بعد أن أُسدِل الستار على مهرجان سينما الشباب أفــــلام وصلــــت عتبــــة الاحتـــراف
أمينة عباس
بعد أن أجمع كل من حضر فعاليات مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الذي أنهى دورته الرابعة مؤخراً في دار الأسد للثقافة والفنون، وقد تنافس خلالها نحو 30 فيلماً للحصول على جوائزه المختلفة على أهمية تجربة مشروع دعم سينما الشباب الذي بدأته مؤسسة السينما منذ أربعة سنوات أكد الأستاذ مراد شاهين مدير المؤسسة العامة للسينما أن هذا المهرجان كان وسيبٍقى حافزاً قوياً ليقدم الشباب من خلاله كل ما عندهم من إمكانيات وطاقات إبداعية، كما سيبقى حافزاً ليعبر السينمائيون الشباب عمّا بداخلهم من خلال أفلام من المفترض أن يسعى صناعها لتقديمها بأفضل صورة، وبيّن شاهين أن المؤسسة ستكمل عملها في إنتاج الأفلام القصيرة والطويلة ومشروع دعم سينما الشباب الذي بدأت به منذ أربع سنوات، وفي أقسى الظروف التي تمر بها سورية إلى جانب مشاريع أخرى منها ما يخص الأطفال، ومنها ما يخص المرأة وصمودها في ظل الأزمة من خلال مشاريع فنية متعددة، ستكون الأزمة فيها القاسم المشترك إلى جانب افتتاح المؤسسة لمكتبة سينمائية ضخمة قريبا.
هفوات وعثرات
وأشار شاهين إلى أن المؤسسة وبعد كل دورة من دورات المهرجان تقوم بتقييم ما قُدّم من خلال مشروع دعم سينما الشباب، للوقوف على الهفوات والعثرات بهدف الارتقاء به خدمة للشباب السوري وتجاربهم، مع التأكيد على أن هذا المشروع سيتم تقديمه بأطر جديدة العام القادم فيما يخص طبيعة تنفيذ الأفلام السينمائية فيه، رغبة في تقديم إنتاجات سينمائية بأحسن صورة، كما ستقوم المؤسسة بتوسيع نطاق المهرجان ليكون بحلة جديدة العام القادم، وأوضح أن الدورة الرابعة شهدت إنشاء جائزة خاصة بالمهرجان، كما أقيمت ولأول مرة تظاهرة الأفلام القصيرة العربية والأجنبية، وذلك بهدف تعريف سينمائيينا الشباب والجمهور السوري بواقع سينما الأفلام القصيرة في الوطن العربي وأوروبا، وبيّن أن أفلام الشباب اتّسمت في الدورة الرابعة بطروحاتها الجريئة من خلال رصد الواقع المعاش في سورية.
وعن مدى رضاه عن النتائج التي توصلت إليها لجنة التحكيم المؤلفة من باسل الخطيب (رئيساً)- رنا شميس- سامر محمد إسماعيل- سهير عبد القادر- صفاء سلطان ونادين خوري، أوضح شاهين أن لجنة التحكيم كانت مكونة من خيرة العاملين في الشأن الفني والثقافي، والمؤسسة لم تتدخل في عملها بتاتاً.
تيار جديد
ولا يمكن للمتابع للدورة الرابعة من مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة –برأي سامر محمد إسماعيل (عضو لجنة التحكيم)- إلا أن يلحظ التطور الواضح على مستوى صياغة الصورة، لكن بالمقابل لم يخفِ وجود أفلام تعاني من ضعف في السيناريو الذي ذهب باتجاه الحالة البصرية التي تقترب كثيراً من الفيديو كليب، وأوضح إسماعيل وجود اهتمام كبير بالبعد التزييني على حساب المضمون الفكري وقراءة الواقع وما يحدث اليوم، وفي المقلب الآخر أشار إلى وجود أفلام جريئة جداً على الصعيد الفني والاجتماعي وعلى صعيد الطرح، وبالمجمل بيَّن إسماعيل أن عدداً كبيراً من الأفلام كان جيداً، وقد وصل بعضها إلى عتبة الاحتراف وهذا برأيه يبشر بعد ثلاث دورات بظهور تيار جديد في السينما السورية، ونوه إلى أن معظم من اشتغل في السينما من الرواد والمخرجين المخضرمين كانوا ينتمون للمدرسة السوفييتية وعنوانها الأبرز “سينما المؤلف”، أما اليوم فهناك سينما الهواة التي تشكل رافعة سينتج التيار والطليعة، وهذا ما سيبدو جلياً في الدورات القادمة.
محبة سورية
كما عبّر الفنان اللبناني بيير داغر عن سعادته بوجوده في سورية أولاً وفي مهرجان سينما الشباب ثانياً، وتمنى للفن السوري بشكل عام كل النجاح والتألق لأن نجاحه يفرحه ويسعده، وشكر المؤسسة العامة للسينما التي كرّمته في مهرجان سينما الشباب، وأكد أن سورية كرمته كثيراً بمحبة جمهورها له والذي يلمسه دائماً، وأشار إلى أنه أمضى أوقاتاً جميلة مع فعاليات مهرجان سينما الشباب، وهو من الذين يشجعون الشباب في كل خطوة يخطونها، حيث سيشارك قريباً في فيلم قصير لطالبة دبلوم في لبنان.
الفن العظيم
وأكدت المخرجتان سها حسن وسوزان زكي على أهمية وجود هذا المهرجان في حياة كل سينمائي شاب يغريه هذا الفن العظيم، وأشارتا إلى رضاهما عما أنجزتاه فيه من خلال فيلمهما الأول “زين” الذي نال الجائزة الذهبية، ونوهتا إلى خصوصية تجربتهما الإخراجية المشتركة التي نتجت بسبب التقارب الفكري والنفسي بينهما، وهما سعيدتان لأن الفيلم نال الجائزة الذهبية وترك انطباعاً جيداً لدى الجمهور الذي تابعه.
البعث