وعود الحكومة لتسويق الحمضيات ما زالت من دون تنفيذ!
بدأت أصوات مزارعي الحمضيات في الساحل السوري ترتفع مطالبة بسرعة التدخل من الحكومة والفعاليات الاقتصادية لتسويق موسم هذا العام الذي بوشر بقطافه منذ فترة ويباع في أسواق الهال بأسعار لا تغطي التكلفة. ومن خلال التواصل مع عدد من المزارعين المنتجين تساءلوا عن الإجراءات والخطوات التي وعدت الحكومة القيام بها في هذا الموسم بعد أن فشلت باتخاذها الموسم الماضي تحت حجج مختلفة، وأكدوا أن التحضيرات للتسويق ما زالت دون المستوى المطلوب بكثير.. ما يؤكد أن عملية التسويق الداخلي أو الخارجي ستكون شبه معدومة إلا إذا تم فتح خط العراق من الجيشين السوري والعراقي والذي يتطلع إليه وينتظره الجميع. رئيس اتحاد فلاحي طرطوس مضر أسعد أوضح أن الاتحاد تابع الأمر مع المحافظ والاتحاد العام للفلاحين منذ فترة، وأنه سوف يتم قريباً عقد اجتماع بالمحافظة لتحديد الأسعار التأشيرية ولجان التسويق للبدء بالتسويق من المؤسسة السورية للتجارة علماً أن صنف (الماير) انتهى تقريباً والقطاف بدأ منذ نحو الشهر لأصناف الفرنسي وأبو صرة والساستوما.. الخ وتم ويتم البيع بأسعار متدنية. بدوره أكد مدير مكتب الحمضيات المركزي التابع لوزارة الزراعة سهيل حمدان أن ما وصل إليه وضع الحمضيات حالياً وخاصة بعد صعوبة الوصول للأسواق العراقية وتراكم الإنتاج في الأسواق المحلية والانخفاض الكبير في أسعاره جعل المزارعين يبدؤون بإهمال هذه الشجرة المعطاءة، لكن وصول منتج الحمضيات السورية إلى الأسواق الخارجية بمواصفات مقبولة عالمياً ليس بالأمر الصعب في حال وجود تجار مصدّرين يسعون بحرفية لفتح أسواق خارجية للحمضيات السورية لأنها تتمتع بجميع المواصفات المطلوبة ويمكننا القول: إن زراعة الحمضيات حالياً تحتاج إلى دعم يصل إلى شجرة الحمضيات مباشرة وليس دعم المزارع بمبالغ مادية أو تخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج المطلوبة. ويضيف حمدان قائلاً: لا بد من وضع رؤية إستراتيجية وخطط واضحة بمشاركة فعالة للجهات المعنية الحكومية والخاصة كافة توصّف الواقع والحلول اللازمة من الناحية الزراعية والتسويقية والتصنيعية للحمضيات وتكون هذه الرؤية ملزمة لجميع المشاركين فور الانتهاء منها.. وتجميع مبالغ الدعم أو التعويض المادية التي توزع للمزارعين لتعود بالفائدة على الزراعة بشكل مباشر من خلال تقديم الدعم على شكل عيني وليس مادياً «تنفيذ شبكات ري متطورة – تأمين مستلزمات الإنتاج بكميات كافية وفائضة عن الحاجة من أسمدة ومحروقات وطاقة..». وإضافة لما تقدم لابد من تنفيذ حملات سنوية مجانية ضخمة لمكافحة ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط من خلال تعليق المصائد واستخدام الفرمونات الحديثة والأساليب المتطورة المعروفة عالمياً، فذبابة الفاكهة تعد من أهم الآفات الحجرية على مستوى العالم والتي قد تعيق عملية تصدير الحمضيات إلى الأسواق العالمية مستقبلاً.. وتأمين الأسمدة اللازمة N-P-K وبالكميات الكافية والفائضة عن الحاجة منعاً لتحكم السوق السوداء بالأسعار كما يحصل حالياً. وأتمتة أعمال سوق الهال لتقوم بدورها كوسيط فقط وليس كمحتكر أو تاجر يتحكم بالمنتج والمستهلك وبالتالي تخفيض فرق الأسعار بين سعر الجملة من المنتج وسعر المفرق لدى المستهلك والذي يتجاوز 100 بالمئة أحياناً، والتواصل مع الجهات المعنية لتشجيع إقامة مشاريع استثمارية لمراكز فرز وتوضيب مؤهلة حسب الشروط المتعارف عليها عالمياً بهدف تأمين منتج موضب وجاهز للتصدير حسب شروط الأسواق الخارجية ما يحقق قيمة مضافة كبيرة جداً تعود بالفائدة على جميع العاملين في هذا المجال من الإنتاج حتى التصدير، وأيضاً التواصل مع وزارة الصناعة لمعرفة واقع معمل العصائر المقترح إقامته في اللاذقية والذي وضع حجر الأساس له من أكثر من عام ونصف العام، حيث الدراسة الفنية منتهية وموافق عليها وجميع المؤشرات الاقتصادية فيها جيدة. وختم حمدان بالقول: إن تكاليف زراعة وخدمة الحمضيات حتى باب المزرعة تعتبر من أخفض التكاليف مقارنة ببقية أشجار الفاكهة المثمرة في سورية، وحتى على المستوى العالمي فإن تكاليف إنتاج الحمضيات لدينا لا تتجاوز 0.07 دولار للكيلو غرام على حين متوسط سعر الحمضيات العالمي حسب أسواق الجملة العالمية هو دولار للكيلو غرام وبمقارنة بسيطة يمكننا تقدير المبالغ الضخمة التي لم نستطع الاستفادة منها حتى تاريخه وتضيع علينا في كل موسم. نشير أخيراً إلى أن إنتاج الحمضيات في سورية يصل هذا العام إلى أكثر من 1.1 مليون طن منها /250/ ألف طن في محافظة طرطوس والباقي في محافظة اللاذقية وبعض المحافظات. الوطن