالأسعار، الأمر الذي جعلها خارج «الروزنامة» الغذائية لطيف واسع من المجتمع السوري العاجز عن استهلاكها لضعف القدرة الشرائية، إلا أن قرار الحكومة الأخير الذي وصف بالاستراتيجي والقاضي بتخفيض سعر مادة النخالة أعاد بعض التفاؤل بضرورة وإمكانية انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق خلال الأيام القادمة خصوصاً أن نسبة التخفيض على الأعلاف تراوحت ما بين 13 إلى 43 %.
مدير فرع مؤسسة الأعلاف في طرطوس- هيفاء غنوم أكدت أن الانخفاض الكبير لأسعار الأعلاف سيؤثر إيجاباً في مربي الثروة الحيوانية نظراً لسهولة تأمين المادة بتكاليف أقل ومن أقرب مركز للتخفيف من أجور النقل الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة أعداد الثروة الحيوانية، وأضافت غنوم: إن قرار تخفيض الأسعار سينعكس بشكل إيجابي أيضاً على المواطنين من خلال انخفاض أسعار المنتجات الحيوانية «لحوم– حليب» بسبب توافر المواد العلفية اللازمة للإنتاج والتي تحرص المؤسسة على دعمها وتأمينها بشكل متواصل.
رئيس جمعية القصابة في طرطوس باسم سليمان بدأ حديثه بالإشارة إلى الخصوصية التي تتمتع بها المحافظة، خصوصية فرضها عدم وجود «بازار» للمواشي في المدينة ما دفع أغلبية القصابين المعروفين للتوجه لشراء المواشي من «بازارات» محافظتي حمص وحماة، الأمر الذي أدى لزياة التكلفة بسبب أجور النقل ومصاريف أخرى، وأضاف سليمان: نعم يوجد في محافظة طرطوس الكثير من مربي المواشي «عجول وخراف» لكن المشكلة أن أغلبية القصابين يفضلون المواشي المسوقة من محافظتي حمص وحماة، نظراً لارتفاع نسبة اللحم فيها قياساً للمواشي الموجود في محافظة طرطوس لظروف قد تتعلق بخصوصية المناخ وآلية التربية والتغذية المتبعة. وعن انعكاس انخفاض أسعار بعض المواد العلفية كمادة النخالة على أسعار اللحوم في المحافظة لفت سليمان إلى أن انخفاض الأسعار بحاجة إلى بعض الوقت وهو مرتبط بانخفاض أسعار المواشي خصوصاً في محافظتي حمص وحماه والمحافظات الشرقية، وبيّن سليمان أن مادة النخالة جزء من التركيبة العلفية المقدمة للمواشي وتالياً فإن تخفيض سعرها لا يعني بالضرورة حدوث انخفاض كبير على الأسعار، إضافة إلى اعتماد أغلبية المربين «تسمين العجول» على الخلطات العلفية الخاصة بهم وليس على خلطات الجريش المطروحة من قبل مؤسسة الأعلاف؟.
الأهم في كلام سليمان تأكيده أن تهريب المواشي إلى لبنان من أهم أسباب ارتفاع أسعار اللحوم وتالياً فإن توقف التهريب سيؤدي حتماً إلى انخفاض ملموس للأسعار مع الإشارة إلى استقرار سعر كيلو لحم العجل في الوقت الراهن في أسواق المحافظة والذي سجل 4 آلاف ليرة للكيلو في حين يتراوح سعر كيلو الغنم مابين 4500 إلى 5 آلاف ليرة للكيلو.
عدوى «الخصوصية» المنتشرة في المحافظة لم توفر حتى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي أضحت «لاحول ولاقوة» لها في مواجهة فوضى أسواق اللحوم «المتفشية» والتي امتنعت للمرة الثانية عن الإجابة عن أسئلة الموجهة عبر الفاكس المتعلقة بالاستفسار عن إمكانية قيام المديرية بدراسة سعرية لواقع أسواق اللحوم بعد تخفيض أسعار الأعلاف والأهم الإجراءات المتخذة لضبط تجاوزات محلات القصابة المستمرة؟.
تشرين