لماذا كل الصور القديمة “عابسة” و”جادة” بلا ابتسامة؟ 4 أسباب تشرح ذلك
جرب أن تبحث في جوجل عن “بورتريهات كلاسيكية”، وستجد أناساً تبدو على وجوههم الجدية الشديدة، وأحياناً الضيق وقلما ستجدهم مبتسمين، فبالرغم من بدء التقاط الصور الفوتوغرافية في أوائل القرن التاسع عشر، إلا أن الابتسامة في الصور لم تنتشر إلا بعد ذلك بقرن من الزمان! لا يعني ذلك بالضرورة أن الحياة كانت تعيسة آنذاك، إنما لأن تكنولوجيا التصوير التي ظهرت في ذلك الوقت لم تكن بالتطور الذي يتيح لها أن ترصد مختلف جوانب الحياة وتوثقها، ولكن ما الأسباب وراء غياب الابتسامة في الصور؟ تنوَّعت التكهنات والنظريات ما بين الآتي: 1- رفضوا الابتسام لبشاعة أسنانهم لم تكن أدوات تنظيف الأسنان منتشرة بين الطبقات الاجتماعية الوسطى والفقيرة في تلك الفترة الزمنية، مما أدى لتشوّه أسنانهم وأحياناً سقوطها، فرفضوا أن يظهروا بمظهر سيئ أثناء تخليد ذكراهم من خلال تلك الصور. انقسمت الآراء حول ذلك السبب، إذ رفضت فكرة أن الأسنان السيئة يمكن أن تكون سبباً محتملاً لغياب الابتسامة مبكراً؛ لأن ذلك كان شيئاً شائعاً فلم يكن يُلاحظ بالضرورة في ذلك الوقت، أو حتى يُنقص من جمال الشخص. يختلف مع ذلك الرأي أنجس ترومبل، مدير المعرض الوطني للصور في العاصمة الأسترالية كانبرا، ومؤلف كتاب “نبذة تاريخية عن الابتسامة”، الذي يشير إلى أن التطور في الاهتمام بالأسنان اقترن ببداية ظهور الابتسامات في الصور الفوتوغرافية، وحجة أن الأسنان السيئة كانت طبيعية وشائعة لا تعني أنها كانت محبوبة لدى أصحابها. 2- تكنولوجيا التصوير لم تكن متطورة التفسير الثاني لغياب الابتسامة في صور القرن التاسع عشر هو أن الكاميرات كانت تستغرق وقتاً طويلاً لالتقاط الصورة في ذلك الوقت، ما يضطر من يجلس أمام الكاميرا إلى اتخاذ وضع مريح؛ لأنه لم يكن يستطيع الابتسام لفترة طويلة حتى الانتهاء من التقاط الصورة. توضح ذلك تود غوستافسون، أمينة قسم التكنولوجيا في متحف “جورج إيستمان” بولاية نيويورك الأميركية قائلة: “إن هذا صحيح جزئياً، فإذا نظرنا إلى أساليب التصوير القديمة، سنجد أن وقت التعرض للكاميرا كان طويلاً، لذلك من الطبيعي أن يختار الشخص الذي تُلتقط له الصورة وضعاً مريحاً”. لكن غوستافسون عادت لتخفف من أهمية ذلك السبب، معلنةً أنه تمت المبالغة في وضع التكنولوجيا كعامل مقيد للابتسامة؛ فبحلول خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر كان من الممكن التقاط صور فوتوغرافية في بضع ثوانٍ فقط من بدء وقت التعرض للكاميرا، وفي العقود التالية كان ذلك الوقت يقل تدريجياً، ومع ذلك لم تشع الابتسامة في الصور إلا بعد ذلك الوقت بكثير.