قطع الأصابع حزناً على الموتى... عادات إندونيسية
تخصص الشعوب حول العالم طقوساً لمواسم الحزن والألم. طقوس تبدأ بلون الملبس وقد تنتهي بأذية الأنفس البشرية الحية. الأمر يسري على المجتمعات المتحضرة كما البدائية، ولكن لقبيلة "الداني" الأندونيسية في مقاطعة بابوا الشرقية عادة تنفرد بها في تاريخ وعادات الشعوب. فأفراد إحدى القبائل الميلانيزية البالغ عددهم 650 ألف نسمة مازالوا يعيشون حياةً بدائية تعتمد بشكل رئيس على الصيد ويقطنون البيوت الخشبية المصنوعة من خيزران "البامبو". ولعل حياتهم البدائية ساهمت بشكل قوي باحتفاظ هذه المجتمعات على تقاليد غريبة لدى فقدان أي عزيز. حيث لهذه القبيلة طقس غريب، يجبر المرأة على قطع عقلة إصبع من أصابعها عند موت فرد من أفراد عائلتها محولين بذلك الحزن إلى ألم، ويستخدمون في عملية البتر هذه، الحجارة الحادة أو السواطير أو السكاكين لمضاعفة الإحساس بالألم. القبيلة البعيدة كل البعد عن ركب الحضارة الذي يجتاح العالم، تمارس هذا الطقس منذ زمان بعيد جداً، ويعود هذا الاعتقاد إلى أن روح الميت تبقى في المكان الذي عاش فيه وأنهم يقومون بهذا الفعل الصادم تعبيراً لروح هذا الفقيد المقرب عن مدى الفراغ الذي خلفه برحيله، وهم يعتقدون أن أصابع اليد تشبه أفراد الأسرة الواحدة. وتنفذ هذه العادة على النساء المقربات من الشخص الميت، حيث تربط أصابع أيديهن من الجهة العليا لمدة 30 دقيقة بخيطان رفيعة، ليتم بعدها بترها من قبل أقرب المقربين، كالوالدة، أو الأخ، أو الأخت، أو الأب، ثم تجفف في الشمس، ويتم حرقها ودفن رمادها في منطقة خاصة، ويعتبر هذا الطقس من أهم المعتقدات التي تقوم عليها القبيلة. كما تقوم أمهات المواليد الجدد بقضم إصبع الخنصر للمولود اعتقاداً منهن بأن هذا سيطيل عمر الرضيع ويبعد عنه شبح الموت، كما ويقوم أفراد القبيلة بتلطيخ أجسادهم بالطين في مراسم العزاء اعتباراً منهم بأن روح الميت قد عادت إلى أصلها. ويذكر أن هذه هذه القبيلة تم اكتشافها عام 1938 خلال رحلة استطلاع جوي، ومازالت اللغة التي يتحدث بها سكان داني مجهولة وقد سميت باسمهم.