فاتح جاموس للمحاكمة 30 آذار بتهمة " النعرات الطائفية
صاحبة الجلالة-لمى خير الله
بانتظار مجريات محاكمته التي ستجري في دمشق و المزمع عقدها في الـ 30 مننهاية الشهر الجاري بتهمة «إثارة النعرات الطائفية»..يؤكد فاتح جاموس عضو«جبهة التغيير والتحرير» في تصريح خاص لصاحبة الجلالة رفضه القطعي بأنيكون الثمن المدفوع بإرادته ووعيه الكامل طوال مسيرته مقابل "الصمت" لـ«ثأر» قديم متجدد مشيراً الى رغبة طرف معين من الأطراف ببقاء الاتهامكسيف يسلط فوق رقبته .
ويشجب جاموس تصنيفه في خانة الحديقة الخلفية للدولة السورية في ظل بقائهضمن اراضيها ويؤكد في الوقت ذاته على ضرورة التغيير القائم عبر الحواروالعمل التشاركي الديمقراطي الداخلي واعطائه الأولوية ليحظى بشرعية العملالعلني بخطوات واضحة وثابتة ، بعيداً عن بيع الذات والقيم بغية خلق شرعيةالعمل الداخلي العلني بوجود خطوات عملية تبعاً لأولويات المهام .
اما فيما يتعلق بمجريات جنيف 5 يروي المعارض السوري أن المشكلةتكمن في سوية وعمق التناقضات القائمة فعلياً بين الأطراف المتصارعة التي لا تسمح بأن يكون الموضوع توافقياً ما يجعل الأمر مجرد تصريف وقت سواءً من الأطراف الخارجية او الداخلية تبعاً لعدم انسجام أطراف المعارضة بحكم طابع الأزمة السورية .
سورية الان تدخل مساراً اكثر تعقيد وتضع الوطن في أكثر لحظات وعتبات الخطر .. بهذه الجملة تابع جاموس توصيفه للواقع الحالي ، سيما وان التقسيم الذي يتم الحديث عنه لن يكون له طابع شرعي او قانوني دولي او محلي او اقليمي ، انما سيكون له صيغ الامر الواقع ، بمعنى محاولة كل طرف تثبيت تفاصيل حياة أطول في المنطقة المتواجد فيها ، نتيجة الدعم والسند السياسي واللوجيستي والروحي الخارجي للأطراف الراغبة باقتطاع حصص من الاراضي السورية ولو بصيغ الأمر الواقع الى الزمن البعيد ومنها الطرف التركي وأنصاره والطرف الكردي والطرف الجنوبي وأيضا "اسرائيل" الطرف جنوب الجنوبي الغربي .
وعن استمرارية الحرب رجح جاموس استمرارها في ضوء استمرار الفاشية غير المقتصرة على تنظيمي " داعش والنصرة " فكل من يحمل السلاح بصورة غير شرعية و له توجهات اصولية مهما كانت هذه التوجهات بحدها الأدنى فهي تبقى ضمن اطار الفاشية ما يجعل الأمر مفتوحاً في ضوء قوة علاقة الاصوليين سواء مع تركيا او غيرها في اوروبا، الناظرين نحو أثمان سياسية باهظة من الصعب القبول فيها سواء من الحكومة السورية او الطرف الروسي ما يجعل الأمر قائماً بكل عمق، ولا امكانية لتحقيق مطالب المعارضات الأساسية القابلة بتركيز هذه الوقائع على صيغ الارض الواقع ، ففي غوطة دمشق يبدو الموضوع متاحاً لترسيخ هذه الوقائع وحمايتها ، وكذلك الأمر في الشمال السوري، فالاكراد قابلين بالعلاقة مع اميركا ، وفي الجنوب لن يكون الأمر مغايراً، ما يجعل الأمر قائماً بكل قوة، ظناً من هذه المعارضات زيادة القدرة على استجرار حصص و"كوتات" سياسية كبيرة ما يجعل عوامل الاقتتال قائمة من جديد .
وعن ماهية المعارضة وما حققته يتابع الرجل بالقول : هناك معارضات أساءت جداً للمواطن وللشعب السوري وأساءت لنفسها كنخب سياسية ولا زالت تسيء للوطن نتيجة عدم قبولها بالعودة او المراجعة او رفع الراية البيضاء لايقاف أي حجة يطلق ازاءها اي طلق ناري ، اضافة لرفضها الاعتراف بفشلها في تحقيق حتى اهدافها القصوية تبعاً لسوية ارتباطاتها الخارجية التي تمنعها من هكذا خطوة ، ما يجعلها لا تقل عن "النصرة وداعش" على اعتبار ان كل من
يحمل السلاح بصورة غير شرعية ولديه اي درجة من الأصولية الاسلامية فهو فاشي ، وهنا يبرز الجانب السياسي في كل هذه الجبهة ..فهو لسان حال الفاشية بما يشابه دور الاعلام للنخب السياسية .
وشدد جاموس على ان من يستمر بالتصلب على أهدافه القصوية انما يرغب بإطالة هذه الحال الى الأبد بهدف الحصول على حصته السياسية واستمرار تدمير البلد ،فبدلاً من أن يتهم الدولة فليتهم نفسه أولاً ، فالمطلوب الان في الوقت الراهن اقامة حوار تراكمي مع الدولة السورية ما يضع الدول الخارجية على محك الاختبار .
أما فيما يتعلق بالأحداث الجارية وطرق الخلاص من الأزمة التي طال عمرها الـ7 سنوات يركز عضو جبهة التغيير والتحرير على ان سورية الان بأمس الحاجة من اي وقت اخر لوجود نخب معارضة وطنية بامتياز تملك الجرأة التي تصل الى حد الجنون لترفع صوتها الى حد السماء عبر برامج وطنية ، لافتاً لوجود دعوات مستمرة من قبل الدولة السورية لفتح حوار داخلي وبالتوازي مع العلاقة المتطورة جداً مع الجانب الروسي .
و من ناحية توحيد المعارضة السورية لفت جاموس الى ان هذا الأمر مستحيل وخارج الواقع المتاح في ظل التعارض في الفكر سواء مع مسؤول المكتب السياسي في فصيل "جيش الإسلام" محمد علوش او رئيس "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" حسن عبدالعظيم ، فهم يرون ان الضغط الخارجي طرف اساسي لحل الازمة فيما لا ترى "جبهة التغيير والتحرير" سوى موضوع التنسيق بخطوط أولية بسيطة مع الاطراف الخارجية ليس الا ، وان كان موضوع تدويل الازمة السورية قد قطع شوطاً كبيراً في استقطاب العديد من الاطراف ووضع امكانية التدخل، يشدد جاموس بالقول : ان النشاط والعمل والحوار الداخلي رغم عقباته والمخاوف الناجمة عنه يبقى فوق اي قانون لطالما يدخل في الاطار الوطني وفي حدود جغرافية الدولة والحوار غير المشروط والعمل التشاركي الديمقراطي بما يخدم انهاء الازمة القائمة من الداخل .
ينهي المعارض السوري حديثه قائلاً: "لا بد لكل طرف يرغب بانهاء الأزمة من التحالف مع الدولة السورية بعيدا عن احتكار القرار ، مع التأكيد بأن وجود الرئيس بشار الأسد ممثلاً للدولة السورية لم يكن بدلالات رمزية يوماً ، بل بدلالات واقعية ورمزية فهناك العديد القوى والمؤسسات الداعمة لقمة الهرم السياسي وبالتالي فإن التغييرات ستكون حكماً نحو الأسوأ في حال اضعاف السلطة أو الدولة بعيداً عن العمل العسكري" ،و على الرغم من هذا يتحفظ المعارض السياسي على موقفه رافضاً شرعنة حمل السلاح الا للجيش السوري الذي سيكون وحده القادر الى جانب الدولة على مواجهة الفاشية.