مداد:استيراد النفط من القطاع الخاص وراء ارتفاع الدولار
ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية في تعاملات السوق الموازية بشكل حذر خلال الأيام القليلة الماضية فوق مستوى 530 ليرة وصولاً إلى 538 ليرة للدولار، بعد استقراره قرب السعر الرسمي (520) مع هامش تقلب محدود ارتفاعاً وانخفاضاً إثر اعتماد مصرف سورية المركزي سياسة تجاهل السوق وعدم اللحاق بأسعارها، وخاصةً أنه عطّل عمل شركات الصرافة المرتبط ببيع وشراء القطع الأجنبي، ما حدّ من عمليات المضاربة، وجعل المكاسب فيها أقل بكثير من العائد، إذ لا يتعدى الربح الناجم عن المضاربة بين هامش السعرين 520 ليرة للدولار و540 ليرة مستوى 3.8% في أحسن حالاته.
من جهته، بين التقرير الاقتصادي الأسبوعي الأخير لمركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) أن الليرة السورية شهدت تراجعاً في السوق الموازية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث انخفض سعر صرفها مقابل الدولار الأميركي بنسبة 1.15% مقارنة بنهاية الأسبوع السابق، ليصل مستوى تداولها مقابل الدولار إلى 530 ليرة سورية للدولار.
ويعود هذا التراجع في الحقيقة إلى سببين رئيسين هما ارتفاع الطلب على القطع الأجنبي في السوق المحلية ناتج عن السماح للصناعيين من القطاع الخاص باستيراد المشتقات النفطية اللازمة لاستمرار عملية الإنتاج، كأحد الحلول لأزمة المحروقات التي يشهدها البلد، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسية في الأسواق العالمية، كما زادت عمليات المضاربة على الليرة السورية نسبياً مع توافر الفرص لتحقيق مكاسب مرتفعة.
أما بالنسبة إلى السوق الرسمية فقد استمر مصرف سورية المركزي بتثبيت سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي عند مستوى 517.4 ليرة سورية، وأيضاً سعر شراء الدولار لتسليم الحوالات الشخصية الواردة من الخارج بالليرات السورية عند مستوى 514.85 ليرة سورية للدولار، كما استمر في تثبيت سعر صرف المعروض لبيع القطع الأجنبي للمصارف العاملة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي عند 520 ليرة سورية للدولار، وهو السعر الذي يتم من خلاله تمويل معظم المستوردات.
"الوطن"