نكتة تفسخ 4000 خطوبة و17 زواجاً في 10 أيام
لطالما اشتهرت الأجيال المولودة في حقبتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بلقب «جيل التلفزيون»، وهو اصطلاح انتشر بين الأدباء والمثقفين لوصف مواليد هاتين الحقبتين، في إشارة إلى تأثرهم الشديد بما يشاهدونه من مواد إعلامية متنوعة يبثها هذا الجهاز الخطير، فصاروا يقلدونها في ملبسهم ومأكلهم وطريقة حديثهم، والأهم والأخطر من ذلك في طريقة تفكيرهم. ولكن ماذا عن جيل التسعينيات والجيل المولود الذي جاء إلى الحياة بعد الألفية الثالثة؟ إنه الجيل الذي شهد ثورة الاتصالات بكل محتوياتها وعناصرها، الإنترنت، مواقع التواصل الاجتماعي، الهواتف الذكية، وغيرها... لا بد أن تأثر جيل التسعينيات والألفية الثالثة بما يشاهدونه عبر هذه الوسائط أعمق وأبلغ من تأثر جيل التلفزيون ببرامجه وفقراته. نشرت صحيفة «ميرور» البريطانية أمس تحقيقاً عن تسبب الكوميديان البريطاني الشاب، دانيال سلوس، في فسخ 4000 خطبة وحدوث 17 حالة طلاق في بريطانيا بعد 10 أيام فقط من إطلاقه نكتة في أحد عروض الأداء الكوميدي الفردي الارتجالي، المعروفة باسم «ستاند اب كوميدي». يَصعُب فهم النكتة بالإنجليزية، لكن مضمونها بالعربية باختصار هو أن العديد منا يتسرع في اختيار شريك حياته، فيختار الشريك الخاطئ الذي لا يناسبه على الإطلاق، خوفاً من الوحدة، ومفضلاً إياه على البقاء من دون شريك. ويبدو أن الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الكوميديان الواعد الذي يبلغ من العمر 28 عاماً فقط، وانتشار النكتة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حدا بمعجبي سلوس إلى تطبيق فكرة نكتته، والمبادرة إلى فسخ الخطوبة أو الزواج مع الطرف الآخر الذي لا يرونه ملائماً لهم من وجهة نظرهم. لا اعتراض على مبدأ إنهاء علاقة اجتماعية مع طرف لا يراه الطرف الأول مناسباً له، ولكن السؤال هو: هل كان الطرف الأول بحاجة إلى نكتة ألقاها نجم «ستاند اب كوميدي» كي يتخذ هذا القرار؟ أإلى هذا الحد بلغ تأثير الإعلام؟ إلى الحد الذي يجعل 4017 شخصاً ينهون علاقات خطبة وزواج تأثراً بنكتة من كوميديان؟ يقول سلوس: «لن أندهش إذا تضاعف الرقم أربعة أضعاف ذلك».