تجربة زوجين سوريين بالمانيا في ظل الحلقة المفرغة ” التواصل مع الألمان “
يسعى زوجان سوريان شابان، لتأسيس حياتهما وتعلم اللغة الألمانية، وسط معاناة في تكوين اتصالات مع أبناء مدينة كريفيلد، التي انتهت إليها رحلة لجوئهما. صحيفة “فيستدويتشه تسايتونغ” الألمانية، نشرت على موقعها الإلكتروني، تقريراً عن الشابين كنان جانات، البالغ من العمر 28 عاماً، وزوجته ريم حجار البالغة من العمر 21 عاماً. وجاء في التقرير، أن كنان وريم التقيا في سنوات دراستهما الأولى في جامعة حلب، حيث كان الشاب يعمل في مجال التصميم الإلكتروني، وكانت ريم ترغب في أن تصبح مهندسة معمارية. كنان وريم تزوجا في 17 أيلول عام 2015 في مدينة حلب، وغادرا إلى ألمانيا بعد الزواج على الفور، وقد حط بهم الرحال، بعد الرحلة التي بدأت عن طريق البحر المتوسط، في 3 تشرين الأول، في مدينة بايرويت، التابعة لولاية بافاريا. وبعد تنقلهما الثاني والثالث في مدينتي دورتموند ومونستر، استقر بهما المقام الآن في مدينة كريفيلد، التابعة لولاية شمال الراين، وقد وجدا شقة بالقرب من جامعة نيدرهاين وكان هدفهما الرئيسي هو الوصول “في أسرع وقت ممكن” إلى ألمانيا، والآن يعتبر تعلم اللغة هو الأهم بالنسبة لهما، وقالت ريم:”عليك أن تتحدث الألمانية لتتعلمها”، لكن التواصل ما يزال صعباً للغاية مع سكان المدينة. ووفقاً لجمعية “الأيدي المساعدة”، التي ترعى اللاجئين في المدينة، يحاول اللاجئون السوريون بشكل يائس، إجراء اتصالات مع الألمان، وفي الوقت نفسه، لا يرغبون في أن يكونوا مصدراً للإزعاج ﻷي أحد. وبحسب الصحيفة فإن هذه الحلقة المفرغة من البحث، لا يمكن أن تخترق إلا من قبل الخطاب النشط من السكان المحليين، وهذا ما قام به مارتن كريمرز، من جمعية “الأيدي المساعدة” لإغاثة اللاجئين. تعرف مارتن بالزوجين بعد وصولهما بقليل في مسجد أوردينجر، وكون اتصالاً معهما منذ ذلك الحين، وقال الشاب حول لقاءاته الشخصية معهما: “تبرز الحرب فجأة في أحاديثنا في غرفة المعيشة في شقتهما في كريفيلد”. ويخطط الزوجان الآن لمستقبلهما في ألمانيا، حيث يفكر كنان في دراسة مهنة فني الأسنان، بينما تريد زوجته، أن تكمل طريقها في دراسة الهندسة المعمارية، وهي تستكمل حالياً تدريباً لمدة أسبوعين في أحد رياض الأطفال. ليس لدى مارتن كريمرز أية تحفظات على الإطلاق حول لغة الزوجين، وهي مفتاح النجاح هنا، والتي ما تزال تواجه مشاكل في الوقت الراهن، وقال: “لقد قلت لهما ممازحاً مؤخرا بأنهما سيكونان أول سوريين يجيدان اللهجة المحلية خلال سنتين أو ثلاث سنوات”.