علمياً.. هكذا فقدت الخيول أصابع أقدامها
لقد كان معروفا منذ زمن طويل، أن الخيول تخلت عن أصابع أقدامها لتتحول إلى حوافر، قبل 5 ملايين سنة سعياً للعدو بسرعات أعلى. ولكن يعتقد الخبراء حالياً أن آثار تلك الأصابع المفقودة، منذ زمن طويل، لا تزال موجودة في الأطراف الأربعة للخيول، بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نقلا عن دورية Royal Society Open Science. اكتشف فريق من العلماء يقوم بدراسة حديثة على أقدام الخيول الحديثة أن هناك “براعم” من 5 أصابع في كل من الخيول الأجنة في الرحم وفي الخيول البالغين من كل الأنواع. يظهر الاكتشاف أن الخيول لا تزال تحمل بقايا أصابع الأقدام الأربع، التي فقدت لصالح الحوافر، كاملة بالأعصاب والأوعية الدموية. قام الباحثون، من معهد “نيويورك للتكنولوجيا”، بفحص في المختبر على 2 من أجنة الحصان في مراحل الحمل الأخيرة. وتم رصد بواسطة المجهر أن حوافر الأجنة تتكون من 5 كتل واضحة مثل أصابع القدم في الرحم. ويزداد ضيق هذه الكتل الـ5 تدريجياً وصولاً إلى طرف يشبه المخلب الذي يظهر بعد الولادة. كما اكتشف العلماء آثار هذه الفجوات على عظام المشط، في الخيول البالغة، حيث يوجد نتوءات غير منتظمة ترتفع من عظام جبيرة ناعمة حول الأصبع الرئيسي. اكتشف الفريق أيضاً 14 مجموعة من الأعصاب والشرايين والأوردة، في 5 هياكل مشابهة لأصابع القدم. وفي تصريح لصحيفة “ذا تايمز”، يقول الباحث الرئيسي نيكوس سولونياس، أستاذ التشريح: إنه يعتقد “أن ما حدث مع الحصان هو أنه في الجنين تشكل الأطراف جميع الأصابع الـ5، ولكنها تنقبض أثناء مراحل التشكيل. إنها مثل برعم الزهرة التي تبدأ في التشكيل، ولكن بعد ذلك لا تتفتح بشكل تام”. ويضيف: توجد “كل أساسيات الأصابع ولكنها لا تتشكل على طول الطريق”. ووفقاً لفريق باحثين من جامعة “هارفارد”، فإن قصة كيف فقد الحصان أصابع أقدامه ترجع إلى قبل ملايين السنين عندما انتقلت الخيول من العيش في الغابات المحمية إلى متسع الأراضي العشبية. في ذلك الوقت كان الحصان القديم يتحرك ببطء نسبياً، حيث إن جسمه كان صغيرا وسيقانه قصيرة ولديه 3 أصابع في قدميه الأماميتين، و4 أصابع في قدميه الخلفيتين. ولكن البيئة المكشوفة الجديدة قد أجبرت المخلوقات على تطوير أرجل أطول لتهرب من الحيوانات المفترسة، وتصبح من حيث الحجم أكثر صعوبة في التهامها كطعام. إن فقدان أصابع القدم قد مكن الخيول من دعم هذا الوزن الكبير والتحرك بشكل أسرع على أرجلها الطويلة. كما تبين لفريق جامعة “هارفارد” عن طريق إجراء مسح لعدد 12 حفرية خيول أن الحافر الواحد يدعم القدرة على تحمل وزن الحصان، ويسمح له بأرجحة ساقيه بشكل أكثر فعالية للعدو بسرعة أكبر بكثير. إن الخيول هي المخلوق الوحيد في المملكة الحيوانية التي يوجد لها إصبع قدم واحد، هو الحافر، والذي تطور بشكل تام قبل حوالي 5 ملايين سنة. ويبدو أن أصابع الخيول الجانبية تقلصت في الحجم أولاً، قبل أن تختفي تماماً. حدث ذلك بينما تطورت الخيول لتصبح أكبر حجماً مع نمو الساقين بشكل يتيح لهم الحركة أسرع ولمسافات أبعد. العربية.نت