لهيب الأسعار يسبق حرارة آب.. ووزارة التموين ليست هنا أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق: الغلاء في الأسواق غير منطقي.. وآلية التسعير تتم وفقا للتاجر في سوق الهال
صاحبة الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
تشهد الأسواق حالة من عدم الاستقرار في أسعار المواد الغذائية والسلع والمنتجات كافة لجهة الارتفاع الكبير تحت الشماعة المعتادة تذبذب سعر الصرف في السوق السوداء والتي على ما يبدو هي التي تحدد الأسعار.
صاحبة الجلالة وللوقوف على حيثيات الموضوع تواصلت مع أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة الذي أوضح أنه ومن دون سابق إنذار ترتفع الأسعار في جميع المحال التجارية والأسواق يوميا والحجة والمبرر موجود هو تذبذب سعر الصرف في السوق السوداء، وذلك وبالرغم من تحذيرات مديرية الأسعار بمحاسبة من يخالف التسعيرة الصادرة عن الوزارة إلا أن لا أحد يلتزم بها.
واعتبر الخبير الاقتصادي أن ارتفاع الأسعار اليومي في الأسواق أكبر دليل على عجز وزارة التموين متسائلا ماذا يفعل المواطن الذي أصبح لا حول له ولا قوة.. وأين تتجه أسعار الصرف.. ومن يحدد ذلك و من يحد من ارتفاعها وارتفاع الأسعار اليومي..؟.
وأكد حبزة أن التضخم في الأسواق أصبح غير طبيعي وغير منطقي والغلاء مستمر بشكل يومي وبعض الموزعين للمواد الغذائية وغير الغذائية يحجمون عن البيع ولاسيما ان التعامل فعلياً لجميع الفعاليات التجارية والصناعة في السوق أصبح بالقطع الأجنبي ما دفعهم للحذر في البيع خوفاً من الخسارة نتيجة ارتفاع سعر الصرف موضحا أن تمنع التجار عن البيع يعتبر أيضا مخالفة جسيمة وفق المرسوم رقم 8 ويعاقب عليها بالسجن بالإضافة للتعامل بفواتير مخالفة للأسعار الحقيقة.
ورأى أمين سر جمعية حماية المستهلك أن الدولار يرتفع بالمركزي بالتوازي مع السوق السوداء ولو كان ارتفاع خجول ولكن المواطن عندما يشعر بموافقة الحكومة على هذا الارتفاع يسعى لتبديل مدخراته وهذا يؤدي للارتفاع أكثر.
وبين حبزة أن الجمعية تقوم بشكل يومي بمتابعة الأسواق وبالفعل هناك ارتفاع في أسعار الخضار والفواكه رغم توقعات انخفاضها حيث حافظت على ارتفاعها والسبب يعود الى تلف الخضار والفواكه في الصيف نتيجة موجة الحر حيث يلجأ التجار كي يعوضوا عن خسارتهم بالخضار والفواكه التالفة إلى رفع أسعار الجيدة منها ولهذا بدوره أثر على تصاعدها وخروجها عن القدرة الشرائية نتيجة تراجع الكميات الصالحة للبيع وخاصة في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر برادات قادرة على التخزين لفترة أطول.
ولفت حيزة إلى أن ارتفاع أسعار الخضار والفواكه يعود من جهة أخرى لزيادة التصدير مبينا أن آلية التسعير تتم وفقا للتاجر في سوق الهال حيث يتم التسعير بناء على تقديرات السوق دون التدقيق بالتكلفة الحقيقية ناهيك عن عدم قدرة صالات السورية للتجارة على التدخل بشكل ينعكس إيجابيا على الأسواق أولا لجهة عددها وانتشارها في الأحياء إضافة إلى عدم قدرة الصالة على بيع الخضار والفواكه مثلا في اليوم التالي بسعر أقل نتيجة تغير نوعيتها وهنا يجدها المستهلك من حيث النوع لا تتماشى مع أسعار السوق فالخضار في السوق تسعر في اليوم الأول لعرضها بسعر وعندما تختلف نوعيتها في اليوم الثاني يعمل البائع على تخفيض سعرها فيما الصالة لا تمتلك المرونة لتخفيض السعر في اليوم التالي .
وبين حبزة أن جمعية حماية المستهلك تقدمت بطلب إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بإقامة أسواق هال مصغرة في مختلف الأحياء للتخفيف من أعباء النقل وأجوره المرتفعة على أصحاب المحال الصغيرة والتي تتسبب في رفع أسعارهم مشيرا إلى أنه في حال العمل بالخطوة يكون لها أهمية على صعيد التدخل الإيجابي من جانبين للبائع والمستهلك.
وتابع : نحن في دائرة مغلقة ولا نعرف كيف سنخرج منها داعياً إلى اتخاذ اجراءات سريعة وفورية للحد من ارتفاع سعر الصرف لما له ن آثار سلبية وانعكاس مباشر على الأسواق أدت لارتفاع الأسعار خلال العشرة أيام الماضية سواء للأجبان والألبان والمواد الغذائية والسكر والرز أكثر من 25 بالمئة كما أن هناك شح بالمواد الغذائية في الاسواق وكلها من الصنف الثاني والثالث ولا يوجد صنف أول.
وختم بالقول.. " برأيي الشخصي لا تحسن بسعر الصرف وتصريحات الحكومة ليست كافية خلال جلسة مجلس الشعب الاستثنائية أمس وهم يعملون على رفد الفريق الاقتصادي بعناصر جديدة معنى ذلك ان الفريق الاقتصادي غير قادر على السيطرة على الصرف المحلي".