وثائق تعرض لأول مرة وقصائد تجسد الوحدة الوطنية في مهرجان سلطان الأطرش
ندوات ومعارض وأمسيات شعرية أحيتها المراكز الثقافية في السويداء والمزرعة ضمن فعاليات مهرجان سلطان الأطرش الإبداعي لليوم الثاني من أيام المهرجان.
الفعاليات وان اختلفت في النوع والمكان إلا أنها اجتمعت حول محور واحد وهو الثورة السورية الكبرى، والحالة الوطنية التي جسدها أبطالها الذين كان شعار الدين لله والوطن للجميع بوصلة نضالهم حتى تحقق الاستقلال.
الباحث كمال الشوفاني تحدث عن المعرض الوثائقي الذي قدمه ضمن فعاليات المهرجان فقال: الوثائق هي تأريخ لبعض الوقائع في الثورة السورية الكبرى، وفيها نقرأ التاريخ، فكثيرة هي الكتابات التي دونت لها، لكنها دونتها من زوايا ووجهات نظر معينة، أو جمعت من كتب سابقة دون الانتباه للوثائق وتدوينها، إلا أن الوثيقة تقدم حالة الثورة ويومياتها وخصائصها وأهمها أنها وطنية بامتياز، حيث تشير الوثائق أن كل النداءات كانت موجهة للسوريين، إلا بعض الوثائق الموجهة لأبناء الجبل والتي تدعو لحمل السلاح.
والمعرض الذي قسمه الباحث إلى خمسة أقسام مرتبة زمنيا وهي ثورة سلطان الأطرش الأولى على اثر حادثة ادهم خنجر عام 1922وكذلك وثائق الثورة السورية الكبرى بين عامي 1925 و1927، ومن ضمنها نداءات الثورة السورية الكبرى وأهمها نداء إلى السلاح ومقررات المؤتمرات التي عقدت في تلك الفترة، والتي تؤكد جميعها على الوحدة الوطنية والتمسك بالاستقلال، إضافة إلى رسائل بين قادة جبهات القتال. وهناك وثائق تنشر لأول مرة قدمها الباحث وهي صادرة عن ما كانت تدعى الممثلة الفرنسية لدولة سورية الشعبية السياسية، وهي في الفترة الأخيرة من الثورة، أما القسم الرابع فقد عرض فيه الشوفاني وثائق مجاهدي الصحراء وهي وثائق أصلية تتحدث عن مؤتمر الصحراء وقراراته وأهمها تجديد القسم ببذل النفس والنفيس إلى آخر رمق في سبيل إنقاذ سورية، ومن أهم الوثائق التي تضمنها المعرض تلك التي رصدت شهداء الثورة ونسبة التضحيات التي قدمتها قرى الجبل مرتبة حيث جاءت بلدة دوما الجبل أولا إذ قدمت 63٪ من المجاهدين شهداء، وثانيا قرية وقم والتي قدمت 60% وعرمان التي قدمت 54% من أبنائها القادرين على حمل السلاح شهداء، أما مدينة السويداء فقد قدمت 40٪.
وليس بعيدا عن مكان المعرض ألهب مجموعة من الشعراء بقوافيهم خشبة مسرح المركز الثقافي، فالشاعرة أحلام بناوي القادمة من حماة بينت أهمية مثل هذه الفعاليات، والتي تعيد الجيل إلى حاضنة التاريخ الذي خلفه لنا الأجداد وهو تاريخ يروي بطولاتهم في حفاظهم على الوحدة الوطنية.
أما الشاعر منير خلف القادم من الحسكة تحدث بقوافيه عن بسالة سلطان الأطرش ورفاقه الذين حاربوا الظلم والطغيان فكان بحجمه وحجم غيابه أهمية مثل هذه الفعاليات.
واختار الشاعر غدير إسماعيل قوافيه بعناية ودقة لترتقي لمستوى المناسبة، فكانت كلماته ممزوجة بسكون البحر وعنفوانه، حيث شواطئ طرطوس لتعانق كلماته السكون وشموخ جبل العرب الذي كتب له.
أما الشاعر نزار بريك هنيدي فكانت قصيدته “مجد الشمس” رسالة لأهلنا في مجدل شمس، ففي حضرة سلطان الأطرش يستذكر الشاعر الأهل في الجولان المحتل، ليؤكد أن الجلاء لا يكون مكتملا إلا بعد عودة الجولان الحبيب ولواء اسكندرون السليب، وخروج آخر مسلح من أرضنا الحبيبة.
وبيّن الباحث والشاعر الدكتور ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب أهمية المهرجان كتأكيد للانتماء للقيم النضالية والوطنية والإنسانية لصانعي الجلاء، وإعلان أن لا قوة على هذه الأرض تستطيع كسر إرادة الحياة لدى السوريين، أو النيل من قيم الحق والخير والجمال في نفوسهم، وان الشعب السوري الذي أعطى الإنسانية منجزه الثقافي والحضاري عبر عشرة آلاف عام وبنى الأساس المتين لعمارة الفن والإبداع في أربع جهات الأرض، ما يزال قادرا على تجاوز محنته والنهوض من جدي،د واجتراح ما يدهش العالم بثقافته وفنه وإبداعه وصموده وصبره ودماء شهدائه.
ويرى رئيس جمعية العاديات في السويداء محمد طربيه أن المهرجان يكتسب أهميته في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد لتذكر الأجيال الحاضرة بالماضي الذي نعتز به ونفتخر بما أورثه لنا الأجداد من مآثر وبطولات جسدت الوحدة الوطنية، حيث تشكل نشاطات المهرجان جسر تواصل حقيقي بين الماضي والحاضر، ومنها المعرض التوثيقي والأنشطة الإبداعية من آداب وفنون شملت كامل جغرافيا المحافظة وتراثها المادي كمعرض المقتنيات التراثية في شهبا والفنون الشعبية التي تقدمها الفرق الفلكلورية في المحافظة.
رفعت الديك
البعث