أرباح المصارف الخاصة تهوي بسبب الدولار والودائع تزداد وأرباح القطع «الوهمية» تتراجع من100 مليار إلى 1.3 مليار
تأثر القطاع المصرفي في سورية بالأزمة التي تشهدها البلد شأنه شأن كافة القطاعات الاقتصادية، إلا أن تأثره كان بشكل واضح لارتباطه بكافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، وانطلاقاً من ذلك تعد دراسة أرقام القطاع المصرفي السوري وتغيراتها من أهم ما يتم العمل عليه من قبل الاقتصاديين لاسيما وأن الأزمة كان لها الأثر الأكبر على عدم استقرار سعر صرف الليرة السورية وأثر ذلك المباشر على أرقام القوائم المالية للمصارف كافة، إضافةً إلى أثر تراجع الحركة الاقتصادية في البلد على عمل الجهاز المصرفي في سورية.
وعلى الرغم من ذلك فإن القارئ لهذه الأرقام يكتشف صمود المصارف السورية الخاصة وتجاوزها لكافة الصعوبات التي اعترضت عملها وتعزيز نقاط قوتها، وإدارتها للمخاطر المحيطة بالعمل المصرفي بسياسات تحويطية جيدة، واستمرارها بتقديم خدماتها وممارسة نشاطها بالحد الذي يسمح فيه الوضع العام بسورية. وسجلت المصارف الخاصة ربحاً حقيقياً نحو 11.2 مليار ليرة، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2017، وهي ناجمة عن العمليات التشغيلية المصرفية الحقيقية، بينما انخفضت الأرباح غير المحققة الناجمة عن تقييم مراكز القطع الأجنبي من 100.3 مليارات ليرة سورية إلى 1.3 مليار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، أي بنسبة 99.4 بالمئة، وذلك بسبب تحسن قيمة الليرة السورية بشكل ملحوظ منذ أيلول 2016 وبالتالي انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة وم ثم دخوله في فترة استقرار خلال العام 2017.
5.5 مليارات أرباح حقيقية
عند الاطلاع على القوائم المالية للمصارف الخاصة التقليدية في سورية (11 مصرفاً خاصاً) بنهاية الربع الثالث من العام 2017 نلاحظ تحقيق 8 مصارف خاصة لأرباح بلغت بشكل إجمالي 7.5 مليارات ل.س فيما منيت 3 مصارف بخسائر بلغت 2 مليار ل.س، أي أن أرباح القطاع المصرفي التقليدي خلال 9 أشهر من العام 2017 بلغت حوالي 5.5 مليارات ل.س.
وبمقارنة هذا الأداء مع أداء المصارف خلال 9 أشهر من العام 2016 نلاحظ انخفاض أرباح القطاع المصرفي الخاص التقليدي بنهاية الربع الثالث 2017 بنسبة 94% عما كانت عليه بنهاية الربع الثالث 2016 حيث بلغت أرباح المصارف حينذاك حوالي 95.7 مليار ل.س ويُعزا السبب الرئيس في ذلك إلى ارتفاع أرباح تقييم مركز القطع البنيوي غير المحققة والتي كانت بحدود 100.3 مليار ل.س مقارنةً مع 598 مليون ل.س بنهاية الربع الثالث 2017 ومرد ذلك بشكل رئيسي إلى استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي خلال فترتي المقارنة ما أدى إلى انخفاض الأرباح غير المحققة الناتجة عن تقييم مركز القطع البنيوي.
ووفقاً للبيانات المالية فقد كان بنك سورية والمهجر أعلى المصارف التقليدية ربحاً خلال 9 أشهر من العام 2017 بأرباح بلغت 2.3 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 71% عن أرباح الربع الثالث 2016)، ثم بنك بيمو السعودي الفرنسي بواقع 2.1 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 93% عن أرباح الربع الثالث 2016)، ثم المصرف الدولي للتجارة والتمويل بربح 1.5 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 72% عن أرباح الربع الثالث 2016)، ورابعاً مصرف عودة سورية بأرباح بلغت 623 مليون ل.س (منخفضاً بنسبة 95% عن أرباح الربع الثالث 2016)، وخامساً مصرف فرنسبنك سورية بأرباح بلغت 467 مليون ل.س (منخفضاً بنسبة 95% عن أرباح الربع الثالث 2016)، وسادساً مصرف الشرق بأرباح بلغت 247 مليون ل.س (منخفضاً بنسبة 95% عن أرباح الربع الثالث 2016)، وسابعاً بنك قطر الوطني بأرباح بلغت 163 مليون ل.س (منخفضاً بنسبة 99.4% عن أرباح الربع الثالث 2016)، وثامناً مصرف بيبلوس سورية بأرباح بلغت 132 مليون ل.س (منخفضاً بنسبة 98% عن أرباح الربع الثالث 2016).
3 مصارف خاصة تقليدية خاسرة
بينت القوائم المالية خسارة 3 مصارف خاصة بنهاية الربع الثالث 2017 هي بنك الأردن سورية والذي مني بخسارة قدرها 158 مليون ل.س مقارنة مع ربح 5.8 مليارات ل.س في الربع الثالث 2016، والبنك العربي والذي مني بخسارة قدرها 475 مليون ل.س مقارنة مع ربح 8.4 مليارات ل.س في الربع الثالث 2016، وبنك سورية والخليج والذي مني بخسارة قدرها 1.4 مليار ل.س مقارنة مع ربح 1.4 مليار ل.س في الربع الثالث 2016.
3 مصارف إسلامية تربح 5.7 مليارات
حققت المصارف الإسلامية الثلاثة العاملة في السوق السورية ربحاً صافياً قدره 5.7 مليارات ل.س خلال 9 أشهر من العام 2017 وذلك مقارنة مع أرباح 26.4 مليار ل.س خلال 9 أشهر من العام 2016، أي بنسبة انخفاض بلغت 79%، وكان بنك البركة أكبر البنوك الإسلامية ربحاً حيث بلغت أرباحه حوالي 2.8 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 73% عن أرباح الربع الثالث 2016)، وبلغت أرباح بنك سورية الدولي الإسلامي حوالي 2.1 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 75% عن أرباح الربع الثالث 2016)، أما بنك الشام الإسلامي فقد حقق ربحاً بنهاية الربع الثالث 2017 قدره 773 مليون ل.س (منخفضاً بنسبة 90% عن أرباح الربع الثالث 2016).
39.2 ملياراً ربح تشغيلي
حققت جميع المصارف الخاصة (التقليدية والإسلامية) أرباحاً تشغيلية خلال 9 أشهر من العام 2017 بمجموع قدره 39.2 مليار ل.س، فيما كان المصرف الخاسر تشغيلياً هو مصرف سورية والخليج بخسارة قدرها 129 مليون ل.س.
وكان بنك بيمو أعلى المصارف التقليدية ربحاً تشغيلياً بواقع 6.9 مليارات ل.س (منها 5.9 مليارات ل.س من الفوائد والعمولات والرسوم)، وحل ثانياً البنك الدولي للتجارة والتمويل بواقع 3.6 مليارات ل.س (منها 3.05 مليار ل.س من الفوائد والعمولات والرسوم)، وثالثاً بنك سورية والمهجر بربح تشغيلي بلغ 2.34 مليار ل.س (منها 2.2 مليار ل.س من الفوائد والعمولات والرسوم)، ورابعاً فرنسبنك سورية بواقع 2.26 مليار ل.س (منها 2.1 مليار ل.س من الفوائد والعمولات والرسوم)، وخامساً بنك عودة بواقع 1.6 مليار ل.س (منها 1.3مليار ل.س من الفوائد والعمولات والرسوم)، وكان بنك الأردن سورية هو أقل المصارف تحقيقاً لأرباح تشغيلية بربح بلغ 529 مليون ل.س (منها 502 مليون ل.س من الفوائد والعمولات والرسوم).
أما المصارف الإسلامية فقد كان بنك البركة أعلى المصارف الإسلامية ربحاً تشغيلياً بواقع 6.6 مليارات ل.س، تلاه بنك سورية الإسلامي بربح تشغيلي بواقع 6 مليارات ل.س ثم بنك الشام الإسلامي بربح تشغيلي قدره 4.5 مليارات ل.س.
1.3 مليار أرباح غير محققة
نتيجة لاستقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي خلال فترتي المقارنة فقد أظهرت القوائم المالية للمصارف الخاصة التقليدية انخفاض هذه الأرباح غير المحققة الناتجة عن تقييم مركز القطع البنيوي بنسبة 99.4% عما كانت عليه بنهاية الربع الثالث 2016 والبالغة حينذاك 100.3 مليار ل.س، حيث لم تحقق كافة المصارف التقليدية أرباحاً من تقييم مركز القطع البنيوي سوى البنك الدولي للتجارة والتمويل (371 مليون ل.س) وبنك بيمو السعودي الفرنسي (221 مليون ل.س) وبنك بيبلوس (6 ملايين ل.س).
أما من ناحية المصارف الإسلامية فلم تظهر هذه المصارف أرباحاً غير محققة من تقييم مركز القطع البنيوي سوى بنك سورية الدولي الإسلامي والذي بلغت أرباحه غير المحققة حوالي 703 ملايين ل.س.
المصاريف التشغيلية
تظهر البيانات المالية قيام المصارف الخاصة بضبط مصاريفها التشغيلية والتي انخفضت بنهاية الربع الثالث 2017 بنسبة 40% عما كانت عليه بنهاية الربع الثالث 2016، حيث بلغت 15.3 مليار ل.س مقارنة مع 25.4 مليار ل.س في نهاية الربع الثالث 2016، بينما ارتفعت المصاريف التشغيلية في المصارف الإسلامية الثلاثة بنسبة 25.5% لتبلغ بنهاية الربع الثالث 2017 حوالي 3.5 مليارات ل.س مقارنة مع 2.8 مليار ل.س في نهاية الربع الثالث 2016.
وطبعاً هذا البند لا يمكن تحليله نظراً لاختلاف طبيعة وحجم كل مصرف من المصارف العاملة في سورية وعدد فروعها.
1,228 مليار موجودات التقليدية
كشفت النتائج المالية للمصارف الخاصة عن ارتفاع موجوداتها خلال الربع الثالث 2017 لتتجاوز 1,228 مليار ل.س مقارنة ب 1,131 مليار ل.س نهاية الربع الثالث 2016 أي بنسبة نمو بلغت 8.6%.
ومن حيث ترتيب المصارف التقليدية بناء على رقم الموجودات، ففقد تجاوزت موجودات بنك بيمو السعودي الفرنسي 260 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 9.2% عن نهاية الربع الثالث 2016)، تلاه بنك سورية والمهجر بموجودات قدرها نحو 205 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 4.2% عن نهاية الربع الثالث 2016)، ثم المصرف الدولي للتجارة والتمويل حيث تجاوزت موجوداته 141 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 12.2% عن نهاية الربع الثالث 2016)، ورابعاً مصرف عودة سورية بموجودات تخطت 121 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 7.3% عن نهاية الربع الثالث 2016)، وخامساً بنك قطر الوطني بموجودات تخطت 111 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 2.7% عن نهاية الربع الثالث 2016)، بينما حل في المرتبة الأخيرة بنك الأردن سورية بواقع 33 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 11% عن نهاية الربع الثالث 2016).
746 مليار موجودات الإسلامية
كشفت النتائج المالية للمصارف الخاصة الإسلامية عن أن موجوداتها تجاوزت في نهاية الربع الثالث 2017 الـ746 مليار ل.س، وتجاوزت موجودات بنك البركة 328 مليار ل.س، تلاه بنك سورية الدولي الإسلامي بموجودات قدرها نحو 278 مليار ل.س، ثم بنك الشام الإسلامي حيث تجاوزت موجوداته 140 مليار ل.س.
149 ملياراً صافي التسهيلات الائتمانية
ارتفع صافي التسهيلات الائتمانية المباشرة بنهاية الربع الثالث 2017 بنسبة 16% لتبلغ 149 مليار ل.س مقارنة مع 126 مليار ل.س بنهاية الربع الثالث 2016، وتصدر بنك بيمو قائمة المصارف الخاصة التقليدية بأكبر محفظة ائتمانية في نهاية الربع الثالث 2017 والتي بلغت 38.6 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 19.4% عن نهاية الربع الثالث 2016)، وجاء ثانياً فرنسبنك سورية بمحفظة بلغت 24.5 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 49% عن نهاية الربع الثالث 2016)، وثالثاً البنك الدولي للتجارة والتمويل بمحفظة بلغت 16.3 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 6.6% عن نهاية الربع الثالث 2016)، ورابعاً بنك بيبلوس بمحفظة بلغت 13.3 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 9.5% عن نهاية الربع الثالث 2016)، أما بنك عودة فحل خامساً بمحفظة بلغت حوالي 11 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 5.2% عن نهاية الربع الثالث 2016)، بينما حل في المرتبة الأخيرة بنك قطر الوطني سورية بواقع 2.5 مليار ل.س (منخفضاً بنسبة 3.8% عن نهاية الربع الثالث 2016).
700.4 مليار ودائع
ارتفعت ودائع العملاء لدى المصارف بنهاية الربع الثالث 2017 بنسبة 15.5% لتبلغ 700.4 مليار ل.س مقارنة مع 606.6 مليارات ل.س بنهاية الربع الثالث 2016، وتصدر بنك بيمو قائمة المصارف الخاصة التقليدية الأكثر استقطاباً للودائع في نهاية الربع الثالث 2017 حيث بلغت ودائع العملاء 198.3 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 7% عن نهاية الربع الثالث 2016)، وجاء ثانياً بنك سورية والمهجر بودائع بلغت 115.5 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 3.3% عن نهاية الربع الثالث 2016)، وثالثاً البنك الدولي للتجارة والتمويل بودائع بلغت 91.9 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 24% عن نهاية الربع الثالث 2016)، ورابعاً بنك عودة بودائع بلغت 55.3 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 7.5% عن نهاية الربع الثالث 2016)، وحل في المرتبة الأخيرة بنك سورية والأردن بواقع 13.5 مليار ل.س (مرتفعاً بنسبة 44% عن نهاية الربع الثالث 2016).
الوطن