صاحبة الجلالة _ ضياء صحناوي

اختطفت مجموعة من أبناء بلدة القريا أربع شباب من أبناء البدو القاطنين في البلدة على خلفية قيام مجهولين (اتضح لاحقاً أنهم من مهربي محافظة "درعا" وتحديداً من ريفها الشرقي)، بسرقة 23 بقرة من مزرعة مواشي تعود ملكيتها لوائل محمد أبو هدير  صباح أمس الأول، حيث قام شبان البلدة دون أن يعرفوا الحقيقة باحتجاز مجموعة من البدو، للتفاوض على فك احتجاز الأبقار مقابل تحرير المخطوفين لديهم.

وشهدت المنطقة توتراً شديداً واستنفاراً كبيراً بين جميع المتخاصمين، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار الكثيف نتج عنه إصابة شاب من القريا وإصابة شاب من البدو قضى نحبه في المشفى الوطني بالسويداء صباح اليوم السبت.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها صاحبة الجلالة ولم تذكر على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لأهداف باتت مكشوفة في زرع بذور الفتنة بين مكونات المجتمع السوري، ودفاعاً عن الشذاذ وأصحاب السوابق، فأن مجموعة من الأشخاص القادمين من ريف درعا الشرقي قد قاموا بسرقة مزرعة المدعو وائل أبو هدير التي يتواجد فيها 23 بقرة واقتادوها مسافة ستة كيلو متر باتجاه بصرى الشام في الطريق الوحيد الذي يربط القريا ببصرى الشام، وذلك عند في تمام الساعة الثالثة فجراً دون أن يعترضهم أحد لعدم وجود حواجز للجيش أو للقوى الأمنية والشعبية.

وطالب الخاطفون بمبلغ خمسة ملايين ومئتي ألف ليرة سورية فقط لتحرير الأبقار، حيث قامت الدنيا ولم تقعد بين شباب القريا الذين كانوا قد افتقدوا أحد رفاقهم قبل أيام بحادثة خطف، فقاموا بالهجوم على البدو من أجل أسر مجموعة منهم لفك البقر المحتجز، ولكن شباب البدو قاموا بالرد عليهم بالرصاص الحي فأصيب أحد الشبان المهاجمين، وتم بعدها تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابة الشاب جلال الماضي من بدو البلدة الذي قضى نحبه مساء أمس السبت في المشفى الوطني. وحجة المهاجمين أن لحادثة خطف الأبقار وحالات الخطف التي تتم في المنطقة علاقة مباشرة مع البدو الذين يسهلون الطريق للخاطفين القادمين من الريف الشرقي لمحافظة درعا.

وبعد اتصالات مكثفة مع الخاطفين تم دفع المبلغ المطلوب من قبل صاحب المزرعة، حيث تبين أن هذا الشخص كان قد سلبهم من الخاطفين، وما تلك العملية سوى موقف لإرجاع المبلغ. حيث تم إرسال الأبقار إلى بلدة عرى، وتم فك احتجاز الشبان الأربعة إلى شعبة حزب البعث في بلدة القريا، وتم تسليمهم لذويهم. ..

وحتى اللحظة لم يتساءل أحد عن السبب الذي يدعو صاحب المزرعة بدفع المبلغ لوحده، أو التساؤل عن موقف الخاطفين من طلب مبلغ صغير مقابل الأبقار التي تباع الواحدة منها بمبلغ مليون ليرة فما فوق؟؟.

وهذا السيناريو يكشف الكثير من الحقائق حول شبكات التهريب والخطف وسلب السيارات والتجارة غير المشروعة بين عصابات مكونة من الأطراف الثلاثة من السويداء ودرعا، ووسطاء من البدو. وهو الشيء الذي يقع فيه الناس في محافظة السويداء عن تصديق هؤلاء اللصوص الذين يهدفون إلى إشعال الفتنة والاقتصاص من الأبرياء الذين لا ذنب لهم.