حرب من نوع آخر بدأت.. هل ينهار الدولار وتنقلب الموازين؟
تفاقمت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على نحو غير مسبوق، الأمر الذي زاد من مخاوف اندلاع حرب تجارية شاملة بين القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين في العالم، والتي من المحتمل أن تسبّب أضراراً بالغة على مسار نمو الاقتصاد العالمي بحسب اقتصاديين. تنامي المخاوف من اندلاع الحرب التجارية المرتقبة بين الطرفين، جاء بعد إعلان الصين اليوم الأربعاء عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على 106 من البضائع الأميركية. وتستهدف الرسوم الصينية الجديدة بضائع أميركية تشمل فول الصويا والسيارات والمواد الكيماوية والطائرات، والذرة بالإضافة إلى منتجات زراعية أخرى، على أن تطبق الرسوم الجديدة على حوالي 50 مليار دولار من واردات أميركا. ويأتي الإعلان الصيني بعد أقل من 24 ساعة من كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن قائمة جديدة تفصيلية تشمل نحو 1,300 سلعة من الواردات الصينية التي ستخضع لرسوم إضافية، ضمن مجالات الصناعة والنقل والطب. وتهدف الخطوة الأميركية الأخيرة إلى إجبار بكين على التصدي لما تصفها واشنطن بسرقة الملكية الفكرية الأميركية والنقل القسري للتكنولوجيا من شركات أميركية إلى منافسين صينيين وهي اتهامات ينفيها المسؤولون الصينيون. حذر الأسواق تسارع الطلب الاستثماري على أصول الملاذات الآمنة بالأسواق المالية، بفعل تجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية، وشهدت أسواق العملات حالة من الحذر اليوم الأربعاء، في الوقت الذي بدا فيه أن المستثمرين غير قادرين على رسم صورة واضحة بخصوص تداعيات النزاع التجاري الصيني الأميركي، بينما تعزز دور “الين” الياباني كملاذ آمن بعد ارتفاعه قليلاً مقابل الدولار. وانخفض اليوم مؤشر الدولار أمام سلة العملات 0.1% ليسجل 90.102، وهبط أمام الين الياباني إلى 106.39 ين، وتراجع اليورو أمام العملة الأميركية إلى 1,226.4 دولار. وراهن بعض المتعاملين على أن رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السلع الصينية، ورد بكين سيلحقان الضرر بالعملة الأميركية. وأرخت التوترات بين الطرفين بظلالها على انتعاش أسواق الأسهم الأميركية، وأدت إلى عزوف واسع عن تكوين مراكز جديدة في الأصول عالية المخاطر. وانخفضت الأسهم الأوروبية مع تأثر المعنويات بالمخاوف التجارية، وكان قطاع التكنولوجيا الأوروبي الأسوأ أداءً اليوم بانخفاضه 0.8% بسبب استمرار المخاوف بشأن فرض قيود تنظيمية على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة. وجرى تداول العقود الآجلة للمؤشر ناسداك بانخفاض 0.9% بعدما انتعش المؤشر ليل الثلاثاء، وتراجعت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل أسهم القطاعين المالي والصناعي. بالمقابل، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء في التعاملات المبكرة، وسط عزوف من جانب المستثمرين عن الأصول التي بها مخاطرة، وزاد المعدن الأصفر 0.2% في المعاملات الفورية إلى 1,334.64 دولاراً للأوقية (الأونصة) وذلك بحلول الساعة 07.00 بتوقيت جرينتش، بعدما هبط 0.6% في الجلسة السابقة. بدورها تراجعت أسعار النفط صباح اليوم الأربعاء، لتستأنف خسائرها التي توقفت مؤقتاً أمس ضمن عمليات التقاط الأنفاس، لتسجل أدنى مستوى في أسبوعين. وتجددت المخاوف بشأن تضرر الاقتصاد العالمي، من تفاقم التوترات التجارية بين أميركا والصين، ليطغى ذلك على تأثير بيانات غير رسمية في الولايات المتحدة، أظهرت انخفاضاً غير متوقع بمخزونات الخام الأميركية.