خبير تنموي ينصح بوضع خطة طوارئ لجاهزية التعامل مع الحرائق وغيرها من الحوادث الخبير: مشكلتنا تكمن في التدخل بعد حصول الكارثة
خاص|| فاطمه حسون
تكررت حوادث الحرائق في سوريا في السنوات الأخيرة، واندلعت خلال شهر تموز عدة حرائق في محافظات حمص واللاذقية وحماة وطرطوس، أدت إلى خسائر بشرية وإصابات عديدة، وخسائر في الأراضي الزراعية والحراجية.
حول ذلك قال الخبير التنموي أكرم عفيف لصاحبة الجلالة: "مشكلتنا في التدخل بعد حصول الكارثة، لذلك يجب تفعيل خطة الطوارئ بتنظيم مجتمعي مع كافة الجهات لترميم النقص الحاصل في الكفاءات لمواجهة أي حادثة".
وأكمل حديثه : "ترفع القبعة لجهود عمال الإطفاء، منهم من استشهد، ومنهم من أصيب بحروق وأمراض دائمة، لكن نحتاج إلى تنظيم مجتمعي بكل القضايا التنموية، واقترحت سابقاً خطة مواجهة الحالات الطارئة المحتملة، سواء كانت حرائق أو زلازل وغيرها، بوجود قاعدة بيانات تفيد بعدد الإخصائيين والخبراء، وتحديد عدد الصهاريج والآليات ومصادر المياه".
وحول سبب الحريق وامتداده بشكل واسع قال "عفيف" من الممكن أن يكون بسبب زجاجة متطايرة مواجهة لأشعة الشمس والتي شكلت أشعة محرقية وبذلك تنتشر النار، وعدم السيطرة عليه يعود إلى عدم كفاية الآليات، وعدم تدخل دول الجوار في إطفاء الحرائق، كما كانت سوريا سابقاً قبل الأحداث تتدخل في إطفاء حرائق دول الجوار".
وتابع حديثه: "الغابات في سوريا تختلف عن بقية الغابات، حيث الأشجار متباعدة، ولا تشتعل الشجرة من شجرة، بل من الهشيم".
وأضاف: "ويعتبر وجود الماعز في الغابات سلبي، إلّا في سوريا وجوده مهم، لأنه يأكل الهشيم ويحوله إلى خط مار، ويحد من اشتعاله، الأمر الذي أدى أدى الى انتشار الهشيم وجفافه خلال هذه الفترة من السنة".
وأردف: "تحدثت إلى أحد المسؤولين حول انحسار قطيع الماعز في المناطق الجبلية، بأن الماعز يرعى الهشيم ويشكل خط مار طبيعي عندما تصل النار إليه كانت تنطفي، وأثناء جفاف الهشيم اي شيء ممكن يسبب باشتعاله يد فاعلة أو بشكل طبيعي".
وذكر "عفيف" أنّ "الغابة هي الإنسان، ونصح سابقاً بتدريب سكان الغابات والمناطق الجبلية ليصبحوا عمال إطفاء، لأن الغابات التي يسكنها الناس هي المحمية وفيها بيئة متوازنة واستفادة ورعي متوازن، والغابات التي لا يسكنها بشر تبقى فترات طويلة تشتعل وتسبب تلوث وأمطار حامضية، ناتجة عن اشتعال الغابات بشكل كبير".
كما أشار إلى أنّ "الصهاريج خلال دقائق تصل إلى الحريق، وهي أسرع من الإطفائيات، و(التراكتور) أسرع أيضاً كونه مخصص للمناطق الوعرة، بالإضافة إلى تأسيس لخطوط نار جاهزة، بحيث يتم تسليم السكان عدة نبريج ضخ طوله 200، ويتم العمل على خطين نار من الجهتين، كل 400 متر خط نار تطفئ النار بسرعة وكفاءة عالية، وبدون تكاليف، و1000 ليتر مازوت احتياطية، وتكون خطة الطوارئ جاهزة".
وحول عدم تكرار حوادث الحريق قبل الأزمة بيّن الخبير التنموي أنّ "سبب ذلك انحسار قطيع الماعز، لانخفاض كمية اللحوم بالسوق وبيعها، واحتياجات الناس، والأمراض التي أدت إلى موت الأجنة".
بالإضافة إلى القطع الجائر للغابات للتدفئة لعدم توفر المازوت، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، والتبدل المناخي، وحالات التطرف الطقسي، والانحباس المطري لأكثر من 40 يوم في فصل الشتاء، ارتفاع درجة الحرارة بالصيف، وكمية الهشيم نتيجة الأمطار السيلية الغزيرة، التي تؤدي إلى انتشار الأعشاب اليابسة التي لا ترعى، وتصبح عامل خطير جداً للحرائق".
وأضاف "عفيف": "وقلة الوعي المجتمعي، بعدم رمي البلور في الغابة، بالإضافة إلى عدم توظيف طاقات المجتمع المحلي".
وحول الحديث المتداول عن زراعة التين الشوكي لتصدي الحرائق، قال الخبير: "يفيد التين الشوكي في حال كانت الغابات متلاصقة وتشتعل من شجرة إلى شجرة، لكن الهشيم هو من يشتعل في التين الشوكي وغيره، واعتقد أنه لن يكون له تأثير فعال".