50 بالمئة من خيرة الخبراء و100 مليار ليرة خسائر إكثار البذار
بلغت خسائر المؤسسة العامة لإكثار البذار أكثر من 100 مليار ليرة سورية وبحدود 50 بالمئة من خيرة خبرائها في البحث العلمي نتيجة الحرب التي تشن على سورية منذ أكثر من سبع سنوات هذا ما أكده المدير العام للمؤسسة العامة لإكثار البذار بسام سليمان في حواره مع «الوطن» في محاولة لقراءة واقع هذه المؤسسة التي تشكل إحدى أهم الضمانات الاقتصادية الوطنية. عفوياً وبعيداً عن التقليد، أين نحن الآن من حبة البذار في سورية؟ استلمت العمل عام 2015 في ظل ظروف صعبة جدا حاولنا إصلاح الجانب المالي ووضعنا ملف المديونية كأولوية للمعالجة وبشكل خاص مع البنك المركزي نتيجة التمويل لشراء موسم القمح، إذ كانوا يشترون القمح ويضعونه في المستودعات التي قامت العصابات الإرهابية بسرقة 150 ألف طن من بذار القمح من الحسكة وذهبت إلى تركيا ،وبالتالي لم يعد لدينا مخازين لبيعها وتسديد ديون المصرف المركزي 50 ملياراً للبنك عبارة عن قروض لشراء القمح، إضافة إلى مبلغ 25 ملياراً للمؤسسات التي تشتري منها المؤسسة بعض المستلزمات من أكياس وبلاستيك ومعقمات ناهيك عن وجود ديون خارجية لشركات خارجية كنا نستجر منها البذار. قمنا بإجراء المطابقة وعملنا على تسديد 24 مليار ليرة خلال عامين للمصرف المركزي بقي علينا 25 ملياراً تم تقسيطها باهتمام من الحكومة لسنوات عديدة ونحن ملتزمون بتسديد الأقساط كما أننا سددنا ديون الشركات. أما بالنسبة للمشاريع في مجال إنتاج البذار فقد وضعنا برنامجا للمحافظة على السلالات والأصناف وإعادة إنتاج المواصفات من خلال زراعتها في أكثر من موقع كالنوويات أو النواة من خلال عملية التنقية لأننا إذا فقدنا المخزون الوراثي أو الأصناف سنصبح مدينين لكل دول العالم بلقمة الخبز، واستطعنا الحفاظ على 25 صنفاً من بذار القمح موجودة بكميات كافية بالإضافة إلى بذار الشعير وهذا البرنامج نعمل عليه وفق ما هو مخطط لاستعادة الوضع السابق كاكتفاء ذاتي. قبل الحرب على سورية كنا ننتج 300 ألف طن بذار قمح وليس محصول قمح. وبالنسبة للمشاريع ونتيجة تدمير معظم مراكز الغربلة من قبل المجموعات الإرهابية تعاقدنا على شراء 4 مراكز غربلة متنقلة وضعت في حلب وحمص وحماه والسويداء وقسمت إلى قطاعات لتأمين حاجة كل منطقة. وهناك مشروعان رئيسان الأول يتعلق بإنتاج بذار البطاطا وطنياً بالكامل في بلليرمون كبيوت زجاجية والبيوت الشبكية والآن أعدنا صيانته وهيكلته ومنها البيت الزجاجي في حلب وكذلك البنية التحتية للمخابر وجهزنا البنك الوراثي الخاص في كافة أصناف بذار البطاطا نسيجيا وبدأنا في الزراعة في هذا العام في أحد البيوت الزجاجية في حلب بأحد الأصناف وأعطى نتائج مبشرة والبيت الزجاجي الثاني في محافظة طرطوس هذا بالنسبة لبذار البطاطا، أما البيوت الشبكية فقد تم توزيعها على عدة مناطق في السويداء وهناك 50 بيتاً في حمص. والمشروع الثاني هو إنتاج بذار القطن تم تجهيز كامل البنية التحتية من مخابر وأجهزة ومعدات للاستمرار في هذا المشروع الوطني والمشروع الثالث يهدف لإنتاج «الكم بوست» للخلطة لزراعة الفطر الأبيض وهو مشروع متكامل. كما يوجد لدينا مستودعات لكافة أنواع البذار وبالكميات اللازمة كمخزون استراتيجي، خلال زيارتي الأخيرة إلى دير الزور وضعنا خطة للتوسع في إنتاج بذار القطن، وقمنا بتوزيع البذور إلى جميع المحافظات. خلال السنوات الثلاث الماضية كنا نعمل ضمن خطة موضوعة لتعويض كل ما خسرناه ونحن الآن نسير في الطريق السليم والمتوقع بعد عامين أن نصل إلى الاكتفاء الذاتي من خلال إنتاج 300 ألف طن من بذار القمح. هل دخلت أصناف غريبة إلى منظومة البذار الوطني؟ وهل حصل خلط في الأصناف التي كانت المؤسسة تعمل عليها خلال سنوات طويلة؟ وأؤكد بشكل قاطع أننا الآن لم نعد نخشى من أي خطورة في هذا الجانب ، لكن قبل 3 سنوات كان هناك خوف، اليوم نحن لدينا إيمان مطلق بإمكانية المحافظة على الأصناف والمواصفات ، في مرحلة من المراحل عملنا على الشراء المباشر خوفا على الصنف من التدهور أو الخلط أو خوفا من عدم الحصول على النواة والنوية والأساس لذا قمنا بالشراء ومنحنا مكافأة تشجيعية لكل مزارع ، وكنا نقوم بإجراء التحليل في مخابرنا لكل الكميات التي نشتريها للتأكد من المواصفات المطلوبة، ونستطيع طمأنة الجميع على سلامة الأصناف والنقاوة بنسبة 90 بالمئة أما من ناحية الكميات فهي متوافرة لتغطية المساحات المطلوب زراعتها بشكل كامل ولدينا مخازين كبيرة. ونحن في هذا العام تعاقدنا لإنتاج 100 ألف طن من بذار القمح من مختلف الأصناف بشقيه الطري والقاسي، ونتعاقد مع المنظمات الدولية على توفير البذار لتوزيعه على الفلاحين ، في دير الزور بعد التحرير وتعاقدنا على تأمين 20 ألف طن من بذار القمح وهي تقريبا الحاجة الكلية لجميع أنحاء دير الزور ووفرنا للفلاحين جميع المستلزمات، نعود للتأكيد أن المؤسسة العامة لإكثار البذار تمتلك جميع الكميات التي تحتاجها البلاد من كل أنواع البذور، في العام الماضي حصلنا على 35 ألف طن من القمح وفي الموسم الحالي وزعنا 12 ألف طن ولدينا إمكانية للتوزيع نظرا لتوافر المخزون والاحتياطي، بذار القطن متوافر وبكميات كافية ووزع على المحافظات وكذلك الشوندر ولكن هناك قلة في الطلب على البذار نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج. ما هي خسائر المؤسسة جراء الأعمال الإرهابية؟ هناك خسائر مباشرة وغير مباشرة لمؤسسة إكثار البذار تصل إلى أكثر من 100 مليار ليرة سورية، نحن نتحدث عن الخسائر في الكوادر البشرية الخبيرة والفنية وهي التي تمثل نخبة من علماء إكثار البذار تعرضت وبعض أصناف البذار في المؤسسة للتدمير والاستنزاف الفكري والتقني إذ خسرنا حوالي 50 بالمئة من العقول الفنية في المؤسسة بمن فيهم 30 عالماً في إكثار البذار، إضافة إلى سرقة المجموعات التخريبية للتقنيات من مراكز إكثار البذار التابعة للمؤسسة بتشجيع خارجي نتيجة الإغراءات بالمبالغ المالية، نحن استطعنا تعويض جزء من الكوادر الفنية من خلال المسابقات والإيفاد إلى الدول الصديقة. كما وضعنا خطة لإكثار البذار من خلال الأصناف لمدة خمس سنوات للوصول إلى تعويض ما خسرناه. الوطن