بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

كيف كتب كازو إيشيجورو الفائز بنوبل رواية «بقايا النهار» في 4 أسابيع فقط؟

الأحد 08-10-2017 - نشر 7 سنة - 5906 قراءة

في مقاله لصحيفة «الجارديان» البريطانية، يحكي كازو إيشيجورو، الحاصل على جائزة نوبل للأدب هذا العام، عن روايته بعنوان «بقايا النهار» وكيف كتبها، إذ تمكن من إنهاء تلك الرواية الهامة والبارزة في عالم الأدب في أربعة أسابيع فحسب، والتي قادته لحصد جائزة البوكر العالمية. يقول إيشيجورو إن أغلبية الناس يحتاجون ساعاتٍ طويلة لإنجاز أعمالهم، ومع ذلك، حينما يتعلق الأمر بكتابة الروايات، يبدو أن الجميع يتفق أنه بعد أربع ساعات متواصلة من الكتابة تصبح مواصلة العمل أمرًا صعبًا للغاية، وأنه كان دائمًا ما يظن ذلك، إلى أن جاء صيف عام 1987 حين اقتنع أن عليه تغيير هذا النهج في العمل بشكل جذري، لتدعمه زوجته لورنا في هذا القرار. وصولًا إلى تلك الفترة، كان إيشيجورو قد ترك وظيفته الاعتيادية منذ خمس سنوات، وتمكن من الحفاظ على أداء منتظم في الكتابة والإبداع، إلا أن موجة النجاح التي مر بها بعد روايته الثانية جاءت معها ببعض التشتت، إذ كان عليه قضاء بعض الوقت في حفلات العشاء والحفلات التي يُدعى إليها، والسفر إلى الخارج، وقراءة أطنان من الرسائل المشجعة المعجبة بروايته. كل ذلك كان سببًا في تشتته عن هدفه الأهم، وهو مواصلة الكتابة، إذ اضطر للتوقف قرابة العام عن العمل على روايته الجديدة «بقايا النهار».  

معسكر مغلق

وضع إشيجورو وزوجته لورنا خطة جديدة، تقتضي أن يعمل إيشيجورو لمدة أربعة أسابيع بتركيز تام في الكتابة دون الانتباه لأي شيء آخر. أثناء هذه الفترة، لم يفعل أي شيء سوى الكتابة من التاسعة صباحًا وحتى العاشرة والنصف مساءً طيلة أيام الأسبوع باستثناء الأحد، يحصل خلال ذلك الوقت على ساعة واحدة للغداء وساعتين للعشاء. تنص الخطة أيضًا على ألا يتصفح إيشيجورو بريده، أو يرد عليه، أو أن يقترب من الهاتف. لا أحد يأتي إلى المنزل، في حين تتولى زوجته حصته من الأعمال المنزلية أيضًا رغم جدولها المزدحم. الهدف الأساسي من تلك الخطة هي ليست إنتاج كم كبير من العمل فحسب، بل أيضًا أن يدخل إيشيجورو إلى عالمه السحري ليصبح واقعه الجديد. كان حينها في الثانية والثلاثين من عمره، وانتقل للعيش حديثًا إلى منزل في سيدنهام جنوب لندن، وهو المكان الذي كتب فيه أول روايتين له، تحديدًا على طاولة عشاء عادية اتخذها مكانًا لعمله. ما أحبه إيشيجورو بشأن هذه الطاولة هو اتساعها، إذ يحب أن ينشر أوراقه حوله دون أن يحتاج لجمعها في نهاية اليوم. بهذه الطريقة، كتب إيشيجورو روايته الشهيرة «بقايا النهار» الحائزة على جائزة بوكر الأدبية العالمية. في فترة عمله المركزة تلك، كان دائمًا ما يكتب بخط يده، دون أن يبالي بالأسلوب الذي يكتب به، وما إذا كان هناك تناقض بين ما كتبه في الصباح وآخر كتبه في المساء، إذ كانت الأولوية لإنتاج الأفكار وزيادتها، لينقح في النهاية ما كتبه ويخرج على تلك الصورة الرائعة.  

كيف أنتج الرواية

بحلول اليوم الثالث من ذلك المعسكر الذي أعده للكتابة، كانت زوجته قد لاحظت أنه يتصرف بشكل غريب أثناء استراحة العشاء، ما دفعها للقلق عليه، إلا أنه أخبرها أنه بأحسن حال، وأن تلك الفترة قد مرت بنجاح بالفعل، ليواصل الأسابيع الأربعة كاملة، ويتمكن خلالها بشكل أو بآخر من إنهاء الرواية كاملة، على الرغم من أنها احتاجت وقتًا كبيرًا فيما بعد لتنسيقها وكتابتها بشكل أفضل، إلا أن الأفكار والصور الإبداعية في الرواية كلها جاءت خلال تلك الفترة. يقول إيشيجورو إنه بنهاية تلك الفترة كان قد قرأ مخزونًا كبيرًا بالفعل من الكتب التي تتناول السياسة الخارجية البريطانية بين الحربين العالميتين والكثير من الكتيبات والمقالات التي تعود لتلك الفترة، بالإضافة للكثير من الكتب عن نمط الحياة البريطانية في ذلك الوقت. يضيف إيشيجورو أن القرار الأهم هو اللحظة التي يقرر فيها بداية تأليف قصة روايته، وأن عامل الوقت مهم جدًا في هذا القرار، إذ إن بدء الكتابة دون خلفية كافية هو خطأ قاتل، وكذلك الأمر في حال التأخر في الانطلاق عن اللحظة المناسبة، ويعتقد أنه كان محظوظًا فيما يتعلق برواية «بقايا النهار»، إذ جاء معسكر العمل ذلك في اللحظة المناسبة، حينما كان يعرف ما يكفي ليبدأ روايته. عندما يعود إيشيجورو بذاكرته، يرى الكثير من المصادر والعوامل الملهمة التي تأثر بها في روايته، يذكر منها تحديدًا:
  • في منتصف السبعينيات، حينما كان مراهقًا، شاهد فيلمًا بعنوان «The Conversation»، وهو فيلم إثارة من إخراج فرانيسي فورد كوبولا، يلعب فيه جين هاكمان دور خبير تنصت حر، يقصده من يريدون تسجيل محادثات الآخرين. يريد هاكمان أن يصبح الأفضل في مجال عمله، إلا أنه في وسط ذلك يدرك أن تلك التسجيلات التي يعطيها لعملائه الكبار بالخصوص من شأنها أن تتسبب في تبعات سوداء، من بينها عمليات قتل. هنا يرى إيشيجورو أن شخصية هاكمان في ذلك الفيلم كانت النواة الأولى لشخصية ستيفنز، بطل رواية «بقايا النهار».
  • في الوقت الذي كان يظن فيه إيشيجورو أنه قد أنهى روايته، سمع أغنية في ليلة ما للمغني الأمريكي توم وايتس بعنوان «Ruby’s Arms»، والتي تتحدث عن جندي يترك محبوبته في الصباح الباكر ليلحق بالقطار. حتى هذه النقطة لا شيء جديد، إلا أن إيشيجورو يرى أن صوت وايتس أثر فيه بشدة ودفعه لتخيل المزيد من اللحظات، وهو ما قاده لتغيير بعض الأحداث في حياة ستيفنز وصولًا إلى نهاية الرواية.
  ساسه بوست


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية