بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

قصص نجاح لرجال الأعمال و آخرون تائهون بين عمل و عمل

الاثنين 09-01-2017 - نشر 8 سنة - 6300 قراءة

 

مكتب دبي: صاحبة الجلالة _ فيصل أحمد

 قصص نجاح لرجال الأعمال وآخرون تائهون بين عمل وعمل ..

في زمن الأزمات.. الفقراء وحدهم يدفعون الثمن، في حين يستطيع الأثرياء تغيير واقعهم والتأقلم مع كل ما هو جديد وطارئ بفعل " المال ".

في الأزمة السورية، قد تكون هذه المعادلة أكثر وضوحاً، إذ يعيش معظم السوريين " الفقراء " في دول الجوار في مخيمات اللجوء وفي المناطق الأكثر فقراً فيها، في حين يعيش الميسورون والأثرياء حياة طبيعية في هذه الدول وفي بلدان الخليج وأوروبا وأمريكا مع امتلاكهم لـ " المال" واتقانهم لفنون دورانها.

في الإمارات، من السهولة أن ترى أن معظم السوريين يتمتعون بمستوى جيد من المعيشة والبعض بمستوى عالٍ من الرفاهية غير الموجودة في بلدان كثيرة، رغم ارتفاع كلفة المعيشة ومتطلبات الحياة الأساسية، والتي تبلغ بالمتوسط بين  (5-10) آلاف دولار شهرياً.

بالطبع، إن ما قد يتوفر من متطلبات الحياة ورفاهيتها في الإمارات قد لا يتوفر في أماكن أخرى، حتى لأولئك محدودي الدخل.

وهذا الأمر يعود إلى الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدولة وتميزها في قطاع الأعمال و  الخدمات والترفيه.

كما أنه من السهولة لأي شخص أن يتأقلم مع الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات ويتكيف مع قوانينها وأنظمتها البعيدة عن التعقيد، في الوقت الذي تتميز سياستها الخارجية بكثير من الحكمة والتوازن.. وهذا هو سر احتضان هذه الدولة أكثر من 6 ملايين شخص من حوالي 200 جنسية حول العالم.

بمعنى آخر، إن للعيش في الإمارات مبزة خاصة. فالشخص الذي يعيش فيها فترة من الزمن يجد من الصعوبة بمكان أن يقرر تركها أو الخروج منها.

وضمن هذا المشهد، تجد السوريين محسدون من تواجدهم وعيشهم في الإمارات..وكثيراً ما تتعزز هذه الصورة عندما يشاهدون أو يسمعون عن هذه الدولة .

ومع ذلك، لا تتوقف أحلام السوريين المقيمين في الإمارات في تأمين المستقبل وبناء الطموحات ضمن حدود هذه الدولة ، بل تتجه عيون معظمهم إلى بلدان أوروبا وأمريكا وكندا للهجرة واللجوء إليها مع عائلاتهم، طلباً لجنسيات هذه الدول وطمعاً بجوازات سفرها.

فقد تكون الإمارات بالنسبة لهم أو لمعظمهم على الأقل المكان الأفضل للعيش والعمل، خاصة بعد تراجع  الطموحات في الوطن على المدى المنظور.

في حين أن الوصول إلى الأحلام وبناء المستقبل للأبناء يتطلب السير غرباً ومعانقة بلاد العم سام والعمة ميركل وغيرهم.

والحقيقة، أن الكثير من السوريين نجحوا في تحقيق هذا الحلم، والبعض الأخر في طريقه نحو ذلك.

ففي الوقت الذي كانت فيه المهمة أكثر يسراً للأثرياء والميسورين الذين أصبحوا في عداد  سكان تلك الدول خلال عدة أسابيع أو بضع أشهر عبر شراء جوزات السفر، وفي أسوأ الأحوال هم في طريقهم إلى ذلك الهدف بعد شراء البيوت والاستثمار فيها.

كانت المهمة بالنسبة لمحدودي الدخل أكثر صعوبة وتعقيداً وفيها الكثير من المغامرة، والبعض منهم خسر عمله واقامته في الإمارات وكل ما اكتنزه خلال سنوات في سبيل تحقيق هذا الهدف.

والغريب في الأمر، أن هؤلاء باختلاف مستويات معيشتهم وتنوع اتجاهاتهم سرعان ما عادوا إلى الإمارات أو يحاولون في العودة بعد أن حققوا أهدافهم في الحصول على وثيقة الاقامة في البلدان الغربية أو جوازات سفرها، والبعض فضل ترك عائلاته في تلك البلدان لتحقيق أهدافه وطموحاته المالية بزمن أقل.

فالمشكلة بالنسبة لهم في تلك الدول كانت في تأمين العمل الذي يستطيع من خلاله الحصول على الدخل. في حين كانت هذه المشكلة أقل حدة لمن لديه مهنة أو حرفة.

تتباين التقديرات بشأن عدد السوريين في الإمارات مع غياب الأرقام الرسمية، فالبعض يقدر عددهم بـ (260) ألف شخص، بزيادة (100) ألف عن ما كان قبل خمس سنوات، في حين يؤكد آخرون أن عددهم وصل إلى (400) ألف شخص،داعماً تأكيده بظهور الأسماء التجارية السورية المشهورة في شوارع معظم الإمارات.

وبشكل عام، يتوزع السوريون في الإمارات بشكل عام إلى عدة فئات:

الأولى : فئة العمال أصحاب المهن الحرة والمتخصصة التي تتميز بمستوى عالي من المهارات.. وهذه الفئة تحصل على أجور قليلة مع استثناءات محدودة نتيجة المنافسة من الجنسيات الأخرى خاصة الجنسيات الآسيوية.

الثانية: فئة الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص والذين يحصل معظمهم على أجور وامتيازات جيدة مقارنة بالفئة السابقة، بل إن البعض في هذه الفئة يعمل في الوظائف الادارية و القيادية العليا خاصة في القطاع الخاص.

الثالثة:  فئة رجال الأعمال والمستثمرين السوريين المقيمين في الإمارات منذ عقود، والذين لمعظمهم صفحات بيضاء في الإمارات وتجاه اخوانهم في سورية.

الرابعة: فئة الميسورين و المستثمرين الجدد والذي أجبرتهم ظروف الأزمة إلى نقل أسمائهم وأعمالهم ومشاريعهم الاستثمارية إلى الاسواق الإماراتية.

البعض من الفئتين الأخيرتين نجحوا في احياء الطراز السوري وأسلوب الحياة الشامية والحلبية في المطاعم والمقاهي والحلويات، إلى جانب إحياء أنماط الأسواق الشعبية في البيع والشراء وصيحات " صبية " المحال، بل بات من الشائع في الإمارات رؤية سيارات فخمة في الشوارع تحمل لوحات تسجيل سورية.

كما أن جولة قصيرة في " دبي مول" مثلا تحصل على رؤية الكثير من السوريين الذين يمضون وقتاً في التسوق و المقاهي والمطاعم فيها.

كما أن الكثير من المطاعم السورية انتشرت في أسواق الإمارات في السنوات الثلاث الاخيرة،  والبعض منها نجحت في استعادة أجواء دمشق القديمة بهندستها الداخلية وأسواقها المسقوفة والكراسي الخشبية والطاولات المزخرفة بالصدف.

كما تجد في بعض الأسواق مثل أسواق إمارة الشارقة، الملامح السورية أكثر بروزاً، إذ تنتشر على جانبي طرقات رئيسية لافتات تحمل أسماء تجارية سورية مشهورة مثل " نبيل نفيسة للحلويات" ومطعم" طربوش" بالإضافة إلى  محلات سورية فيها وفي مدن إماراتية أخرى تحمل اسماء مثل "مخبز الشام" و"زيتون الشام" و" الليوان" و"سهل الزبداني"  .

يشكل ارتفاع تكاليف الحياة وندرة الحصول على " المعلم السوري" المتخصص في المطبخ السوري ، عقبات أساسية أمام المستثمرين الجدد.

لكن مع ذلك، يعتبر معظم السوريين سواء المستثمرين أو المقيمين أن تجربة الاستثمار أو الإقامة في الإمارات، لها نكهة خاصة لا يمكن التخلي عنها بسهولة حتى لو حصل على جنسية أو اقامة دولة غربية أو تحقق حلمه بالعودة إلى الوطن .


أخبار ذات صلة

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

الحلاق : إثارة الانتباه لحالات يحدث فيها خلل من جهة سحب التغذية من حساب تمويل المستوردات

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة

188.4 مليار ليرة قروض منحها العقاري والتوفير في ٩ أشهر …

188.4 مليار ليرة قروض منحها العقاري والتوفير في ٩ أشهر …

700 موظف ويشتكي قلة الموظفين!!.. العقاري : لدينا نقص بالموظفين وفروعنا أقل