بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الموساد يجند ضباط الاستخبارات الفرنسية في عملية بسورية

الثلاثاء 28-03-2017 - نشر 8 سنة - 5982 قراءة

تحقق أجهزة الاستخبارات الفرنسية في فضيحة مدوية أزيح الستار عنها مؤخرا، حول قيام الموساد الإسرائيلى بتجنيد عملاء وضباط استخبارات فرنسية خلال عملية مشتركة في سورية.

وكشف تقرير رقابى داخلى لجهاز مكافحة التجسس في فرنسا عن تجنيد الموساد الإسرائيلى لعملاء وجواسيس ومسؤولين بأجهزة الاستخبارات الفرنسية لصالحه.

ويوصى التقرير الذي كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أجزاء منه، بالتحقيق مع رئيس جهاز مكافحة التجسس الفرنسى، برنار سكوارسينى، الذي غادر منصبه عام 2012، بتهمة إقامة علاقات محظورة وسرية مع من كان آنذاك رئيس بعثة الموساد في العاصمة الفرنسية باريس، والذى يشير إليه التقرير بالأحرف الأولى من اسمه فقط، وهى «د.ق». وفقا لصحيفة «لوموند»، تم اكتشاف هذه الفضيحة بعد أن قام جهاز استخبارات فرنسى آخر، مسؤول عن أمن المعلومات، بتتبع العملاء الفرنسيين وقام بتصويرهم مع عناصر الموساد الإسرائيلى، الذين تم الكشف عن أسمائهم الخاصة الحقيقية بشكل كامل.

وكشفت الصحيفة أن فرنسا احتجت لدى إسرائيل عبر القنوات الرسمية، مما ترتب عليه طرد اثنين من الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين كانوا يعملون بالسفارة الإسرائيلية في باريس، وعادا إلى إسرائيل. بل إن رئيس بعثة الموساد في باريس، «د.ق»، غادر فرنسا بعد الاحتجاجات الفرنسية. ووفقا للتقرير، كانت خلفية هذه العمليات عملية مشتركة بين الموساد الإسرائيلى وجهاز مكافحة التجسس الفرنسى (دى سى آر آى)، لجمع المعلومات الاستخباراتية عن ترسانة الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها الرئيس السورى بشار الأسد في سوريا. وبدأت العملية، التي سميت بـ«راتافيا»، عام 2010 بهدف تجنيد مهندس سورى كبير، كان من المفترض أن يسافر إلى فرنسا لدراسة الكيمياء ولتجنيد المزيد من المهندسين. وبعد تنسيق من الجانبين، التقى عملاء الموساد مع العملاء الفرنسيين في اجتماعات عمل بأسماء مستعارة. وكان العملاء الفرنسيون، الذين ينتمون إلى 3 وحدات مختلفة في جهاز مكافحة التجسس، مسؤولين عن العملية في باريس، بينما كان عملاء الموساد مسؤولين عن خطة الخداع التي تستهدف إخراج المهندس من سوريا من أجل استكمال دراسته وتجنيد أشخاص آخرين في العاصمة الفرنسية.

وفقا للتقرير، استغل الإسرائيليون هذه العملية في إقناع عدد غير معروف من العملاء الفرنسيين للعمل كمصادر استخباراتية لصالح الموساد. وخضع أحد الفرنسيين لمراقبة جهاز مكافحة التجسس الفرنسى، وشوهد وهو يصعد إلى شقة من كان رئيس بعثة الموساد في باريس لتناول العشاء يوم السبت. وفى وقت لاحق، أبلغ العميل الفرنسى رؤساءه بالاستخبارات الفرنسية بأنه سيسافر لقضاء عطلة في دبى. ثم توجه من هناك مع عائلته إلى إسرائيل، حيث صال وجال مع مسؤولى الموساد الإسرائيلى دون تصريح ودون الإبلاغ عن ذلك لاحقا.

بحسب التقرير، فإن رجال الموساد المتهمين بإجراء اتصالات مع العملاء الفرنسيين تركوا العمل بالاستخبارات الإسرائيلية وانتقلوا إلى عالم الأعمال الخاصة في تل أبيب. ولكن في سنة 2016 أجروا اتصالات برئيس مكافحة التجسس الفرنسى الذي عملوا معه، برنار سكوارسينى، في العاصمة الفرنسية. وقال سكوارسينى الذي يخضع الآن للتحقيق، للمحققين إن لقاءه بهم كان من باب الصدفة البحتة.

 وسارعت فرنسا إلى تعيين قاضى تحقيق قدم طلبا رسميا إلى إسرائيل للتحقيق مع اثنين من عملاء الموساد السابقين، لكن التقرير الفرنسى لم يذكر ما إذا وافقت إسرائيل على التحقيق معهما أم لا. كما طلب القاضى الفرنسى توسيع دائرة التحقيق الداخلى في مسألة ما إذا كان الموساد قد تغلغل في صفوف جهاز مكافحة التجسس الفرنسى خلال فترة قيادة سكوارسينى له. ونجح الموساد في تجنيد المهندس السورى، وانتزع منه معلومات عن ترسانة الأسد الكيماوية. ومكنت هذه العملية إسرائيل من إثبات أن اتفاقية التعاون العلمى بين سوريا والاتحاد الأوروبى تستخدم لتعميق برنامج الأسد الكيماوى، ما أدى في النهاية إلى إلغاء الاتفاق مع سوريا في عام 2011.

" «لوموند»


أخبار ذات صلة