«جائزة دمشق للرواية العربية»..أعلى جائزة ممنوحة
من سورية البلد المنير بشعاع الشمس، من سورية أول حضارة أطلقت للعالم الأبجدية ولغة الحروف، اجتمع على اسم الكلمة الأدباء السوريون، وعدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية وبحضور وزير الثقافة محمد الأحمد ووزير التربية هزوان الوز، في حفل إعلان نتائج «جائزة دمشق للرواية العربية» في دورتها الأولى، والذي تمّ في مكتبة الأسد الوطنية.
تقرير لجنة التحكيم
قرأ تقرير لجنة التحكيم الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب، معلنا خلاله أسماء لجنة التحكيم ونتائج المسابقة في دورتها الأولى، إضافة إلى نقاط أخرى:
–شارك في المسابقة خمسة وعشرون عملا روائيا، ينتمي كتابها إلى سبعة أقطار عربية سورية والعراق وفلسطين ولبنان والبحرين والجزائر وسلطنة عمان، وهو رقم لم يكن في التوقع عند إعلان الجائزة.
–تم تشكيل لجنة التحكيم من السادة:الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد كتاب العرب رئيساً للجنة، الناقد العراقي ماجد السمرائي، الناقد اللبناني عبد المجيد زراقط، أحمد يوسف داوود، صلاح صالح، الناقد والروائي نذير جعفر، وأخيراً الأرقم الزعبي.
–في ضوء التقارير التي قدمها أعضاء التحكيم انتهت اللجنة إلى منح الجائزة على النحو الآتي: جائزة المركز الأول من سورية وكانت مناصفة لكل من روايتي «قابيل السوري» لحسين ورور، و«دمشق حاء الحب وراء الحرب» للدكتور هزوان الوز، في حين المركز الثاني تقاسمته روايات «شك البنت خرز الأيام» لأنيسة عبود، ورواية «مدن بطعم البارود» لبشرى شرار من فلسطين، ورواية «سكينة بنت الناطور» للدكتورة سلمى حداد من سورية، ورواية «الماء العكر» لضياء حبش من سورية.
–نوهت لجنة تحكيم المسابقة برواية «ثعابين الأرشيف» للعراقي أسعد الجبوري، وبأنها تقدر عاليا مضمونها وقيمتها الفنية.
كلمة لجنة التحكيم
بين الروائي والكاتب السوري أحمد يوسف داوود في كلمة لجنة التحكيم أن إعلان المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب عن المسابقة هو ضرورة ليست فقط متجهة إلى تحفيز المبدع، بل هي ضرورة لتوجيه الإدراك لما يحصل في المنطقة من إرهاب مدبّر من الغرب وحلفائه ضد سورية وبإقامة الشرق الأوسط الصهيوني بمنطق شيمون بيرز وليس كونداليزا رايس، متابعا «وبالنسبة للمسابقة فوجئت بعدد الروايات التي وصلت إلى خمس وعشرين رواية، جاءت من ستة أقطار عربية شقيقة ومن سورية، طبعا هذا ممتاز، وخصوصاً في الظروف التي تعيشها سورية الآن، من حيث أنه لا تواصل بيننا وبين الكثير من الدول، وهذه أمور يجب أن تلاحظ، وفرحي ككاتب وناقد كان أكبر بنسبة الروايات الجيدة إلى المتميزة، وبالنسبة لي كان العدد خمس عشرة رواية وكلها جيدة، ثم مميزة ثم متميزة، وأهنئ الفائزين واتحاد الكتاب العرب بنجاح المسابقة ووصولها إلى أهدافها المرجوة».
من الفائزين
عبر الدكتور هزوان الوز بشأن جائزته في المركز الأول عن رواية «كتاب دمشق- حاء الحب وراء الحرب» التي تقاسمها مع رواية «قابيل السوري» للكاتب حسين ورور، عن سعادته بهذه الجائزة، لافتا إلى أنه اختار مدينته الرائعة دمشق لتكون وشاحا يفرش عليه آلامه، وليعلن عن حبه وشغفه بهذه المدينة التي لطالما أنجبت الأدباء والمثقفين وكانت رمزا لسورية كأقدم عاصمة في التاريخ.
من جانبها بينت الأديبة أنيسة عبود، الحائزة المركز الثاني في روايتها «شك البنت.. خرز الأيام» متقاسمة الجائزة مع أربع روايات، أن الكاتب السوري موجود على الرغم من كل الحروب الساعية إلى طمس الهوية والثقافة «أهدي الجائزة إلى كل شهداء سورية، وأخص الطلبة، لأن روايتي تدور في رحاب الجامعة وفضاء الطلبة، مؤرخة عبرها لأماكن كثيرة في سياق تأريخ مكاني وجغرافي، لكي نحافظ على هويتنا الجغرافية والثقافية، ولتبقى سورية الهاجس الأساسي للكاتب والمبدع».
كلمة الفائزين
رأى الروائي حسين ورور في كلمة الفائزين أن سلاحنا هو الكلمة المقاومة والمضيئة والكلمة الشعلة التي تنير الدرب لأجيالنا القادمة، معتبرا أن هذه المسابقة هي وفاء للأرض والكرامة والشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل تراب سورية وحمايتها، ضد عدو جاء بكل الأقنعة، منطلقاً بأجندات رسمها قطب واحد، متابعا «أنا كلي إيمان بأن طائر المحبة سيعود إلى فضاء سورية، وينشر أجنحته في كل بقعة منها كما كان. وسورية ستنبعث من هذا الحريق الكبير، كطائر الفينيق السوري، وهي أقوى وأمنع وأشد عنفوانا، وسيكون الفضاء العربي ساحة فرح لانتصارها، وعرسا لمجد دورها بين الأمم في الثقافة والحرية والإرادة والحلم بالمستقبل الذي يليق بإنسان هذه الأرض، والذي لم يبخل بشيء ليكون حرا كريما وأهلا للحياة، وليعيش بأمن وسلام تحت سماء لا يعكر صفوها دخان حروب، وفوق أرض خالية من الأنفاق وفئرانها ومن الأرواح الشريرة التي تبيع نفسها للشيطان من أجل المال وحوريات جنة من اختراع أسيادهم».
كلمة رئيس اتحاد الكتاب العرب
خلال الحفل ألقى الدكتور نضال الصالح رئيس الاتحاد، كلمة اتحاد الكتاب العرب، معتبرا أن الجائزة في دورتها الأولى هي تحقيق لحلم يكبر، والمشاركات التي جاءت سواء كانت من سورية أو من سبع دول عربية، ما هي إلا لتحقيق مشاركة الاتحاد في مواجهة الجنون والحقد الذي يستهدف سورية، ولتكون الثقافة عاملا فاعلا في هذه المواجهة، متابعا «لدمشق المدينة المدائن، والمدائن المدينة، لأبوابها، لقاسيونها، وغوطتها، وبرداها، كانت الجائزة التي نحتفي بإعلان نتائج دورتها الأولى «جائزة دمشق للرواية العربية»، لدمشق ولسورية كلها، من أقصى حجارتها الشهباء في الشمال إلى أقصى حجارتها الراسخة في الجنوب، وإلى أقصى عذبها الفرات في الشرق، وإلى أقصى أرجوانها في الغرب، سورية كلها الواحدة الموحدة، التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها، اخترنا في اتحاد الكتاب العرب وبعد نحو شهر من دورته التاسعة، أن تكون هذه الجائزة مهما يكن من أمر».
وأضاف الصالح إن هذه الجائزة كقيمة مادية هي أعلى جائزة تمنح في سورية، كي تكون لائقة بالمبدعين السوريين والعرب، وإن دار الحافظ للنشر والمطبوعات تتكفل بطباعة جميع الأعمال الفائزة بالجائزة تقديراً من هيثم حافظ رئيس اتحاد الناشرين لأهمية دور الكتاب في نشر نور الكلمة في وجه الجهل.