بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

هل أجج الشعر لغة الحروب..؟

الاثنين 06-02-2017 - نشر 8 سنة - 6045 قراءة

حروب كثيرة وما أسوأ ثقافة الحروب وما تورثه.وعندما كانت الحروب في الجاهلية تقع لأسباب نراها اليوم غير قابلة للتصديق كحرب «داحس والغبراء» التي دامت أربعين عاما وقعت بين عبس وذبيان وهما من قبيلة»

غطفان»..وكان سبب هذه الحرب سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانين... « وتقول كتب التاريخ أن كلاً من عروة بن الورد والشاعر عنترة بن شداد شاركا في هذه الحرب ومات فيها عنترة.. وبعد أربعة عقود انتهت الحرب بدفع ديّات القتلى من قِبَل رجلين من الذبيانيين وكأن المال حل حربا أزهقت فيها أرواح الآلاف.‏

أما حرب البسوس فقد نشبت بين قبيلة تغلب بن وائل وبين قبيلة بني شيبان والتي كان سببها قتل كليب بن وائل ناقة البسوس ما ادى إلى أخذ الثأر من كليب بمقتله على يد جساس بن مرة الشيباني.. واستمرت الحرب من هذا السبب «40» عاماً.أيضا.‏

وحروب أخرى أحصاها المؤرخون العرب بأنها بلغت مع الحروب المذكورة ثلاثة قرون غرق فيها العرب في بحر من الدماء.‏

ومن حق جيل الحرب اليوم أن يسأل: كيف يفخر العرب بتاريخهم الجاهلي الذي احتضنه ديوان العرب، وكيف نفخر بالشعر الذي يحرض على متابعة القتال، وكانت النساء تقوله قبل الرجال، فقد وقفت عفيرة بنت عباد من جديس تنعى على قومِها استسلامَهم للظلم، وهتك الحرمات، وتستعديهم على طسم، فتقول:‏

وَلَوْ أَنَّنَا كُنَّا رِجَالاً وَكُنْتُمُ‏

نِسَاءً لَكُنَّا لاَ نَقَرُّ بِذَا الْفِعْلِ‏

فَمُوتُوا كِرَامًا أَوْ أَمِيتُوا عَدُوَّكُمْ‏

وَدِبُّوا لِنَارِ الْحَرْبِ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ‏

وَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَغْضَبُوا بَعْدَ هَذِهِ‏

فَكُونُوا نِسَاءً لاَ يُعَبْنَ مِنَ الْكُحْلِ‏

وغير ذلك من الشعر الكثير، الذي يوغل نار الحقد والضغينة ويورثها الى أجيال أخرى ويعيد الزمن الى الوراء مئات السنين كما يؤكد ذلك الكاتب كارل ساغان الذي توفي عام (1996) قائلا: بأن الحضارة الإنسانية تأخرت ألف عام بسبب الحروب، وقد تيقنا منها نحن السوريين - وأيقنا أننا عدنا للوراء ألف عام ويذكر ساغان حول اختلاف المؤرخين وعلماء الاجتماع في تحديد اول الحروب فقد اعتقد بعضهم بأن الحرب ظهرت عندما بدأ الأنسان بالزراعة حوالى 8000 ق.م. على اعتبار أن لديه أملاكاً مهمة مثل الأرض والمحاصيل الزراعية وهي معرضة للنهب فيدافع عنها وقد تؤدي إلى مقتله،. وهناك آخرون يعتقدون بأن الحرب صاحبت الإنسان منذ ظهوره، أي قبل ظهور الزراعة، عندما كان الإنسان يعتمد على الصيد وقطف الثمار ويعيش في تجمعات بشرية لم يتجاوز حجم الواحد منها 25 - 30 فرداً. ويورد الكاتب مثالا حول العصر الحديث مستشهدا بحروبنا قائلا: القبائل الرحّل في الماضي وحتى الوقت الحاضر لا تمتهن الزراعة وفي الوقت ذاته تغزو بعضها بعضاً بقسوة تفتخر بها.‏

لانعرف كيف يمكن لنا أن نقنع جيلنا أن هذه الحرب التي فتحوا عيونهم عليها هي حرب لاتشبه البسوس ولاداحس والغبراء، بل هي ذاتها، أعراب يداهمون الأمان والخير والجمال وعرب يريدون الضيم والتاريخ يعيد نفسه لكن بلؤم أكبر وقوى أعظم.وهل نستطيع تغيير التاريخ ومسح مهازله من الحروب التي شئنا أم ابينا تبقى ارثا لانستطيع انكاره.‏

الثورة


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية