القرم.. نقطة انطلاق البضائع السورية إلى العالم
قالت وكالة “تاس” الروسية إن جمهورية القرم الروسية تدرس اقتراحا سوريا لافتتاح دائرة للتجارة في شبه الجزيرة. ونقلت الوكالة عن الممثل الدائم للقرم لدى الرئيس الروسي، غيورغي مورادوف، أن التجارة مع سورية ستفتح أمام روسيا إمكانيات واسعة للتبادل التجاري، إذ من المخطط أن تصبح شبه جزيرة القرم منطقة رئيسية للتجارة السورية- الروسية، وستكون موانئها نقاط دخول للبضائع السورية المخصصة لروسيا بأسرها. وفُتح باب الحديث عن تحويل شبه الجزيرة لسوق تجارية مشتركة في أثناء انعقاد منتدى “يالطا الاقتصادي الدولي” الرابع، آذار الماضي. وشارك في المنتدى حينها وفد اقتصادي سوري برئاسة وزير الاقتصاد، محمد سامر خليل، إضافة إلى 80 رجل أعمال يمثلون مختلف المؤسسات. كما شارك في المنتدى ألفا شخصية، من بينهم 220 أجنبيا من 46 بلدا، وتم توقيع اتفاقيات مع عدة أطراف بقيمة 160 مليار روبل (2.6 مليار دولار). وخلال المؤتمر أكد رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسينوف، أن الاتفاقيات مع سورية ستكون في مجالات مختلفة أهمها الزراعة والصناعة والسياحة. وعقب شهرين على المؤتمر، أعلن نائب محافظ سيفاستوبل، الواقعة في شبه جزيرة القرم، فلاديمير بازاروف، إطلاق خط ملاحي بين ميناء المدينة وطرطوس لتوريد الحبوب إلى سورية. وقال بازاروف إن هناك خططًا لزيادة حجم البضائع المشحونة بين مرفأي المدينتين، مشيرا إلى ضرورة توسيع لائحة البضائع لإشغال هذين المرفأين، خاصة وأن سورية تحتاج إلى المعادن ومواد البناء، وروسيا جاهزة لاستيراد المنتجات الزراعية والنسيجية السورية، بحسب قوله. السوق التجارية المشتركة بدأ العمل بها، وقالت وسائل إعلام روسية، في تموز الماضي، إنه سيتم توريد الحمضيات عن طريق البحر إلى القرم وبعد ذلك إلى باقي مناطق روسيا، وأنه يمكن أن تصبح القرم مركزًا لإعادة تصدير هذه المنتجات إلى بلدان أخرى. وقالت وزارة الزراعة الروسية، في تموز الماضي، وقالت الوزارة الروسية إنه “بسبب النمو الكبير لمحصول القمح في الجزيرة، استطاعت القرم تغطية الاحتياجات المحلية لمواطني الجمهورية وتصدير فائض القمح”. ويجري التعامل التجاري مع سورية باستخدام سفن سورية وأخرى روسية وأجنبية وتعتمد سورية في تأمين حاجتها من القمح على روسيا، وسيكون للقرم دور كبير في تأمين هذه الاحتياجات، حيث تنتج الجزيرة حوالي 1.4 مليون طن من القمح كل عام ويتبقى منها للتصدير حوالي مليون طن. ولا يتوقف الأمر على التجارة عبر شبه الجزيرة، بل على السياحة أيضا، وكانت سلطات مدينة ثيودوسيا في جزيرة القرم اقترحت، حزيران الماضي، إطلاق رحلات سياحية بين الجزيرة وسورية. وقال رئيس بلدية مدينة ثيودوسيا، سيرغي فوميتش، حينها إن تنظيم الرحلات البحرية مع سورية، سيؤدي إلى توسيع نشاط الموانئ الخمسة الموجودة في القرم. وأضاف أن الرحلات ستفتح أيضا المجال لنقل حمولات ضخمة من البضائع بين البلدين، وتمكن من جلب عشرات ملايين الأطنان من مختلف البضائع والمواد إلى جزيرة القرم. وكالات