بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

وزن الروح 21 جرامًا! ماذا تعرف عن تجربة دكتور ماكدوجال؟

الأحد 11-02-2018 - نشر 7 سنة - 6012 قراءة

في رواية «حي بن يقظان» للفيلسوف المغربي ابن طفيل، يتفكر المؤلّف في الكون والمخلوقات التي تحيط بالإنسان، ويبحث عن ماهية الحياة ومحركها، وقد مثلها في بحث حي بن يقظان عن الروح التي اكتشفها عند وفاة الظبية التي ربته وقامت برعايته عندما وجدته ملقى في صندوق على شاطئ الجزيرة يبكي من شدة الجوع، إذ قام بتشريح جسد الظبية بحثًا عن سبب وفاتها، إلى أن انتهى به المطاف أن لا بد من وجود شيء خفي داخلها، أيّ «الروح»، وبخروجها فارقت الحياة. وكانت لرحلته في اكتشاف الروح نتائج عديدة، من أبرزها اكتشاف البُعد الروحاني للحياة، وتبعًا لهذا الاكتشاف كان يتمتع بالشعور بالقرب المرتبط بالجانب الروحاني لوجوده الذي يشعره بإنسانيته، ويجعله يبتعد عن الانشغال بمتاعب الحياة وماديتها، كالصيد والطعام وغيرهما من الغرائز الجسدية. نظر ابن طفيل إلى الروح من منظور ديني يرسخ فكرة الإيمان بالله وقدرته على صنع البشر، وذلك التفسير موجود في العديد من الأديان على أن الروح شيء غير مرئي، يبثه الإله في المخلوقات، وينزعه منهم أثناء الوفاة لكي ينتقلوا إلى عالم آخر. ولكن تلك التفسيرات لم تكن مُقنعة للمنشغلين بالمجال العلمي وحقول التجارب المعملية؛ لذلك كان هناك محاولات لتفسير الروح واكتشافها، ومحاولة إثباتها بشيء ملموس علميًّا، ومن تلك التجارب: نظرية «21 جرامًا» لدكتور الفيزياء «دانكن ماكدوجال». كم تزن الروح يا تُرى؟ إليك نظرية «21 جرامًا» في عام 1907، افترض دكتور الفيزياء «دانكن ماكدوجال» أن الروح عبارة عن مادة يمكن وزن كتلتها، وتحديد اللحظة التي تخرج فيها من الجسم، ويمكن بعد ذلك معرفة نوع تلك المادة. انطلق «ماكدوجال» من مفهوم الدين عن الروح على أنها ذات غير مرئية تخرج من الإنسان عند الموت، وتنتقل إلى عالم آخر غير مرئي، إلا أن ذلك الفضاء الذي يشغل حيزًا داخل جسد الإنسان، ويخرج عند موته، يجب أن يكون له مقياس مادي؛ لأن الفراغ ذاته يشغله هواء وجسيمات غير مرئية، ولكن يمكن قياسها، ومع وجود الجاذبية الأرضية التي تُعطي للأشياء ثقلًا يمكن قياسه؛ فإن كلًّا من المواد الصلبة والسائلة والغازية يمكن قياس كتلتها بحسب قوانين نيوتن عن العلاقة بين الجاذبية، والكتلة، والوزن. أجرى ماكدوجال تجربته الأولى على مريض يعاني من مرض السُّل، ولم يكن في ذلك الوقت هناك علاج للسل بعد، وبالتالي كان المرض ينخر جسد المريض إلى أن يتسبب في موته. استعمل ماكدوجال ميزانًا وثبّت سرير المريض فوقه، وظل يُراقب مؤشر الميزان، وبعد ثلاث ساعات من المراقبة كان المريض يحتضر، ثم توفي، وقد لاحظ ماكدوجال انخفاض مؤشر الميزان بنسبة 21.2 جرامات، وكان ذلك النقص في الوزن مفاجئًا وكبيًرا. بحسب تصور ماكدوجال، فإن ذلك النقص الكبير في الوزن، والذي يتخطى العشرين جرامًا لا يمكن أن يكون له علاقة بنسبة تبخر الماء من جسد المريض، أو من البول الذي قد تسرب من المثانة بعد الوفاة؛ لأن البول ظل عالقًا بالسرير، ورجح أن يكون ذلك هو وزن الروح. الدكتور ماكدوجال لم يتوقف ماكدوجال عند التجربة الأولى فقط؛ بل قام بتكرار تلك التجربة مع مريض آخر بالسل، ودامت الملاحظة مدة أربع ساعات، وبعد الوفاة مباشرة نقص وزن جثمان المريض بنفس نسبة نقص الحالة الأولى تقريبًا، وكان ذلك بمثابة حافز لديه بأنه يقترب أكثر من «اكتشاف الروح».     ساسة بوست


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية