ساعة زمن.. حوارات في الفن والأدب والحياة …
صدر عن وزارة الثقافة - الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب بعنوان «ساعة زمن حوارات في الفن والأدب والحياة» لمروان ناصح، كتيّب صغير جاء بواقع مئة وثماني عشرة صفحة، احتوت على كلمة أولى وحوارات مع:يوسف إدريس، د. لطيفة الزيات، الطيب الصالح، عبد اللـه الطوخي. وهذه الحوارات آثر المؤلف نشرها إيمانا بأن الحوار قوة، ومن خلاله يمكن الإضاءة على عوالم شخصيات قد تشبه أي واحد منا.
في الكلمة الأولى
قدم ناصح كتابه بكلمة قال خلالها بأن هذه المجموعة من الحوارات مختارة من حوارات كثيرة كان أجراها على مدى سنوات طويلة، متابعا «بعض أصحابها رحل عن دنيانا، وآمل أن يطيل اللـه في عمر الذين ما زالوا يمدون أرواحنا بإبداعهم، ويعمقون إحساسنا بالحياة، ويكتشفون فيها منابع جديدة للأمل بحب صادق، في عالم نظيف، وبأحلام غير مستعملة وقابلة للتحقق، إن لم يكن في الواقع.. فلا أقل من أن ترفرف فوق رؤوسنا كالرايات.. تذكرنا بأننا لم نوجد لنأكل كل شي فحسب.. بل وجدنا لنكره بحرية.. ونحب بحرية.. وبحرية-أيضا-نستطيع أن نموت دفاعا عن شارة مرور خضراء في مفترق صغير لحلم عابر، ولقد آثرت نشر هذه الحوارات- ربما أتبعتها بكثير غيرها- إيمانا مني بأن الحوار قوة، ومتعة، ومعرفة حميمة، واختيار لأصدقاء فكر، ومعاناة، ورؤيا، فضلا عما فيه من إضاءة لعوالم شخصيات قد يكون أحدها أنت دون أن تدري.. وقد تكون أنت هؤلاء جميعاً دون أن يدروا..».
يوسف إدريس
لم يكن الحديث عن د.يوسف إدريس ومعه في يوم من الأيام يحتاج إلى مناسبة، هذا ما قاله المؤلف، وأضاف لأن الراحل الكبير كان مناسبة عظيمة دائمة الحضور في حياتنا الثقافية للحديث في كل شيء وعن كل شيء، وكان جرى هذا الحوار معه، في القاهرة 1990 لمصلحة إذاعة دمشق ولم يذع منه على أثيرها إلا جزء يسير، وبقي الكثير مما قاله إدريس محفوظا على شريط الكاسيت، مشيراً إلى أنه في هذا الحوار، وقد نُشر للمرة الأولى، يجلو شيئاً ليس بقليل عن حياته الشخصية وذكرياته عن مراحل متعددة، كما قدّم بعضا من آرائه المهمة في شجون الكتابة وأحوال الكتاب، وجاءت عناوين الحوار على الشكل التالي:
–الإنسان موجود في كون لا يعرف فيه نفسه.
–أستغرب جداً من هذا الذي يقدمه التجريبيون.. وأقف حائرا أمام بعض المسرحيات التجريبية!!
–إن الكاتب يتغير.. وتتبدل فلسفته.. ولكنه لا ينتهي أبدا إلا إذا مات…!
–مشكلة الكتابة في هذا العصر هي المشكلة البارزة..!!
–لا أفرّق بيت الأنواع الأدبية لأنني أعتنق «فن الرؤية»!!
– «مئة عام من العزلة» لماركيز رواية مضجرة!
د. لطيفة الزيات
للدكتورة لطيفة الزيات حضور كبير في حياتنا الثقافية العربية، وكما ذكر مؤلف الكتاب، لعل هذا الحضور، وهذا الرنين الخاص لاسمها لم يكونا نتيجة كم كبير من الأعمال الإبداعية أو النقدية، فالثقافة في نهاية الأمر ليست مجرد روايات تؤلف أو دراسات تطبع.. ويضيف: «إذا لم يردف هذه وتلك مواقف سلوكية يمتزج فيها الذاتي والإنساني والوطني من المشاعر والأفكار والأشواق، لتتشكل من ذلك جميعاً «صورة شخصية» للمثقف في إطار بيئته وعصره ومجايليه من المبدعين. وإذا كانت روايتها الأولى «الباب المفتوح» قد استُقبلت نقديا في حينها على أنها البشارة الكبرى بولادة قلم نسائي لابد أن يستقطب أقلاماً أخرى تسهم في تطعيم حركة الأدب- في تلك الآونة- برؤية جديدة. وفي هذا الحوار الذي دار في بيتها- في القاهرة- سوف يلمح القارئ- وهذا ما فاجأها نفسها- أنها كانت مطالبة بأن تقول كل شيء عن كل شيء.. بدءا من تاريخها الشخصي.. كما سيلحظ أيضاً العفوية والتفكير بصوت عال هما قوام هذا الحوار مع امرأة حقيقية من هذا الزمان الكفيف». وجاءت عناوين الحوار على الشكل التالي:
–لا يجد الإنسان نفسه إلا إذا فقدها من أجل قضية أكبر من ذاته..!!
–لقد حررتني الشيخوخة من الخوف.. وجعلتني أغوص إلى الأعماق دون رهبة من الحرية وتبعاتها!!
–لا يعنيني تحرر المرأة بقدر ما تعنيني حرية الإنسان؟
–أنا بطبيعتي أرفض التقليد والدونية.. ولذا فقد رفضت دائماً مقولة «الأدب النسائي»..
–المرأة عند «الحكيم» ملكية فردية وعند «عبد القدوس» المرأة الشيء، أما عند محفوظ فهي لا شيء أمام الرجل ويمثل امتدادا للذات العليا..!
–ثمة عدد هائل من الرجال يعيشون حالة فصام بين امرأتين: امرأة يحبونها.. وأخرى يعاشرونها زوجيا..!!
الطيب الصالح
حضر الأديب الطيب الصالح إلى دمشق للمشاركة في عضوية لجنة التحكيم لمهرجانها السينمائي الثامن الذي انعقد أواخر الشهر الحادي عشر من عام 1993، فكان حضوره فرصة طيبة لمحاورته في شؤون عديدة أدبية وفنية، ولاسيما فن السينما الذي فاجأ قراءه باهتمامه المتميز في متابعتها إلى حد اختياره عضواً في لجنة تحكيم لمهرجان بارز من مهرجاناتها العربية. وامتاز هذا الحوار بعفوية تمتّع بها الطيب الصالح، كما ذكر المؤلف، وفيه الكثير من الآراء المهمة في قضايا ساخنة على ساحة الثقافة العربية في هذه الأيام، شملت «فن الرواية»، و«القصة القصيرة» ومشهدها الحاضر، والشعر العربي والموقف من التراث ومكانة النقد والنقاد عنده وعند الأدباء الآخرين. وكانت عناوين الحوار على الشكل التالي:
–ثمة علاقة واجبة بين مختلف أشكال الفن وفروعه.
–نقل الروايات إلى السينما شبيه بعملية الترجمة بين اللغات.
–أعدّ الرواية العربية بين أعظم الإنجازات في الحياة العربية المعاصرة.
–لقد قامت الرواية العربية بملء الفراغات في الخيال العربي.
–لا تشغلني لعبة الشكل.. كما لا أهتم بالبحث عن شكل عربي للرواية.
–هناك وجوه شبه عديدة بين روايتنا والرواية الإنكليزية في القرن التاسع عشر.
–التأثر ليس سوى إيقاظ لما في النفس.
عبد اللـه الطوخي
كاتب رواية ومؤلف مسرحي هكذا عرف الناس عبد اللـه الطوخي، إضافة إلى بعض مساهماته النقدية في مجال الأدب.. وهو اسم رافق مؤلف الكتاب مروان ناصح من خلال كتاباته التي كان ينشرها في مجلتي روز اليوسف وصباح الخير، وكان اللقاء في القاهرة وتمّ الحوار المنساب بعفوية وعذوبة من منابع الألم البعيدة إلى مصبّه في سن الوعي العميق بأهمية الحياة، وفي عناوين الحوار:
–من أنا؟ سؤال مغر!!
–التمايز ينقذ الحياة من التكرار الذي ينفي الوجود..
–تذكري روايتي: «فجر الزمن القادم» يصيبني بالرعب..!
–شجرة حياتي.. ماذا كانت..؟ وكيف أصبحت..؟ وما عناصر القوة فيها؟ وما مواقف الضعف؟
الوطن