يحوّل "كرتونة البيض" إلى مجسمات فنّية!
لا يحتاج كمال حميدان (65 سنة) سوى بعض الكرتون المرمي أمام المحلات وفي القمامة وإلى بعض قطع الزجاج كي ينجز قطعه الفنيّة المميزة. في غرفة لا تزيد مساحتها عن مترين يجلس كمال لساعات طويلة في طحن الكرتون (غالباً ما يستفيد من علب البيض الكرتونية) ومزجه بالماء وقليل من الغراء ليصبح عجينة يتم فرزها على مجسمات لصور، وبعد أن تنشف تماماً يُدخل قطع الزجاج ومن ثم توصيل سلك كهربائي ولمبة توفير لتصبح القطعة جاهزة. منذ 15 سنة بينما كان يعمل كمدير تصوير مع أهم الوكالات العالمية في لبنان، خطر بباله فكرة الإستفادة من صناديق الكرتون التي يرميها معظم الناس في زمن لم تكن فكرة إعادة التدوير والحديث عن البيئة أمراً مهماً لدى المواطن كما هو اليوم. وهكذا قرر خلق أشكال وقطع فنيّة لمنزله من هذا الكرتون والزجاج. ويشير حميّدان في حديث خاص لموقع "الجديد" أنّه شاهد أحدهم وهو يصنع قطعاً فنيّة من الورق ولفته الأمر جداً فبدأ أبحاثه للتعلّم في وقت لم يكن محرّك البحث موجوداً والإتكال هو على الذكاء والصبر والمتابعات في الكتب. بعد تقاعده من العمل تفرّغ تماماً لهوايته التي تحوّلت إلى شغف ومهنة جديدة في سن لا يسمح له بالتحاق بوظيفة مجددا. تحتاج القطعة كي تصبح جاهزة تماماً من 10 إلى 15 يوم وهو وقت ليس سهلاً لا سيّما إذ تطلب الأمر ان ينجز عددا من القطع كي يبيعها، وفي هذا الصدد يفكّر الرجل الستيني الذي يتمتع بشكل وروح شبابية عالية، أن يتخّذ هذه الموهبة كمصدر جديد لرزقه، وإنشاء صفحة خاصة له على مواقع التواصل الإجتماعي لبيع قطعه. فهو يسلّم إحدى المحلات قطعه لقاء مبلغ زهيد فيما تباع القطعة بسعر أعلى بكثير، لذا قرر أن يصبح هو البائع المباشر بأسعار زهيدة لتشجيع الناس أولاً على اللجوء إلى الأشياء البسيطة والحفاظ على البيئة، ومن ثم تشجيع نفسه على العمل ولو أصبح في التسعين.