بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

التسوية السورية تطرق " الباب"، هل اقترب الحل؟

الثلاثاء 14-02-2017 - نشر 8 سنة - 6743 قراءة

تتسارع التطورات الميدانية في الشمال الشرقي السوري وتحديدا على مداخل مدينة الباب السورية، والتي تشكل آخر مدينة في تلك المنطقة كمعقل مهم لتنظيم "داعش" الارهابي، وتفرض نفسها هذه التطورات الدراماتيكية بشكل لافت، اولا لحساسيتها الميدانية، وثانيا لما يمكن ان تكون عليه من مفصل استراتيجي ونقطة تحول في الحرب على سوريا.

ميدانياً ، تعتبر مدينة الباب هدفا حيويا تسعى للسيطرة عليه الاطراف التي تتداخل وحداتها حاليا على مداخلها وذلك على الشكل التالي:

- الجيش العربي السوري يتقدم من الجنوب ومن الجنوب الغربي وهو الان بصدد إكمال الخطوات الاخيرة من تحرير بلدة تادف آخر خط دفاعي لـ"داعش" جنوب الباب، ويضيق الخناق على التنظيم من خلال اطباقه على طريق الباب – تادف – مسكنة – الطبقة، ويحقق بذلك محاصرة "داعش" في الباب، ويوسع حزام امن مدينة حلب شرقا، ويؤسس لاستكمال تحرير اريافها بشكل كامل ممتلكا قاعدة انطلاق استراتيجية في معركة تحرير كامل الشمال والشمال الشرقي السوري.

- وحدات درع الفرات تتقدم من الشمال والشمال الغربي لمدينة الباب وهي الان تدخل، ولاول مرة بشكل جدي، في الاحياء الشمالية والغربية للمدينة، وتكون بذلك امتلكت نقاط ارتكاز قوية في المدينة التي كانت عصية عليها لاكثر من 4 اشهر خلت، وكانت قد تكبدت على مداخلها العديد من الاصابات المؤلمة، وبذلك تحقق وحدات درع الفرات، في حال اكتملت سيطرتها على المدينة، انتصارا معنويا وميدانيا مهما، يعزز حضورها في البقعة التي دعمتها تركيا للسيطرة عليها اعتبارا من حدود الاخيرة وحتى الباب ضمنا.

- الوحدات التركية، تدعم وحدات درع الفرات المتقدمة داخل المدينة من خلال التغطية الجوية والتعزيز المباشر للهجوم بسلاحي المدرعات والمدفعية، وايضا بوحدات خاصة في عمليات هجومية محددة، وهي تحقق بذلك مع اكتمال سيطرة درع الفرات على المدينة، بالاضافة لهدفها الدائم في تثبيت فصل الكانتون الكردي بين منبج وعفرين، هدفا مهما من الناحية المعنوية والميدانية طالما حاولت تحقيقه، وكان قد كلفها خسائر مؤلمة في العديد والعتاد.

استراتيجيا، تشكل المدينة ومحيطها نقطة ربط نزاع بين الجيش العربي السوري والاتراك من خلال درع الفرات، وسيكون ميدانها حقل اختبار، اولا لصدق الاتراك في محاربة "داعش" وفي الانخراط بالتسوية جنبا الى جنب مع الروس، وثانيا لجدية مشروع التسوية المرتقب الذي اُسس له في استانة بين الدولة السورية و المجموعات السورية المعارضة غير الارهابية، وذلك برعاية روسية - ايرانية - تركية، وحيث يمكن ان تظهر في مدينة الباب ومحيطها لاحقا طبيعة الاجراءات وقواعد الاشتباك والتداخل والتنسيق، سوف يكون لنجاحها فرصة حقيقية للمضي قدما بالتفاوض الجدي المنتج و الصحيح على طريق انهاء الحرب واكتمال التسوية السياسية المرتقبة.

واخيرا ... قد تتفوق مدينة الباب كمدينة صغيرة على حلب او الرقة، وذلك من خلال ربط النزاع الاقليمي والدولي الذي ستحضنه، في انها ستكون بابا لحل الازمة السورية و مدخلا للتسوية المرتقبة، ومفصلا لتحول الاطراف الاقليميين من تسعير الحرب على سوريا الى تنفيس الاحتقان ووقف دعم الارهابيين والمسلحين الجامحين.


أخبار ذات صلة