الخبز بين فائض النخالة وانخفاض إنتاج الطحين.. مدير المطاحن: الإنتاج اليومي 5 آلاف طن طحين ولا نقص
ما زالت طوابير المواطنين أمام الأفران تزداد يومياً والحديث عن أزمة الرغيف يستعر من دون وجود مبررات واضحة سوى ما أعلنت عنه وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في أكثر من مرة بأنها خفضت مخصصات الأفران بنسبة 15 بالمئة للحد من الهدر والتهريب، وإعادة توزيع المخصصات بحسب التوزع السكاني للمناطق التي عاد المهجرون إليها. لكن، وبحسب مصادر مطلعة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك فهناك سبب آخر غير ذلك يتعلق بتحويل مستودعات ومخازن الشركة العامة للمطاحن وسواها من المؤسسات التابعة للوزارة إلى مستودعات لتخزين الكميات الفائضة من مخزون مادة النخالة التي لم يتم تصريفها في الوقت المطلوب، ما تسبب بتراكمها بكميات كبيرة، وذلك أعاق عمل المطاحن التي لم تتمكن من إنتاج كميات كبيرة من الطحين لعدم وجود شاغر في المستودعات لتخزينها. للوقوف على صحة تلك المعلومات تواصلت مع مدير عام الشركة العامة للمطاحن مهند شاهين الذي نفى وجود نقص في مخازين مادة الطحين، مؤكداً أن وضع مخازين الطحين جيد، مشيراً إلى أن المطاحن تعمل بشكل يومي بإنتاج نحو 5 آلاف طن طحين يومياً توزع على المخابز بشكل يومي، حيث حالياً 23 مطحنة تعمل على مدار الساعة من أصل 35 مطحنة في سورية، وذلك كون 12 مطحنة خارج الخدمة، بعضها نتيجة تعرضها للتخريب وتحتاج إلى إعادة تأهيل والبعض منها يقع في مناطق فيها تنظيمات إرهابية. وعن قضية مخزون النخالة أفاد شاهين أن مشكلة مخزون النخالة تم حلها بالتعاون مع المؤسسة العامة للأعلاف، وذلك بعد فتح البيع بشكل كبير، حيث كان هناك مشكلة في التصريف وتراكم المخزون منذ عدة أشهر وتم العمل على حلها بتصريف أغلب الكميات المخزنة. شاهين الموجود في مدينة تلكلخ في محافظة حمص برفقة الوفد الروسي المنفذ لمشروع مطحنة تلكلخ أشار إلى أن نسب التنفيذ في المطحنة تعتبر جيدة وتبشر بإمكانية دخولها في الخدمة مع بداية العام القادم وهي بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 طن يومياً، مبيناً أن مطحنة أم الزيتون في محافظة السويداء التي ينفذها الجانب الإيراني يتوقع أن تدخل الخدمة في منتصف العام القادم وهي بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 طن يومياً. من جانبه بيّن مدير عام المؤسسة العامة للأعلاف مصعب عوض في تصريح أن ربط الازدحام الحاصل على الأفران والحديث عن أزمة رغيف مع موضوع مخازين النخالة غير دقيق، موضحاً بأنه بتاريخ 16 أيلول الماضي سمحت الحكومة بتخفيض سعر كيلو النخالة من 70 ليرة سورية إلى 40 ليرة سورية أي ما يعادل سعر التكلفة وذلك وفق مؤشرات المؤسسة العامة للمطاحن لتكاليف الإنتاج، وقد تم افتتاح دورة علفية ثانية مباشرة بعد تخفيض السعر، ومنذ ذلك التاريخ وصل المبيع اليومي إلى حوالي 3 آلاف طن نخالة يومياً، أي بما يعادل 120 مليون ليرة سورية يومياً، حيث تم بيع نحو 24 ألف طن نخالة خلال 9 أيام منذ بداية افتتاح الدورة العلفية. وأشار إلى أن الفائض في مخزون النخالة خلال الأشهر الماضية كان نتيجة انخفاض الطلب عليه خلال فترة الصيف لكون المربين يتجهون للمراعي لتغذية قطعانهم، وينخفض الطلب على النخالة، إضافة إلى ارتفاع سعرها، حيث وصلت الكميات المخزنة إلى حوالي 165 ألف طن، ولكن مع بداية موسم الشتاء يخف الاعتماد على المراعي لكونها تكون قد نضبت، ويعود المربون إلى شراء النخالة لتغذية قطعانهم، مبيناً أنه تم تخزين بعض الكميات في مستودعات الشركة العامة للمطاحن وفي مؤسسات أخرى لحين تصريفه ولكنه لم يكن يشكل عائقاً أو مشكلة في إنتاج الطحين. يذكر أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي كان قد صرح في شهر نيسان من العام الحالي خلال اجتماع مجلس الاتحاد العام لنقابة العمال بأن مخزون القمح يكفي لثمانية أشهر أي إنه يجب أن يكفي حتى نهاية العام من دون وجود أي نقص في كميات القمح، وبالتالي دون وجود نقص في كميات الطحين، وهو ما يستغرب سبب تخفيض المخصصات للأفران بنسبة 15 بالمئة إن لم يكن هناك أي نقص. الوطن