بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

ليس «بردًا وسلامًا» على الجميع.. تبعات نفسية يعاني منها البعض خلال فصل الشتاء

السبت 25-11-2017 - نشر 7 سنة - 5908 قراءة

كثير من المشاهد الممتعة مرتبطة في الأذهان بفصل الشتاء، مثل الجري تحت المطر، وتناول الحلوى المُثلجة تحت الرذاذ، أو ارتداء الملابس الثقيلة والإمساك بالمشروبات الساخنة التي تتصاعد منها الأبخرة في مشهد حالم. لكن الشتاء ليس مصدر متعة للجميع، فبالإضافة إلى أن هناك الكثيرين ممن يؤذيهم الشعور بالبرد القارس، هناك أيضًا من يعانون نفسيًا بأنواع مختلفة من الرُهاب التي ترتبط بفصل الشتاء حصرًا أو تزداد فيه، بشكل يدفعهم إلى العزلة التامة وتفضيل عدم الخروج من البيت خلال فصل الشتاء كاملًا.  

رُهاب الأضواء الشمالية.. البعض يشعر بالضآلة أمام عروض السماء الضوئية

ويُطلق عليه أيضًا اسم رُهاب أضواء الشفق القطبي، وكلمة أرورا تستخدم للتعبير عن الفجر، وهي آلهة الصباح عند الرومان، والشفق القطبي أو الفجر القطبي أو الأضواء الشمالية هي ظاهرة سببها الأيونات التي تُطلقها الشمس لتسبح في الفضاء، وتُشكل ما يُعرف باسم الرياح الشمسية، وحين تصطدم تلك الرياح الشمسية بالمجال المغناطيسي للكرة الأرضية تتشتت وينعكس جزء منها في الفضاء، بينما يُحبس جزء منها داخل خطوط هذا المجال المغناطيسي ويسير داخله حتى يصل إلى طبقة الأيونوسفير، وحين يحدث التصادم بين هذه الجزيئات والغازات الموجودة بطبقة الأيونوسفير، فإنها تتوهج مسببة عروضًا ضوئية مُبهرة تسمّى بالأضواء الشمالية. وعلى الرغم من أن الكثيرين يُعجبون بهذه الظاهرة، والتي تمثل بالنسبة لهم عروضًا ضوئية طبيعية جذابة، إلا أن البعض يخاف منها بعمق، وهم من يعانون من الـ«أرورا فوبيا»، ويستند هذا الخوف على رُهاب أكبر وهو رُهاب الظواهر الفلكية، وغالبًا ما تكون هذه المخاوف مرتبطة من الخوف العام من المجهول والغيب والمستقبل والشعور بالضآلة في كون متسع ذي ظواهر باهرة ومُخيفة.  

ظاهرة الأضواء الشمالية

ويعاني الشخص المُصاب من نوبات من الذعر عند رؤية الأضواء الشمالية، والتي تظهر للمحيطين به في شكل تعرُّق، وضيق في التنفس، وعدم انتظام في ضربات القلب والشعور بالرهبة، وهو ما يجعله يُفضل التهرب من الخروج من المنزل خلال ليالي الشتاء حتى لو كلّفه ذلك البقاء وحيدًا لفترات طويلة، لأنه يترقب حدوث ظاهرة الشفق القطبي في أي ليلة بمجرد حلول فصل الشتاء.  

رهاب القيء.. رعب فقدان السيطرة على النفس

على الرغم من أن المصابين بفوبيا القيء يعانون طوال العام، ويصل بهم الأمر إلى حد عدم الرغبة في الذهاب إلى أي مكان، خوفًا من حالات الازدحام التي قد تسبب لهم القيء، إلا أن معاناتهم خلال فصل الشتاء تكون أكبر وأكثر قسوة، لأنَّ التعب الذي يتعرض له الكثيرون في الشتاء بسبب نزلات البرد والأنفلونزا والإصابة بفيروسات المعدة، والتي يكون من أعراضها القيء، يجعل تلك الأمراض التي تبدو بسيطة معاناة حقيقية للمصابين برهاب القيء. المصابون هنا لا يخافون من فكرة التقيؤ فقط، بل ثمة العديد من المخاوف الأخرى مثل عدم القدرة على الحصول على دورة مياه في الوقت المناسب مما قد يُصدر لدى المريض فكرة أنه قد يكون سببًا لاشمئزاز المحيطين به، أو الخوف من فقدان السيطرة على النفس والتعرض للإحراج أمام الناس، والخوف من الاختناق والمعاناة الجسدية، والخوف من أن تتطور الحالة ويُحتجز في المستشفى، وقد يتطور الأمر ليصل إلى حد الخوف من الموت، حيث يشعر المريض أنه سيموت الآن رغم أن ما يتعرض له هو مجرد حالة قيء بسيطة، وربما يؤدي سماع صوت شخص يتقيأ أو حتى مشاهدة مريض في فيلم رسوم متحركة إلى حالة من الألم الجسدي العميق. من يعانون من هذه الفوبيا غالبًا ما يعانون من ضعف اجتماعي ومهني، وكثيرًا ما تسبب لهم هذه الحالة من الرهاب الاضطراب والإتيان بأفعال غير منطقية، مثل من يفضل صعود عشرة أدوار على السلم لأنه يخشى ركوب المصاعد. الأطفال الذين يعانون من هذه الفوبيا غالبًا يرفضون الذهاب إلى المدرسة، أو زيارة منزل أحد الأصدقاء، أما الكبار، فيفضلون التغيب عن العمل ويتوقفون عن تناول الطعام في المطاعم أو في أي مكان خارج البيت، ويقومون بتجنب الكثير من أوجه الحياة بسبب هذا الرهاب.  

رهاب الرياح.. معاناة الرعب من عواصف الشتاء

تعني كلمة أنيمو Animo في اللغة اليونانية الهواء أو الرياح، ويرتبط هذا النوع من الفوبيا بفصل الشتاء فقط، ويشعر المصابون بهذا النوع من الرهاب بالخوف من الرياح، أو من مجرد مرور الهواء بشكل عام، كما يخافون من التغيرات المناخية، مثل البرودة، والمطر، لأن هذه الأشياء بالنسبة لهم ما هي إلا مقدمات قد تؤدي إلى حدوث عواصف ورياح قوية وهو ما يخشونه بشدة.  

هبوب الرياح في فصل الشتاء

المصابون بالأنيموفوبيا يعانون في فصل الشتاء بشدة، فلا يرغبون في الخروج من البيت، ولا يحبون ترك النوافذ مفتوحة للهواء، ويتطور بهم الأمر إلى تفاصيل الحياة العادية كذلك، فيتعرضون لمشاعر مكثفة من القلق عند تمرير أيديهم أمام المجفف الهوائي في المراحيض العامة، كما أنهم يعانون إذا استقلوا الطائرات وسيلةً للسفر والتنقل. وبوجه عام فإن حالات الرُهاب تنشأ عادة عن مجموعة من الأحداث الخارجية أو الأحداث الصادمة جنبًا إلى جنب مع الافتراضات الداخلية التي تنتقل إلينا من خلال الجينات الوراثية. وقد يكون هذا النوع من الرهاب مرتبط لدى المصابين به بحدث مؤلم أو معاناة نفسية مروا بها في الوقت الذي كانت فيه هناك رياح قوية، فلا يولد شخص بهذا النوع من الرُهاب، وعليه أولًا أن يحصل عليه من خلال تجربة حياتية ثم يُفعّل في حياته في المواقف المختلفة في جوهرها لكنها مشابهة فقط في احتواء طقسها على رياح قوية.  

فوبيا قيادة السيارة.. البعض يصاب بتشنجات أثناء القيادة

ويعود هذا النوع من الرُهاب إلى الخوف من حوادث الطرق التي قد يتسبب فيها الطقس الشتوي البارد بما يصحبه من الضباب في الرؤية والغيوم التي تجعل الإضاءة خافتة بسبب غياب الشمس، كما أنه يحدث للأشخاص الذين ينحدرون من أماكن دافئة وغير معتادين على التعامل مع الأجواء قارسة البرودة. يصل الأمر بالمصابين إلى المعاناة من تشنجات أثناء القيادة أو ألم جسدي يُهاجمهم من شدة الخوف، ما يجعلهم يفقدون السيطرة على مركباتهم ويتسببون في بعض الحوادث، وعلى سبيل تأمين أنفسهم يُفضلون البقاء في منازلهم خلال فصل الشتاء.  

صعوبة القيادة أثناء فصل الشتاء

يعتبر الخوف من القيادة في فصل الشتاء أمرًا شائعًا ومشتركًا لدى الكثيرين، وهو يساعد على تأمين السائق والقيادة المتزنة في ظل الظروف الجوية العصيبة، لكن أن يتجاوز هذا الخوف الحد المقبول ويتحول إلى رعب متطرف تجاه قيادة السيارات في فصل الشتاء، فهذا يصل بالأمر إلى مرحلة الرهاب أو الفوبيا المرضية. أما عن النصائح التي يعطيها الخبراء لأصحاب هذا الرُهاب فإنها في الأغلب تكون خاصة بالتركيز وإمعان النظر ومحاولة ضبط القيادة على سرعة منخفضة تسمح بتفادي المفاجآت.   ساسه بوست


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية