في الزواج .. ما هو فارق السن المثالي الذي يضمن لكما السعادة ؟
العمر مجرد رقم.. جملة ما ننفك نسمعها في عالم الحب والزواج. ففي نهاية المطاف البعض لا يكترث للسن بل كل ما يهمه هو الحب والتفاهم والحياة الزوجية السعيدة. ولكن «الرقم» هذا له تأثيره الكبير على العلاقة بين الزوجين، وعليه فإن فارق العمر هو الذي يؤسس إما لعلاقة سعيدة أو لعلاقة فاشلة. حتى تكونا سعداء دائماً.. 4 تقنيات عقلانية لتقييم العلاقة الزوجية المعادلة الحسابية المعتمدة هناك قاعدة متداولة حول طريقة اكتشاف الفارق العمري المثالي الذي يضمن السعادة. القاعدة هي معادلة حسابية وهي كالتالي: للحد الأدنى المقبول: عمرك مقسوم على ٢ ثم زائد سبعة. فلو افترضنا أن عمرك هو ٢٤ عاماً فحينها العملية هي كالتالي ٢٤ /٢ = ١٢، ثم ١٢ + ٧ = ١٩. أي أنه يمكنك أن تحب وأن تتزوج بامرأة تبلغ ١٩ عاماً كاحد أدنى، ولكن لا يمكنك الزاوج بمن تبلغ ١٨. للحد الأقصى المقبول: عمرك ناقص ٧ ثم ضرب ٢. أي ٢٤- ٧ = ١٧ ثم ١٧ ضرب ٢ = ٣٤. أي يمكنك أن تحب وأن تتزوج بامرأة تبلغ ٣٤ عاماً. هذه هي النظرية ولكن السؤال الذي طرحه العلماء، الذي ساهموا بوضع هذه المعادلة بشكل أو بآخر هو إن كانت معتمدة ومطبقة وإن كانت متطابقة مع خيارات البشر. فما الذي تم اكشتافه؟ أولاً: الرجل الحد الأدنى (الأصغر سناً) القاعدة هذه معتمدة وبشكل كبير، بقصد أو من دون قصد، من الرجال وعادة خياراتهم تتطابق إلى حد ما مع النتائج، فالرجل يختارها أصغر سناً بحوالي خمس سنوات أو اكثر أو أقل. ولكن المثير للاهتمام هو أن الرجال الذين كانوا في عقدهم الرابع لم تنطبق عليهم هذه المعادلة على الإطلاق وخياراتهم كانت مغايرة بشكل كلي. فكل الخيارات وكل الفروقات مقبولة شرط أن تكون أصغر سناً منهم. في المقابل الرجال الذين تجاوزوا عقدهم السادس ايضاً كانوا أقل التزاماً بالقاعدة، فهم يفضلون نساء في عقدهم الرابع وليس أصغر منهم بخمس سنوات فقط كما تقول المعادلة. الحد الأقصى (الأكبر سناً) القاعدة وعلى ما يبدو لا تعكس الواقع لا من قريب أو بعيد. الحد الأقصى المقبول عند الرجال على أرض الواقع بشكل عام كان فارقاً لا يتجاوز العام أو العامين. ولذلك فإن الارتباط بامرأة اكبر سناً منهم باكثر من خمس أو ١٠ سنوات مثلاً كان غير مقبول كلياً. ثانياً: النساء السؤال هنا إن كانت المعادلة أيضاً تنطق على أرض الواقع على خيارات النساء الفعلية. الحد الأدنى (الأصغر سناً) القاعدة لم تعكس خيارات النساء على أرض الواقع، فالنساء لا يشعرن بالراحة بالارتباط برجال أصغر سناً بعشر سنوات أو أكثر كما تملي عليهم القاعدة. ولكن الاختلاف ارتبط بالسن وخلافاً للرجل الذي يتجاوز عقده الرابع ويبدأ بتفضيل الأصغر سناً كانت المرأة أكثر تحفظاً وأقصى ما قبلت به هو أن يصغرها بعام أو عامين. الحد الأقصى ( الاكبر سناً) أيضاً لم تكن القاعدة هذه دقيقة في هذا المجال أيضاً. فوق القاعدة المرأة التي تبلغ ٣٠ من عمرها يجب أن تختبر سعادة مع رجل يبلغ ٤٦ من عمره، ولكن خيارات النساء كانت لرجال يبلغون ٤٠ من عمرهم أو أقل. حسناً.. ما الهدف من المعادلة؟ المعادلة ليس الهدف منها نقل صورة دقيقة عن الواقع المعاش. بل هي تحدد الخطوط العريضة للفارق العمري المقبول والذي يؤسس لعلاقة ناجحة ولعل واقع أن البشر لا يلتزمون بهذه الخطوط العريضة هو خير دليل على كونها نافعة. فنحن نعيش في عصر الطلاق وربما حان الوقت للالتزام بهذه الخطوط العريضة التي قد تؤسس لزيجات ناجحة. دراسة أخرى حديثة تدعم المعادلة صدرت دراسة نهاية العام ٢٠١٦ كشفت فيه الفارق العمري المثالي للزواج الناجح. لذلك سنقوم بعرض النتائج ونحاول ربطها بالمعادلة التي تحدثنا عنها. الدراسة تقول بانه كلما اتسع الفارق العمري بين الزوجين زادت احتمالات الخلافات بينهما أو حتى انتهاء الزواج بالطلاق. الفارق العمري بخمس سنوات يجعل الخلافات بين الزوجين بنسبة ٣٨٪. الفارق العمري الذي يصل إلى ١٠ سنوات يجعل الخلافات بين الزوجين يصل إلى ٣٩٪. والفارق العمري الذي يصل الى ٢٠ عاماً يرفع نسبة الخلافات الى ٩٥٪. فلنقارن الأرقام والنسب هذه بالمعادلة، سواء للحد الأدنى والأقصى. رجل يبلغ ٢٤ عاماً يمكنه الزواج بامرأة تبلغ ١٩ كحد أدنى و٣٤ كحد أقصى. في حالة الحد الأدنى فإن الفارق العمري هو ٥ سنوات، ولكن في الحد الأقصى الفارق هو ١٠ سنوات، ما يعني أنه إن تزوج الرجل من تصغره سناً وفق المعادلة فهو سيضمن زواجاً سعيداً. ولكن إن تزوج بمن تكبره سناً وفق المعادلة أيضاً فهو أمام مشاكل وإنما بإطار مقبول. ما يعني أن القاعدة تتطابق وبشكل مثالي مع نتائج هذه الدراسة. ولكن وفق الدراسة الحديثة فإن الفارق العمري الذي يضمن زواجاً خالياً إلى حد من المشاكل هو سنة واحدة .. فالأزواج الذين لا يفصلهم في السن سوى عام واحد لم يتعد احتمال طلاقهم نسبة ٣٪. في المحصلة سواء كانت المعادلة هي خطوط عريضة وعلمية أم لم تكن، فان العلاقات لا تشبه بعضها البعض ولا يوجد قواعد عامة تحكم تفضيلات البشر، فالقلب في نهاية المطاف يخفق لمن يشاء ونجاح الزواج يرتبط باستعداد الأطراف للقيام بالمستحيل من أجل استمراريته.