قرار مرتقب يسمح لمؤسسات الصرافة باستخدام حصيلة القطع لتلبية الطلب عليه وبيعها للمصارف
خفّض مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بنحو 5 ليرات سورية فقط، بعد أن حافظ على سعر واحد طوال 325 نشرة أصدرها منذ أقل من عام بأسبوعين تقريباً، وتحديداً منذ 22 آب 2016، وحدّد المصرف سعر صرف الحوالات أمس بـ510 ليرات للدولار، بدلاً من 514.85 ليرة، وبلغ وسطي سعر صرف الدولار لدى المصارف ومؤسسات الصرافة 515 ليرة بدلاً من 517.43 ليرة، وهو ما رافقه تخفيضات متباينة في أسعار صرف أغلب العملات الأجنبية أمام الليرة. وفي تصريح لـ«الوطن» كشف مدير مسؤول في مصرف سورية المركزي عن قرار مرتقب يسمح لمؤسسات الصرافة باستخدام حصيلتها من القطع الأجنبي في تلبية الطلب عليه وفقاً للحالات المسموح بها، وبيعها للمصارف بدلاً من بيعها لمصرف سورية المركزي، على أن يشتري المصرف الفائض إن وجد، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار أسعار الصرف وأن يقوم المصرف المركزي بالتدخل بشكل حقيقي في السوق وفقاً للدور المنوط به. من جانبها أبدت مصادر في شركات الصرافة ارتياحها لهذا القرار في حال صدوره لكونه يساهم في استقرار سعر الصرف والحد من السوق السوداء، إذ يصبح لشركات الصرافة الحرية في بيع وشراء القطع وفق محددات المركزي. هذا ويأتي التخفيض في أسعار الصرف الرسمية، رغم محدوديته، رغم إصرار مصرف سورية المركزي عدم اللحاق بأسعار الصرف في السوق «السوداء» وفي كل مرة ينخفض فيها سعر الصرف دون السعر الرسمي، بحجة أن الانخفاض مؤقت ويستغله المضاربون بإعادة شراء الدولار على سعر منخفض، ليرتفع مجدداً محققين أرباحاً من الفروق بين أسعار الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر أعلى. وغالباً ما كان ذلك يحصل في بعض المناسبات التي يزيد فيها عرض الدولار في السوق عبر الحوالات بشكل رئيس. أما هذه المرة فالموضوع مختلف، إذ انخفض سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية في السوق السوداء خلال موسم عيد الأضحى لزيادة تحويلات المغتربين بشكل رئيس، وبدلاً من أن يعاود ارتفاعه بعد العيد كما كان متوقعاً، واصل السعر انخفاضه لما دون السعر الرسمي، بشكل ملموس، وحافظ على مستويات بين 500 و506 ليرات مع تقلبات بحدود ليرة إلى ليرتين من يوم لآخر، في حين يحافظ المصرف المركزي على أسعار الصرف كما هي دون تغيير، ليقوم بإجراء تخفيض يبدو أنه أولي وحذر لتقليص الهامش بين السوقين، الرسمية والسوداء. من دون شك، استفاد المصرف المركزي من انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة في السوق السواء لما دون السعر الرسمي من خلال زيادة استقطاب الحوالات عبر الطرق النظامية وتشجيع المواطنين للبيع في المنافذ الرسمية وخاصة لدى المصرف التجاري السوري، لولا القرار الأخير الذي وضع شروط لتصريف مبلغ يزيد على 1000 دولار من خلال إيداعها في حساب مصرفي، والذي ساهم بتخفيض عمليات البيع إلى المصرف التجاري، ونشّط البيع في السوق الموازية، وذلك بحسب ما أفادت به مصادر في سوق الصرف خلال حديثها مع «الوطن»، منوهةً بأن هذا القرار جعل المتعاملين يلجؤون إلى تقسيم المبالغ التي يرغبون ببيعها إلى شرائح، كل شريحة أقل من 1000 دولار، مشيرةً إلى ارتفاع مستوى عرض الدولار (البيع) من المواطنين خلال الفترة الماضية، بشكل ملموس، وهو ما ساهم بتحسن قيمة الليرة السورية وانخفاض سعر صرف الدولار بشكل رئيس أمام الليرة، وذلك لعدة أسباب أبرزها الخوف من مزيد من الانخفاض في سعر صرف الدولار، خلال الأيام القادمة، لاسيما مع بروز مؤشرات لتحسن الوضع الاقتصادي والسياسي.