لماذا تخلت واشنطن عن مطلب رحيل الأسد؟
جاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ومندوبة واشنطن الأممية نيكي هايلي لتعبر عن تراجع واشنطن عن مطلب رحيل الأسد.
والسؤال: كيف يفسر الخبراء التراجع الأمريكي عن مطلب تنحي الرئيس السوري؟
التفاف مبرمج
فلاديمير بروتير الخبير في معهد البحوث الإنسانية السياسية الدولي، يرى أن التبدل الذي حصل في الموقف الأمريكي تجاه الأسد، جاء نتيجة لقرار البيت الأبيض تبني سياسة واقعية في الشرق الأوسط.
وقال، إن الموقف الأمريكي إزاء سوريا كان هداما منذ البداية، وتأثر بالتناقضات الداخلية وأفضى في نهاية المطاف إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وإحداث دمار هائل حل بسوريا.
واعتبر أنه لم يتبق أمام الإدارة الأمريكية الحالية سوى الاستمرار في نهج سلفها، أو الإقرار بحقيقة أن الرئيس الشرعي لسوريا هو الأسد دون سواه في الوقت الراهن.
الخيار رسا على السياسة الواقعية
وأشار بروتير إلى الازدياد المستمر في عدد أطراف النزاع التي صارت تقبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار الموسع، وإدراك الجميع ضرورة ذلك باسم فض الأزمة الأهلية في بلد معقد إثنيا كسوريا.
وختم بالقول: "الولايات المتحدة أقرت بذلك، وخطوتها هذه إيجابية للغاية، وهذا يعني أن حلبة المفاوضات قد أتيحت، ما يبعث الأمل في أن يكون التوفيق حليف المفاوضات لضرورة إنهاء الحرب السورية. بعد القضاء على "داعش"، سوف تنطلق مرحلة إعادة بناء الدولة السورية، على أن يبقى بشار الأسد رئيسا لها حتى إجراء الانتخابات المطلوبة، نظرا لأنه يسيطر دون سواه على الجزء الأعظم من سوريا".
مفتاح النصر
فيكتور أوليفيتش الخبير في العلاقات الروسية الأمريكية اعتبر أن التغير الجذري الذي طرأ على التطورات في سوريا، جاء بفضل الدعم الروسي لنظام الحكم في سوريا، ما سحب من يد واشنطن أي مسوغ للمطالبة برحيل الرئيس السوري خلافا لما فعلت طيلة السنوات الخمس الماضية.
وأضاف أوليفيتش: "جميع الجهود التي بذلتها الدول الغربية في سوريا للإطاحة بحكم الأسد، باءت بالفشل، وصار على الولايات المتحدة الاتفاق مع لاعبين رئيسيين آخرين بمن فيهم موسكو".
وتابع: "التصريحات الأمريكية الأخيرة تعكس التغير الذي طرأ على الوضع في المنطقة، وتؤكد أن الولايات المتحدة أيقنت أنها فقدت القدرة على تقرير مصير الدول والحكومات بمفردها"، معربا عن أسفه لتأخر صدور هذه التصريحات عن واشنطن بعد سقوط مئات الآلاف في سوريا.
واعتبر أن السبيل لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، لا بد وأن يمر عبر اتفاق الأطراف المعنية حول سوريا ما بعد النزاع، مشيرا إلى استحالة التحدث عن نهاية مرحلة الحرب في النزاع السوري والانتقال إلى المجتمع السوري الجديد قبل إجماع الأطراف المعنية على ذلك.
وختم أوليفيتش يقول: "هذه اللحظة لا تزال بعيدة لأسباب عدة، منها استمرار الأزمة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد على إدارة ترامب من صعوبة التفاوض مع روسيا".
"روسيا اليوم"