الدكتور وليد الصالح

تحية عربية للزميل الذي كتب  موضوع ( ما الحكمةً من تقسيم  جامعة دمشق)! وأؤكد لك زميلي العزيز أن معظم اعضاء الهيئةً التدريسية في هذه الجامعة يؤيدون أن  تتميز جامعة دمشق إلى جامعة دمشق للعلوم التطبيقية و جامعة دمشق للآداب و العلوم الإنسانية  لتصبح مميزة و متميزة أكاديميا و منهجيا و بحثياً  فدوماً التخصص الدقيق يؤدي إلى نتائج أفضل  فمثلا اختصاص أمراض الباطنة  تميز و انقسم الى اختصاصات فرعية.  سواء كانت قلبية ، أو هضمية أو عصبية ، و هكذا  مما يؤدي إلى نتائج معتبرة.. و بالطبع أوردت هذا المثال على سبيل القياس.

ثانياً : أيها الزميل العزيز، ما قامت به وزارة التعليم العالي و رئاسة مجلس الوزراء هو عمل عظيم تشكر عليه  و معظم أعضاء الهيئة التدريسية  كانوا بالطبع سعداء بذلك.. وعكس ما ذكرت تماماً ، إلا  البعض ممن له مصلحة بعدم ذلك و لأسباب غالباً شخصية تتعلق بمنصب يستلمه أو سيارة أو نوعية السيارة ليس إلا.

ثالثاً: هذا الأمر مطبق في كل الدول المحترمة عالميا   ففي فرنسا على سبيل المثال  لا الحصر  هناك أكثر من عشر جامعات  تسمى جامعة باريس الاولى. جامعة باريس الثانية و هكذا ، فمثلا أيضا جامعة السوربون مختصة بالآداب و العلوم الانسانية .. أي لا تملك كليات طبية أو هندسية.   و جامعة ماري كوري تملك كليات طبية ، و هكذا في الولايات المتحدة و أوروبا و عدد من البلدان العربية.

أيضاً  كل الطلاب الذين علقوا على هذا الأمر اعتقدوا أن الجامعة ستقسم إلى جامعتين ، أي جامعة دمشق الأولى و جامعة دمشق الثانية و بالتالي كل واحدة ستحوي نفس الكليات،  أي مثلا كلية طب بالأولى و كلية طب بالثانية ، و البعض الآخر اعتقد دوام صباحي في الأولى و دوام مسائي في الثانية... نعم هذا ماحدث.

خامساً : اعطنا يا زميل ما هي المآخذ غير النافعة  مع العلم أن الكليات ستبقى كما هي تدير شؤونها و لا يتغير بها شيء و بالتالي لن يكون هناك أي تأثير على دراسة الطلبة  و من هنا استغرب ما يستغربه الطلبة   ايضاً... اعطني جامعة في الكون أي العالم تحوي أكثر من خمسين ألف طالب غير جامعة دمشق التي تحوي أكثر من مئة وخمسين ألف طالب.

الزميل العزيز.. تأكد تماماً أن الأسباب الموجبة المقترحة من وزارة التعليم العالي و السيد رئيس مجلس الوزراء و رئاسة الحكومة و رؤية القيادة  تصب في ذلك من وجهة نظر علمية و أكاديمية و منهجية و بحثية  و لا يوجد أي نقطة سلبية بالمطلق حيال هذا العمل الحضاري المميز و المتميز.. بالطبع إلا سوء فهم كلمة التقسيم  و فسرت هذه كما اشرت اعلاه من بعض الزملاء الطلبة ( و الذي لا يؤثر عليهم بشيء)  و لكن تأكد تماماً عندما يصبح للمسؤول فقط سيارة واحدة شام لتسيير أعماله الإدارية  تجد أن لا مشكلة هناك.

و لن يؤثر هذا التقسيم الاداري  و ليس العلمي ( كما أشرت سابقاً) إلا على شؤون الطلاب المركزية و أمانة الجامعة و رئاسة الجامعة فقط و فقط لا غير. و سيكون رائعا و تخصصيا للأساتذة و الطلبة ، وبالتالي نتائج أدق و رفع أسهم الجامعة في مصاف الجامعات العالمية و ليس كما ذكرت أيها الزميل.

 و لا علاقة للأزمة بذلك.. بل سيتم تجيير ما آلت إليه الازمة خدمة لهذا التنوع في الجامعة، حيث ستبقى جامعة دمشق بعراقتها و تميزها التي تصنعه دوما.

لقد أورد الزميل ايضاً في موقع الاتحاد الوطني...  أن التقسيم الاداري للجامعة  يؤثر على السوية العلمية للجامعة، و هنا أؤكد للزميل أن يقرأ جيداً المعايير لتصنيف الجامعات  ليشاهد أن الجامعة التخصصية تفوز دوما بالمستويات المتقدمة، و ايضاً يستشهد بجامعة القاهرة و التي عدد طلابها أقل بكثير جداً من جامعتنا دمشق و قد أثر عليها كما ذكر أحد الباحثين هو عدد طلابها الذي لا يتجاوز نصف عدد طلاب جامعة دمشق و لكن ارتفعت اسهمها في مصاف الجامعات العالمية. هو  نيل بعض خريجيها جائزة نوبل للآداب و طالبها د. امكد زويل لنوبل بالكيمياء، فقط لانه درس بها قبل نيله الجائزة.

و بالتالي  ما علق به الصحفي أيمن القحف هو ما نسميه ب " سوالف مضافات" بعيداً للأسف عن المنهجية العلمية.. و استغرب بشدة تعليق الاستاذ عبد الفتاح عوض سلباً على هذا لموضوع. معتقداً أنه وضع بصورة خاطئة من أحدهم  و أؤكد لكم استاذ عبد الفتاح العوض وصاحبة الجلالة، أن تنظر و تقرأ معايير رقي الجامعات في البلدان اللاوروبية المحترمة و الولايات المتحدة. و التي تنال الدرجات العليا.  في الترتيب العالمي و تقارنها مع جامعات الدول الشرقية و البلدان العربية  و ستجد الجواب الذي سمح للحكومة و وزارة التعليم أن تتخذ هذا القرار الذي سيرفع من جامعة دمشق مئات الدرجات في التصنيف.

و أرجو أن تسأل أساتذة جامعات سوريين في الولايات المتحدة و أوروبا الغربية عن معايير شهرة الجامعات هناك و ارتفاع سلم تصنيفها... و لا تسأل أي شخص ذو منصب في الجامعة لانه سيلعن هذه القرار فقط من أجل احتمال أن تذهب سيارة الدولة التي اخذها بحكم منصبه.

استطيع أن اقدم لكم توضيحات موثقة أكثر حول هذا الموضوع  ارجو من أحبتي الطلبة أن اكون قد وضحت من رؤية شخصية هذا الامر.الدكتور وليد الصالح استاذ في كلية الطب بجامعة دمشق ورئيس لجنة التربية و التعليم العالي سابقاً بمجلس الشعب استاذ زائر في جامعتي لوزان بسويسرا و جامعة لييج ببلجيكا.

  د. وليد الصالح