العمارة والزخرفة في العصر الفاطمي
الاثنين 30-04-2018
- نشر 7 سنة
- 6317 قراءة
صدر عن وزارة الثقافة، الهيئة السورية للكتاب، كتاب بعنوان «العمارة والزخرفة في العصر الفاطمي» لكاتبه المؤلف غالب المير غالب، ويسلط فيه الضوء على العمارة الفاطمية وزخرفتها، تلك العمارة المهمة والفريدة بتشكيلاتها، التي تعرضت للإيذاء والتشويه، كما نسب ما تركه الفاطميون من آثار عظيمة إلى غيرهم، علماً أن حجم ونوعية وفنية العمارة الفاطمية، تشير إلى عظمتها التي وصلت في أوجها إلى المراتب الرفيعة بين الدول المعاصرة لها، ولا يزال الكثير من آثارها يدل عليها، وهناك صروح كبيرة من نتاج الفاطميين باقية حتى اليوم تعاند الزمن في مصر والمغرب العربي واليمن وبلاد الشام، والزخرفة الفاطمية المتأثرة بالعقيدة الإسلامية بشكل مباشر، هي انعكاس لما يتفاعل في صدر الفنان والمعماري من إيمان، جسده خطوطاً وحروفاً منتقاة من آيات القرآن الكريم، إضافة إلى الرسوم النباتية رائعة الجمال والتنسيق.
صور ثقافية فكرية متأصلة
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب: «إنه في أعماق العمارة تكمن تفاصيل دقيقة لمعارف عقلية عديدة، وفي تشكيلاتها المتعددة صور ثقافية فكرية متأصلة منذ آلاف السنين، والعمارة إضافة لكونها تحفظ الإرث الاجتماعي والثقافي بمختلف عناصره، فهي الصيغة المثالية والصورة الحقيقية للحضارة التي أبدعتها، كما أنها العمود الأساسي للهيكل الحضاري القديم والمتعاقب حتى عصرنا الحالي، والعمارة هي أحد أشكال القوة والمجد والمعرفة التي وصل إليها المجتمع المنتج لصروحها، وقد تنوعت فنون العمارة التي شيدت خلال المراحل التاريخية القديمة، وتطورت مع توالي الحقب التاريخية واستمرارها بوساطة علوم أصيلة زاخرة بالمنهجية المعرفية الدقيقة، تلك المنهجية صاحبة الأهداف الراقية والسامية بوضوحها، التي يتقبلها العارف كإبداع جديد يضيف إلى المصوغات القديمة معالم وآفاقاً جديدة، وقد امتزجت العمارة بمختلف العلوم المعروفة، وتماهت مع قوانينها وأسسها وطرق تحقيق نتائجها، فالفلسفة على سبيل المثال تتناغم مع أحجار المبنى وتتفاعل مع كل مدماك وجدار في طريقة الرصف والتثبيت والاتصال مع الأسقف والأرضيات، هذا التناغم والتفاعل كلما كان دقيقاً وواضحاً كانت العمارة صحيحة وتامة في مكوناتها الأساسية المشكلة للعمل المعماري المتقن وللهندسة المعمارية الحاوية عدة علوم ومعارف، أهمها الحساب الرياضي، والهندسة المستوية، والهندسة الفراغية، والجبر والفلسفة والتقنيات اللغوية التي تواكب التاريخ والآثار، وقد عرف العرب هذه النماذج الفكرية وتعاملوا معها بثقة شديدة ومعرفة وعلم وحرفية نادرة، حيث عمل أزميل المعماري ضمن أسس فلسفية ورياضية واضحة المعالم في المنشآت العمرانية وفي توزيع وحداتها، وفي زخرفتها وإضفاء الألوان عليها وعلى النقوش المحفورة في جدران وأسقف تلك المنشآت، كما أنها تجذب الباحث والمنقب في علاقة أجزاء المبنى مع بعضها البعض ككتل متباعدة ومتلاصقة ومتوازنة مؤلفة لوحة فنية جميلة الملامح».
الوطن