بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

قد تكون هناك وحوش أضخم وأغرب مما نعتقد.. اكتشاف أول ديناصور عملاق يغير الكثير من المفاهيم لدى العلماء

السبت 14-07-2018 - نشر 6 سنة - 5720 قراءة

  هناك وحوش أغرب وأضخم مما نعتقد ربما عاشت يوماً على كوكبنا. فقد قدم اكتشاف أول ديناصور «عملاق» أدلة هائلة على الكيفية التي تمكنت من خلالها هذه الوحوش القديمة من الحقبة الأولية أن تصبح أكبر الحيوانات التي سارت على سطح الأرض. يطلق على الحيوان الضخم الذي يساوي حجمه حجم الحافلة، والذي اكتشف حديثاً، اسم «إنجنتيا بريما Ingentia prima»، وهو ما يعني «العملاق الأول» في اللغة اللاتينية، ويصل وزنه إلى 11 طناً (10 أطنان مترية)، ويبلغ طوله 32 قدماً (أي ما يعادل 10 أمتار)، حسب تقرير ورد بموقع Live Science المتخصص في الأخبار العلمية. لكن لم يكن حجم الديناصور هو الميزة الوحيدة التي أثارت إعجاب علماء الحفريات. فقد عاش إنجنتيا بريما منذ ما يقرب من 215 مليون سنة، أي قبل وجود الأنواع الأخرى من الديناصورات التي تربطها به صلة قرابة والتي تميزت بعنقها الطويل بـ47 مليون سنة، بما في ذلك براكيوصور Brachiosaurus وديبلودوكس Diplodocus، حسبما قال الباحثون.   إنه أحد أهم الاكتشافات المتعلقة بالديناصورات لأنه يكشف سر ضخامتها هذا الاكتشاف الجديد يعتبر مفاجأة سارة، حسبما قال ستيف بروسات، عالم الحفريات بجامعة إدنبره في إسكتلندا الذي لم يشارك في هذه الدراسة، وذلك في مقابلة أجراها مع موقع Live Science. ويعتقد بروسات أن هذا «يُعد أحد أهم الاكتشافات المتعلقة بالديناصورات في السنوات القليلة الماضية». وقال: «تدفعنا هذه الحفريات الجديدة إلى إعادة التفكير في الزمن والكيفية التي تمكنت من خلالهما الديناصورات من أن تصبح على هذا القدر الهائل من الضخامة». فلقد تبين وصولها لحجم عملاق قبل الزمن المقدر سابقاً اعتقد علماء الحفريات في السابق أن الديناصورات الضخمة الأولى تطورت خلال العصر الجوراسي -عصر الديناصورات العملاقة- المبكر، الذي استمر من 199.6 مليون سنة مضت إلى 145.5 مليون سنة مضت، بعد أن تسبب انفجار البراكين الهائلة التي انبثقت من الشقوق المُفتتة في شبه جزيرة بانجيا في حدوث انقراض جماعي في نهاية العصر الترياسي، وفقاً لما قاله بروسات. وأردف قائلاً: «غير أن هذا الاكتشاف يغير هذه القصة البسيطة». إذ إن ديناصور إنجنتيا بريما والأنواع الأخرى من ديناصورات lessemsaurids (وهي تلك الديناصورات الضخمة من أواخر العصر الترياسي والتي تنتمي جميعها إلى مجموعة صوروبودا) التي درسها الباحثون «تخبرنا بأن بعض الديناصورات على الأقل تمكنت من الوصول إلى أحجام ضخمة خلال الحقبة الأخيرة من العصر الترياسي، قبل أن تنقرض (هذا عصر يسبق العصر الذي انقرضت فيه الديناصورات بشكل كامل)». الغريب أنها بدأت ككائنات صغيرة بحجم الكلب ظهرت الديناصورات الأولى -وقد كانت مجرد كائنات صغيرة ثنائية الأرجل لا يتجاوز حجمها حجم كلب المسترد الذهبي golden retriever dog- قبل حوالي 240 مليوناً إلى 247 مليون سنة، خلال العصر الترياسي. وقد اعتقد الباحثون في السابق أن الديناصورات تحتاج إلى ساقين مستقيمتين كي تتمكن من النمو إلى أحجام ضخمة، ويُعزى ذلك جزئياً إلى أن الساقين المستقيمتين ستوفران الدعم اللازم حتى يزيد حجم الديناصورات بسرعة. إلا أن الديناصورات من نوع lessemsaurids تمكنت من الوقوف على ساقين منحنيتين، وتميزت بوجود عظام تُصبح أكثر سمكاً بشكل سريع ولكن على فترات متقطعة، على عكس أقاربها من نفس السلالة التي ظهرت في وقت لاحق، والتي نمت بشكل مستمر طوال العام، وفقاً لما اكتشفته الباحثة الرئيسية في الدراسة، سيسيليا أبلديتي، المتخصصة في علم الحفريات في جامعة سان خوان الوطنية في الأرجنتين، وزملاؤها. وعلاوة على ذلك، فقد أشار الباحثون إلى أن الديناصورات من نوع Lessemsaurids تميزت بأعناق وذيول طويلة، لكنها لم تكن طويلة مثل ديبلودوكس.   كما كان لديها أكياس شبيه بالموجودة عند الطيور الديناصورات من نوع Lessemsaurids تشاركت في ميزة واحدة كبيرة مع مجموعة صوروبودا الأخرى ذات الأعناق الطويلة، حسب الباحثين. فقد كان لديها أكياس هوائية شبيهة بتلك الموجودة في الطيور وهياكل للتنفس ربما ساعدت في الحفاظ على درجة حرارة الحيوانات العملاقة منخفضة. ومع ذلك، على الرغم من أن Lessemsaurids يشتركون في هذه الخاصية مع الديناصورات المتأخرة من مجموعة صوروبودا، فإنهم ليسوا أسلاف مجموعة صوروبودا التي تميزت بأعناقها العملاقة مثل ديناصور برونتوصور. وهذا الاكتشاف يفتح باب الاحتمالات لوجود ديناصورات أكبر وأغرب وهذا يعني الديناصورات من نوع Lessemsaurids والديناصورات المتأخرة من نوع صوروبودا، تمكنت من الوصول إلى هذا الحجم العملاق بشكل مستقل عن بعضها البعض. ويعلق بروسات قائلاً: «هذه الاكتشافات الجديدة تخبرنا أن الديناصورات كانت أكثر قدرة على التكيف والإبداع في الوصول إلى ذلك الحجم الضخم، مما كنا نظن». ويعتقد بروسات أن هذا يعني احتمالات وجود ديناصورات أكبر وأكثر غرابة ما زالت موجودة، ويمكن العثور عليها.   عربي بوست


أخبار ذات صلة