الذهب الأبيض في سورية يفقد بريقه...واستيراده ضرورة فرضها الواقع!
السبت 21-10-2017
- نشر 7 سنة
- 5826 قراءة
رغم تناقض الأرقام إلا أن المصاب واحد،..إنه القطن أو الذهب الأبيض في سورية…أرقامه باتت خجولة بل ومحرجة جدا مقارنة مع أرقام السنوات الذهبية السابقة… اتحاد الفلاحين قال أنه تم إنتاج 66 ألف طن من القطن للموسم الحالي، في حين أن المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان قدرت كمية الأقطان المفترض استلامها للموسم 2107/ 2018 بنحو 40 ألف طن، وعلى رغم من تفاوت الرقمين المذكورين إلا أن قاسم مشترك يجمعها وهو تدني الإنتاج، حيث كان يبلغ قبل الأزمة نحو مليون طن سنوياً وبلغ إنتاج الهكتار أكثر من 4.2 طن سنوياً وذلك من خلال البحوث العلمية الزراعية وإبدال الأصناف بشكل مستمر، بحيث تتلاءم وطبيعة المنطقة لذا زادت كمية الإنتاج مضاعفة في نفس وحدة المساحة المخصصة لزراعة القطن، مع الإشارة إلى أن سورية كانت تحتل المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج القطن بوحدة المساحة، بالإضافة إلى إنتاج ألياف القطن العضوي…
نعم من حقنا أن نأسف إلى ما آلت إليه هذه الزراعة الهامة التي تدخل في شتى المرافق الاقتصادية، ولكن ليس من المجدي أن نبقى عند حدود أسفنا فقط، فلا بد من التحرك العاجل لتدارك هذه الأرقام وللوصول إلى قمة الإنتاج كما كان عليه سابقا…وخاصة مع عودة العديد من المساحات الزراعية إلى حضن الوطن، بعد تطهيرها من رجس الإرهابيين.
محصول اقتصادي
المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية عبد الرحمن القرنفلة، بين، أنه من الثابت أن تراجعاً كبيراً طرأ على انتاج القطر من محصول القطن بفعل الحرب الظالمة التي تتعرض لها البلاد، مشيراً إلى أن القطن كان خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي محصولاً استراتيجياً في أجندة الحكومات السورية المتعاقبة، إلا أن تطورات اقليمية ودولية كان تأثيرها كبيراً على دفع هذا المحصول من المرتبة الاستراتيجية إلى مرتبة المحاصيل العادية، علما أن القطن محصول زراعي صناعي متعدد المنتجات، فبالإضافة إلى إنتاج القطن لأغراض النسيج فأنه يساهم بإنتاج زيت بذور القطن للاستهلاك الأدمي، كما يساهم بإنتاج كسبة بذرة القطن المتخلفة عن عصر بذور القطن لاستخلاص الزيت و التي تدخل بشكل أساسي في تغذية الحيوانات المجترة، إضافة إلى اللنت الذي يدخل في صناعات متعددة، والقطن من هذا المنطلق محصول صناعي زراعي اقتصادي هام جدا.
استيراد القطن .. خيار إلزامي مؤقت
قرنفلة لفت إلى أن الواقع الذي فرض ايقاعاً قاسياً على الزراعة السورية أدى إلى انكفاء انتاج محصول القطن وتدهور الانتاج ووقوع كثير من مناطق زراعة وانتاج القطن تحت سيطرة العصابات الإرهابية، وبطبيعة الحال ترك هذا الواقع تأثير سلبي عميق على صناعة النسيج التي تعتمد القطن مادة خام أولية في منتجاتها، ومن المنطق التوجه نحو الاستيراد ريثما تعود عقارب الساعة إلى وضعها الطبيعي وترجع المعطيات الإنتاجية الزراعية إلى حالها السابق، ولا يوجد بدائل خلال الفترة الراهنة وضمن الظروف السائدة… إذاً قرار وزارة الاقتصاد هو خيار إلزامي فرضه ايقاع الحرب المجنونة على البلاد
وعن التوصيات حيال النهوض بهذه الزراعة من جديد، بين المهندس قرنفلة، أنه من المبكر تقديم نصائح ومقترحات في ظل الحرب، .فلا يوجد ثوابت يتم البناء عليها حتى الآن في هذا الإطار، لان زراعة القطن تحتاج الكثير من الاستقرار لتنفيذ العمليات الزراعية المعقدة وعمليات جني المحصول ونقله وتخزينه.
صعوبات مزمنة
هامش: لا بد من ذكر الكثير من الصعوبات التي تواجه زراعة القطن والتي تعتبر مشكلات مزمنة بحسب باحثين في القطاع الزراعي، منها الاعتماد كلياً على القطاع الخاص في استجرار القطن من الفلاح، بالإضافة إلى انخفاض سعر شرائه من الحكومة مقابل ارتفاع تكاليف إنتاجه على الفلاحين، وارتفاع التكاليف يعود بسبب ارتفاع سعر المازوت الذي يحصل عليه الفلاح بالسعر الحكومي، وحتى ذلك لم يكن كافياً لعدد مرات السقاية، وتحديداً مع ظروف عدم الجاهزية لشبكة الري، وارتفاع التكاليف المترتبة على شراء جزء من حاجات الأسمدة والبذار من السوق السوداء نتيجة هيمنة تغيرات سعر الدولار وارتفاعه، كما أن تقديرات وزارة الزراعة، والمصرف الزراعي لحاجات السماد والبذار أقل من الضروري الذي ارتآه المزارعون بالتجربة، ولا ننسى أن المواسم شهدت حالات توقف للري مرتبطة بالظروف الأمنية، وهو ما يعرض المحصول لحالة تساقط الزهر… ومن خلال حل هذه المشكلات يمكننا رفع أرقام الإنتاج بما يعيد سورية للمراتب العالمية مرة أخرى.
سينسيريا