رساميل خارجية تعلن توجهها نحو الاستثمار في سورية ..لكن بشروط
الخميس 02-08-2018
- نشر 6 سنة
- 5428 قراءة
في الوقت الذي فتح مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين في سورية والعالم المجال واسعاً أمام المستثمرين العرب والأجانب في التقاط الفرص الاستثمارية المطروحة لمرحلة إعادة الإعمار، فتح أيضاً الباب أمامنا لاستقراء آرائهم ومتطلباتهم لرصد مدى جديتهم في اتخاذ قرار المشاركة في الاستثمار، وما يعترضهم من عوائق أو ربما مخاوف قد تحول دون تلك المشاركة المأمولة، إذ بدا تخوف البعض من عدم استقرار الوضع الأمني والاقتصادي وتحفظهم على بعض القوانين الماضية التي تعرقل عملية الاستثمار أحد أبرز الهواجس، لتصبّ غالبية الآراء على ضرورة اعتماد النافذة الواحدة والمرجعية الواحدة لهيئة الاستثمار السورية التي تمكّن المستثمر من معرفة متطلبات مشروعه، واستكمال كافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بالمشروع، ولاسيما أن تلك الإجراءات يكتنفها الروتين والبيروقراطية، وتتعلق بالعديد من الجهات المعنية مما قد يشكل عثرة حقيقية أمام المستثمر لاستكمال الأوراق والبدء بالمشروع، في حين تركزت مطالب المستثمرين المحليين على ضرورة وضع رؤية استثمارية مستقبلية من قبل هيئة الاستثمار والجهات المعنية، تحدّد حاجة كل منطقة للمنشآت والمعامل والفنادق والمؤسسات العلمية والمنشآت الصحية، وفق تحليل جغرافي لكل منطقة لمواكبة العالمية.
مخاوف
ويعول على مشاركة رئيس الاتحاد اللبناني البرازيلي بسام حداد للمساهمة بتبديد المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار الاقتصادي التي عرقلت في وقت سابق توجه بوصلة دول أمريكا اللاتينية الاستثمارية نحو سورية والمساهمة بإعمارها، إذ يمكن اعتبار أن هذه المشاركة بمنزلة توثيق تحسّن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سورية ونقل الصورة المشرقة مثبتة بالفيديوهات والقرارات الجديدة المتعلقة بالاستثمار لشركائهم في البرازيل ودول أمريكا الجنوبية، إلى جانب الصين أيضاً، للمباشرة في الاستثمارات المطروحة في سورية. وخلال حديثنا مع حداد بيّن أن معظم الشركات الأجنبية لا تزال متخوفة من دخول السوق السورية لاعتمادها على الإعلام الغربي في استقراء الوضع في سورية، مؤكداً أن السفير البرازيلي طلب منه التريث في المشاركة، إلا أنهم وخلال مشاركتهم في المؤتمر قاموا بإرسال بعض القرارات ذات الصلة بالعملية الاستثمارية والفيديوهات التي تعكس حقيقة الواقع الاستثماري إلى شركائهم، ما بثّ الطمأنينة ودعوة زملائهم للمشاركة بعملية الإعمار.
المباشرة
وبيّن حداد أن النظرة السائدة تبدّدت بشكل شبه كامل، إذ أُعطوا صلاحيات لعقد مناقشات وحوارات مع الجانب السوري، وقد قام أعضاء الوفد بالتواصل مع شركات الأدوية لمناقشة مدى التعاون في المجال الطبي وفق حاجة السوق المحلية، كما أنبأ حديثه عن إعجابه بالخرائط الهندسية للمناطق المطروحة للاستثمار، إضافة إلى مشاريع النقل خاصة مشروعي المترو وقطار الضواحي. وأوضح حداد عزمه للتنسيق مع شركات التطوير العقاري لبدء الاستثمار في مشاريع البناء وإعادة الإعمار، منوهاً بأن الزيارات القادمة ستكون بصحبة أصحاب الشركات البرازيلية التي تهتم بقطاعات البناء والصناعات الغذائية والدوائية.
نافذة واحدة
شركات لبنانية أخرى كشركة ACYC المختصة بمشاريع صناعة المواد الأولية لمرحلة الإعمار كالإسمنت، أكدت انتظارها لصدور قانون الاستثمار الجديد تخوفاً من تغيرات قد تؤثر على قرارها في حجز مشاريع معامل الاسمنت في محافظة حمص، مؤكدة أن اعتماد النافذة الواحدة من أهم القرارات المنتظرة، كون الأمور الإدارية بغياب النافذة الواحدة تحتاج لأكثر من سنتين لاستكمالها، وبالتالي يمكن تعثر المشروع أو استهلاك وقت إضافي يؤدي إلى خسارة الشركة لعدم توظيف أموالها.
تحويل الأموال
وحضرت صعوبة التحويلات المالية إلى سورية كحجر عثرة أمام المستثمرين خلال استطلاع مدى رغبتهم الجادة بالاستثمار في سورية، إذ طالب مدير عام شركة “ايمانكو” العالمية للبناء والمنشآت المعدنية بضرورة إيجاد صيغة معينة تراعي المستثمر الأجنبي وتقدم له حلولاً مجدية. كما بيّن مسؤول الشركة أن عرض الفرص الاستثمارية خلال المؤتمر كان تعريفياً أكثر منه تفصيلياً، إذ لا تزال مجموعة من الأسئلة تحتاج لأجوبة وقد تكون لأكثر من جهة، لذلك فإن اعتماد جهة موحدة يسهل الأمر على المستثمر، مشيراً إلى أن كيفية تحويل الأموال تتصدّر هذه الأسئلة، وخاصة في ظل تعامل الشركة وربما غيرها من الشركات الأخرى مع شركات غربية تتحفظ على التعامل مع سورية، أو تقبل بشحن البضائع بأسعار أعلى، ورغم وجود بعض الطرق للتحايل مع الحظر الاقتصادي بالنسبة لتحويل الأموال، إلا أن الشركات العالمية تؤكد على وجود طرق قانونية ومضمونة للتحويل.
تأسيس شركات
رجال أعمال من الجالية السورية في الكويت حاولوا حصر الفرص الاستثمارية المتعلقة بمشاريع إعادة إعمار البنى التحتية والتشييد، وقد أكد لنا المستثمر وائل ناصر قيام العديد من رجال الأعمال بتأسيس شركات في سورية للحصول على فرص استثمارية بشكل سريع والتغلب على المعوقات، وهناك رجال أعمال من الفلبين حضروا المؤتمر لحجز مكان في الاستثمارات القادمة، علماً أن الفلبين ليس لديها أي استثمار في سورية حالياً.
ارتياح
وفي الجانب المقابل لقيت بعض التسهيلات التي قدّمها مدير عام هيئة التطوير العقاري الدكتور أحمد الحمصي خلال عرضه لمشاريع التطوير العقاري ارتياحاً كبيراً في أوساط المستثمرين، ولاسيما لدى تأكيده على قدرة المستثمر إخراج أمواله في حال تعثر مشروعه لأي سبب كان، أو استجرار الأرباح المحقّقة من المشروع بشكل شهري وفق النسب المحددة في العقد، إضافة إلى جانب اعتبره المستثمرون حافزاً تشجيعياً وهو تمويل المستثمرين الراغبين من المصارف الحكومية أو شركات التمويل العقاري بضمانة مشاريعهم.
تشميل
الجدير ذكره أنه تمّ خلال المؤتمر تشميل مشروعين من المشاريع المطروحة لصناعة الخيوط القطنية والقطنية الممزوجة في محافظة حلب بقيمة تقديرية نحو مليون دولار، كما تمّ الحديث عن حجز أربعة مشاريع حبيبات بلاستيكية وألواح الخشب المضغوط والحليب المجفف ومشتقاته، ومناقشة عدد من المشاريع بناءً على رغبة المستثمرين ضمن استمارة طرحتها هيئة الاستثمار في المؤتمر.
البعث