المركزي: بين140ألفاً إلى250 ألف دولار يومياً لكل مصرف خاص
تحسنت الليرة السورية بشكل ملموس منذ أكثر من أسبوعين، ويظهر ذلك بانخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة في السوق الموازي لما دون السعر الرسمي الذي يحدده مصرف سورية المركزي، إذ تتراوح الأسعار المتداولة بين 510 و513 ليرة للدولار في دمشق، وبين 500 و510 في بعض المحافظات، وهي أقل مستويات في ثمانية أشهر، علماً بأن سعر صرف الدولار حافظ على تلك المستويات، نسبياً، الأمر الذي رفض حاكم المصرف المركزي دريد درغام إرجاعه لتأثير معرض دمشق الدولي، وذلك خلال حديث معه على هامش ملتقى الحوار الاقتصادي الذي انعقد الأسبوع الماضي، وهو ما أكده أيضاً رئيس اتحاد غرف التجارة السورية في «دردشة» مع عدد من الإعلاميين خلال استراحة ضمن الملتقى.
تفضيل الليرة
وفي محاولة لتحليل أسباب التحسن في قيمة الليرة، يذكر التقرير الاقتصادي الأسبوعي الأخير لمركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد» أن تحسن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية لأقل من مستوى سعر الصرف الرسمي الصادر عن مصرف سورية المركزي لم يشهده السوق منذ منتصف شهر كانون الثاني 2017، وهذا الأمر يرجع لعدة أسباب أهمها ارتفاع حصيلة الحوالات الخارجية مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، والنتائج الإيجابية لمعرض دمشق الدولي على الصعيد التجاري والشعبي وتوافد رجال الأعمال من خارج القطر والحديث عن صفقات بملايين الدولارات وفتح أسواق جديدة للمنتجات السورية، وتزايد التوقعات في السوق نحو التحسن في سعر الصرف وتفضيل الليرة السورية لاسيما في الأجل القصير في ظل حالة الاستقرار التي يشهدها السوق بالتزامن مع بوادر توسيع دائرة مناطق تخفيض التوتر والمصالحات على الصعيد الأمني والعسكري، ويضاف إلى ذلك استمرار إنكفاء عمليات المضاربة، وتراجع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية في الأسواق العالمية.
الحوالات أولاً
من جانبه أكد مصرفي مطلّع على شؤون النقد والصرافة لـ«الوطن» ما جاء به حاكم مصرف سورية المركزي بعدم تأثر الليرة بمعرض دمشق الدولي، خاصة وأن الصفقات لم تنفذ بعد، بأي اتجاه كانت، وبأن الكتلة النقدية التي يصرفها الضيوف الأجانب لا تؤثر في سعر الصرف، مبيناً أن السبب الرئيس يكمن في موسم العيد وازدياد التحويلات بشكل ملموس، خاصة وأن عيد الأضحى يشهد زيادة في الطلب على الأضاحي وأثمانها مرتفعة، وبالتالي تزداد قيمة التحويلات، إضافة إلى الوفاء بفريضة الزكاة، ومستلزمات العيد والتهيئة للمدارس وموسم الشتاء، كلها عوامل تتضافر لتزيد الأعباء على المواطنين، ما يتطلب زيادة في تحويلات المغتربين، وتصريف الدولارات التي تدخرها بعض الأسر لهكذا موسم.
منوهاً بأن انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي عن الرسمي يزيد في التحويلات النظامية، التي تدخل البلد عبر الأقنية الرسمية، قياساً بالقنوات غير الرسمية، علماً بأنه كان يحول يومياً بين 5 إلى 7 ملايين دولار يومياً بشكل نظامي، وأكثر منه بشكل غير نظامي، أما اليوم فالرقم أكبر بشكل ملموس.
وأكد أن أغلب العرض (البيع اليوم) هو للدولار «البيتوتي» -بمعنى الاستخدامات المنزلية بلغة السوق- وليس التجاري، إذ إن مصرف سورية المركزي يمّول مراكز القطاع التشغيلية للمصارف الخاصة يمومياً بين 140 ألف دولار إلى 250 ألف دولار لكل مصرف، بحسب حاجته وطلبه، وفيما إذا كان للمصرف مراسل خارجي، يمكنه من التحويل، مبيناً أن هناك نحو ستة مصارف خاصة تنشط في هذا المجال بشكل بارز، وهو ما يعني تلبية طلبات التجار لتمويل مستورداتهم، وبالتالي تخفيف الضغط في سوق الصرف.
من جانب آخر أشار إلى أنه مقابل من يبيع الدولار اليوم هناك من يشتري و«يلم» السوق بسعر منخفض، على أمل إعادة البيع في حال تحسن سعر الدولار في وقت لاحق.
السعر الرسمي مستقر
أما بالنسبة إلى السوق الرسمية، فقد ذكر تقرير «مداد»، أنه ما زال مصرف سورية المركزي مستمراً في تثبيت سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي عند مستوى 517.43 ليرة سورية، وأيضاً سعر شراء الدولار الأميركي لتسليم الحوالات الشخصية الواردة من الخارج بالليرات السورية عند مستوى 514.85 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد، كما استمر في تثبيت سعر صرف المعروض لبيع القطع الأجنبي للمصارف العاملة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي عند 520 ليرة سورية للدولار الأميركي، وهو السعر الذي يتم من خلاله تمويل معظم المستوردات.
المحرر الاقتصادي
"الوطن"