أوبرا الشحادين: بالضحكة لامست ضفافَ الوجع الإنساني
جورج شويط
أوبرا الشحادين، هي حكاية المهمشين عبر التاريخ، هي حكاية الزمان والمكان، التي تحرم الإنسان من إنسانيته، وتحرمه من مجرد التفكير أو السعي نحو الأفضل..
الظروف الصعبة والأزمات والحروب تُظهر النفوسَ البشرية على حقيقتها وتنكشف الأمراض الاجتماعية إلى أقصى درجة ممكنة. وبما أننا في عالمنا العربي نعيش ظروفَ الحرب وظروفَ الأزمات، لذلك فإن هذه الأمراض موجودة شئنا أم أبينا.
العرض من نوع الكوميديا السوداء، تنتقل فيه حالاتُ الممثلين من قمة التراجيديا إلى قمة الكوميديا.. يضيف مخرج العمل شريبا:
في ظل الأزمات يتحول الناس إلى شحادين، كلٌ على طريقته، أو حسب حاجته، هناك من يشحد الحب والحنان، هناك من يشحد لقمة الخبز أو المال، هناك من يشحد ويأمل بظروف تعود فيها حالة الأمن والأمان في زمن الحروب..
ولهذا اعتمدنا أسلوب (الغروتيسك)، أي المبادرة لإظهار الأمراض الاجتماعية وإيجاد الحلول والبدائل لمعالجة هذه الأمراض.
الديكور اعتمدَ على أسلوب المسرح الشرطي، أو المسرح الفقير. ببضعة دواليب من القمامة وقليل من الإكسسوارات كوّن الممثلون مسرحاً. عرشاً ملكياً، حماماً، سريراً، وكل قطعة كان لها دلالتها المهمة.
أيضاً استندنا إلى فنّ السينوغراف، وهو التشكيل ضمن الفضاء المسرحي، بمعنى آخر، فحركة الممثل على الخشبة هي سينوغراف. الإضاءة سينوغراف. توزيع الديكور سينوغراف الملابس والإكسسوارات سينوغراف وتعامل الممثل مع هذه الفنون في العرض هو الذي يؤكد نجاحَ السينوغراف أوفشله.
وعن كثافة الحضور وتمديد العرض لأكثر من مرة أشاد المخرج شريبا بجمهور اللاذقية المسرحي مضيفاً:حتى تأتي بمتفرج من بيته، مخلفاً وراءَه المحطات الفضائية والنت والفيسبوك وكل الإغراءات ويأتي إلى المسرح تحت الأمطار، ويقطع مسافات طويلة، هذا الجمهور من الواجب علينا كمسرحيين أن نقدم له عرضاً مسرحيا يلامس همومه ويلامس آلامه وآماله وتطلعاته..
والجدير بالذكر أن وزارة الثقافة وجهت ليتمّ عرض المسرحية في كل من دمشق وحلب وطرطوس.
الممثل حسين عبّاس
يلعب دور الشرطي الذي يُلاحق الخارجين على القانون، وهو يُمثل السلطة الطيبة العفوية. شرطي يُحبّ الفن، ويدخل مع مجموعة المشردين الموجودين في المسرح المهجور في لعبة مسرحية داخل المسرحية ويؤدي دوراً فيها.
أدار حسين عباس دوره بنجاح كما هو معروف عنه. وأضاف على شخصية الشرطي من روحه المرحة ما جعل الجمهور يضج بعاصفة من الضحك مراراً.
الممثل عبد اللـه شيخ خميس
أقوم بدور حرامي، وهي شخصية جديدة عليّ، لم ألعبها من قبل. الحاجة دفعتني لكي أسرق، من أجل لقمة العيش. في سياق حواري أقول (معقولة لاحقينّي على سرقة صغيرة بنصّ الليلْ، وتاركينْ كل السرقات الكبيرة الـعمْ تصيرْ بعزّ النهارْ..) فهؤلاء لا يطولهم أحد. وبالعموم فكل شخصية أؤديها تكون بعد قناعة وتبنٍّ، والمعيار على نجاح أي شخصية هو تفاعل الجمهور معها..
الوطن