المركزي السوري بين التخمة والنقصان..هل يعتمد اسلوب الفدرالي الأمريكي
صاحبة الجلالة _ حسن مرعي
ثمة خلل تنظيمي وإداري يكتنف عمل فروع مصرف سورية المركزي في المحافظات، يتمثل بتخمة الكوادر الفنية المتخصصة بالعمليات المصرفية في بعض هذه الفروع مقابل نقصها في أخرى، ففي الوقت الذي يصل فيه عدد الفنيين المختصين في فرع دمشق إلى نحو 240 موظف، ينخفض العدد – على سبيل المثال لا الحصر - إلى 4 في فرع درعا.
وفي هذا السياق يورد مصدر حكومي مطلع مثالاً عالمياً استطاع استدراك هذا الخلل، مبيناً لـ"صاحبة الجلالة" أن البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي، يتوزع في كل الولايات المتحدة الأمريكية البالغ عددها خمسين ولاية، عبر ستة فروع فقط، ويتعامل مع المصارف التجارية الموزعة في سائر أرجاء الولايات كمراسلين معه، مستعيضاً بذلك عن افتتاح فروع له فيها، علماً أن مساحة سورية وحجم التبادلات الحوالات المصرفية فيها، بالكاد يماثل ولاية أمريكية واحدة..!.
وطرح المصدر فكرة تقليص عدد فروع المصرف المركزي من 14 فرع موزع في المحافظات، إلى أربعة فروع، بحيث يغطي فرع دمشق تعاملات المنطقة الجنوبية، ويغطي فرع حلب المنطقة الشمالية، ويغطي فرع تعاملات حماة المنطقة الوسطى، يغطي طرطوس المنطقة الساحلية. على أن يتعامل المركزي مع المصارف التجارية ويعتمدهم كمراسلين له عوضاً عن بقية الفروع.
وأشار المصدر إلى أن هناك خلل أيضاً في النظام الداخلي للمصرف يتمثل بتوزيع الأقسام والدوائر في فروع المركزي في المحافظات، إذ يحتوي كل فرع على 17 قسم، وهذا العدد كبير بالنسبة لعمل الفرع، ففرع حلب الذي يعتبر من الفروع المهمة بالكاد يتحمل 14 قسم، أما فروع مثل دير الزور والحسكة والرقة ودرعا وغيرها فتتحمل أربعة أفرع كحد أقصى كون أن أعمالها موسمية لها ومرتبطة بالدرجة الأولى بتصريف المنتجات الزراعية الموسمية.