بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

كولومبيا تخرج بقلبٍ مكسور: ركلات الحظ تبتسم للإنكليز

الأربعاء 04-07-2018 - نشر 6 سنة - 5649 قراءة

  روح أندريس اسكوبار كانت تحوم في سماء ملعب سبارتاك في موسكو وكأنها تريد القول: «لا تخسروا من أجلي». دموع فالديراما في مونديال الولايات المتحدة 1994 تجددت بعد ركلات الحظ التي حرمت كولومبيا الوصول إلى الربع النهائي، ومنحت إنكلترا فرصة للعودة إلى الأضواء بالتأهل إلى ربع النهائي. رفض بيكرمان النظر إلى تسديدات لاعبيه، وخرج مينا باكياً، فيما أبقى منتخب «الأسود الثلاثة» على حلمه بإعادة مجد كأس العالم 1966. جاءت أولى محاولات المنتخب الإنكليزي في الدقيقة السادسة من كرة ثابتة بعد لمسة يد متعمَّدة احتسبها الحكم على ياري مينا، خطأ مبكر كان مبشراً بأن إيقاع اللعب سيكون سريعاً، لكنه كان عكس ذلك. تحفظ المنتخب الكولومبي منذ الدقائق الأول في الدفاع، فيما تناقل عناصر إنكلترا الكرات، في محاولة منهم لإرباك خط الوسط والدفاع الكولومبي. استمرّ الضغط الإنكليزي الذي لم يُثمر أيّ شيء، حتى اقترب هداف كأس العالم حتى الآن من التسجيل، لكن رأسية قائد الإنكليز هاري كاين علَت فوق العارضة. انخفض مستوى المباراة بعد انتصاف الشوط الأول، وانحصر اللعب بالصراع البدني بين الفريقين. فرض الإنكليز سيطرتهم على الكرة، في ظل عدم تماسك وسط كولومبيا الذي تأثر كثيراً بغياب خاميس رودريغيز بسبب الإصابة، وقدم المدافعان مينا وسانشيز شوطاً كانا فيه في قمة تركيزهما. أخرج الحكم أول بطاقة في اللقاء، بالدقيقة الواحدة والأربعين على كولومبيا بعد احتكاك بين باريوس وجوردان هندرسون أثناء الوقوف في حائط الصدّ، في لقطة أظهرت حجم التوتر بين الخصمين، ولم تكن تلك اللقطة الوحيدة التي تحدث فيها المناوشة. اختصرت كولومبيا الشوط الأول بنجاح تراجعها للخلف وحرمان الإنكليز التسجيل وخلق الفرص، إذ نجحوا في إغلاق المساحات التي يفضّلها لاعبو إنكلترا، لكنهم فشلوا في اللعب على المرتدات والكرات الطويلة. أما المنتخب الإنكليزي، فاكتفى بمحاولة خجولة لم تُحدث أي تغيير في النتيجة. وكان جون ستونز (المدافع) أفضل الممررين في هذا الشوط الأول بنسبة 100% (36 تمريرة)، فيما كان رادميل فالكاو قائد كولومبيا أقل من لمس الكرة (مرتين فقط). لم تتغير الأمور كثيراً في بداية الشوط الثاني، وبعد عشرة دقائق على بداية الشوط جاءت ضربة الزاوية لمنتخب إنكلترا التي نفذها الظهير الأيمن تريبيي، ليحتسب الحكم ركلة جزاء على كارلوس سانشيز الذي تدخل على هاري كاين، ليسجل الأخير هدف المباراة الأول في الدقيقة 57. خرج ليرما ليدخل كارلوس باكا بديلاً، في محاولة من المدرب بيكرمان للعودة إلى المباراة. اعترض الكولومبيون كثيراً على حكم المباراة بعد ذلك، الذي كان مستواه أدنى ممّا هو مطلوب لقيادة مباراة في ثمن نهائي كأس العالم، وجاء الاعتراض الحادّ بعد تمثيل ماغواير داخل منطقة الجزاء ليمنح على أثره فالكاو بطاقة صفراء. أداء الحكم كان سبباً في شحن أعصاب اللاعبين. وقف خاميس رودريغيز وصرخ مسانداً زملاءه من دكة البدلاء، محاولاً رفع معنوياتهم ودفعهم إلى التقدم من أجل التعادل، في ظل العقم الهجومي والفشل الواضح في الوصول إلى مرمى بيك فورد. اندفع عناصر منتخب كولومبيا لمحاصرة عناصر منتخب «الأسود الثلاثة»، وأخذ ساوث غيت المدرب يجري التغييرات للمحافظة على النتيجة. لم تفلح المحاولات لإدراك الهدف الأهم الذي يبقي على فرص كولومبيا. صوّب ماثيو أوريبي كرة قوية، لو دخلت لكانت من الأجمل في تاريخ المونديال، لكن بيكفورد تصدى لها، مانحاً منتخب «لوس كافيتيروس» بصيصاً من الأمل. ترك أوسبينا مرماه، إذ أراد استرجاع ذكريات هيغيتا الحارس التاريخي، لعب كوادرادو الكرة، وقفت العيون شاخصة لرؤية ما سيحدث، وما فشل فيه المهاجمون نجح فيه القادمون من الخلف، سجل ياري مينا هدف التعادل ليصبح هداف منتخب بلاده في كأس العالم بثلاثة أهداف، وليصبح بطلاً في بلاد القهوة. فذهبت المباراة إلى شوطين إضافيَّين. عاد الأمل. الهدف الذي جاء في الدقائق الأخيرة منح الحياة لمنتخب كولومبيا الذي بسط سيطرته على الشوط الإضافي الأول، في ظل تراجع بدني وذهني لكتيبة العاصمة لندن، لكن النتيجة بقيت على حالها. خرج رودريغيز من مكان جلوسه بعد النهاية، محدِّثاً زملاءه، ومحاولاً الوقوف معهم، ولو معنوياً فقط. لم يقدر الفريقان على حصد الانتصار في الشوط الإضافي الثاني، بل كانت مساعيهم للوصول إلى ركلات الترجيح، لتكون ثالثة المباريات في دور الـ 16 التي تحسم بركلات الترجيح. تاريخ إنكلترا السيّئ مع ركلات الجزاء توقف، لتعبر إنكلترا بعد أن حرمت العارضة أوريبي أن يسجل، ثم تصدى بيكفورد لكرة باكا، فودعت كولومبيا بركلات الحظ، ليصبح منتخب إنكلترا سادس المنتخبات الأوروبية في الربع النهائي مقابل منتخبين من أميركا اللاتينية: الأوروغواي والبرازيل. هكذا، فشل المنتخب الكولومبي في تخطي إنكلترا للمرة السادسة، إذ تعادل المنتخبان في ثلاث مناسبات، وفازت إنكلترا في ثلاث، وستكون إنكلترا في مواجهة منتخب السويد الذي يعدّ مفاجأة هذه البطولة، إذا صحّ التعبير. الاخبار


أخبار ذات صلة