ارتفاع الدولار يستمر والإحتكار يطال الأساسيات.. من يدفع الضريبة؟
الخروج من المنزل إلى السوق، يعني حُكماً الإصابة بصداع ارتفاع الأسعار، الذي لم يعد حكراً على الكماليات، وإنما أصاب السلع الأساسية، تماشياً مع الارتفاع الهائل لسعر صرف الدولار، بعدما تخطى حاجز الـ10 آلاف في السوق الموازية خلال الأيام الأخيرة.
في سوق الألبان والأجبان، ارتفعت الأسعار على الرغم من أن هذه المواد لا تحتمل التخزين، وقل الطلب عليها، إلا أن التجار غير مكترثة ويهمها فقط الربح وحده.
يقول أبو قتيبة أحد التجار لـ "بزنس 2 بزنس": عندما أقوم ببيع 50 علبة لبن يجب أن أكون قادرا على شراء 50 علبة في اليوم التالي حتى لو تم رفع سعر اللبن، وألا تكون تجارتي خاسرة، وستؤدي إلى إغلاق المحل، ونحن اليوم مع هذا الارتفاع أرباحنا تتآكل ورصيدنا أيضا، والكتلة المالية المخصصة لشراء 50 علبة لبن لا تشتري في اليوم التالي 47 علبة، فلذلك الأسعار رفع الأسعار مساراً إحباريا، فجميع التجار تسعى للحفظ على كتلتها السلعية والبيع بالأسعار الرائجة .
فالأسعار التي ترتفع دورياً على سلع جاثمة على رفوف المتاجر، لا تنخفض أبداً، ففي سوق المنظفات الذي أصبح يضم منتجات غير معروفة وجودتها متدنية، وانتشار المحال التي تبيع منظفات فرط ومجهولة المصدر أيضا رفعت أسعارها تماشيا مع رفع سعر الصرف.
يبيع أبو علي في محله الواقع في حي "المزه 86" كيلو المحارم فرط وفق الأسعار الرائجة لسعر الصرف.
ويقول أبو علي في الصباح كان سعر كيلو المحارم فرط 33 ألف ليرة وبعد الظهر ارتفع إلى 35 ألف ليرة، وبالنسبة إلى سائل الجلي ارتفعت العلبة بحدود ألف ليرة من أسبوع إلى اليوم، والأسعار غير مضبوطة، وكل محل يبيع على مزاجه.
أصبح التجار يمتنعون عن البيع ويفضلون الاحتفاظ بالبضائع لان اسعارها سترتفع في اليوم التالي وهي في المخازن، وفي السابق كان التجار يطلبون من محلات البيع بالجملة ما ينقصهم من بضاعة ويتم تلبية طلباتهم فورا في اليوم نفسه أما اليوم بسبب قلة البيع بات من النادر أن تشاهد سيارات توزيع الجملة في الشوارع كما اعتدنا سابقا.
وفي سوق المواد التموينية، ارتفع سعر الأرز الفرط بحدود ألف ليرة، وأما الأرز القصير المغلف ارتفع سعر الكيلو حسب نوعه مابين 1500 و 2000 ليرة ليصل إلى حوالي 10 آلاف ليرة، وبعض الأنواع من الارز البسمتي وصل إلى 20 ألف ليرة، والغريب في الأمر أن صاحب المحل يفكر عند سؤاله عن السعر، ويقول "والله لا أعلم ما هو السعر المناسب اليوم، فالتجار رفعت الأسعار علينا ونحن محتارون كيف نبيع" .
في سوق الألبسة والأحذية أيضا وبالرغم من موسم التنزيلات إلا أن بعض الأنواع الجيدة من الأحذية الجلد، تم تعديل أسعارها وفق سعر الصرف الجديد، وتكسير أسعارها وفق النشرة الرائجة، وارتفع سعر الحذاء الذي كان يباع ب330 ألف ليرة إلى 350 ألف ليرة خلال الأيام الماضية والحذاء الذي كان سعره 240 ألف ليرة أصبح ب290 ألف ليرة.
في سوق العصرونية أيضا، تمسك القطعة تسأل عن سعرها يرد عليك العامل في المحل لحظة يجري اتصالاته ومن ثم يعود إليك إما بسعر فلكي أو يقول لك حجة أنها غير موجودة أو مباعة، وجميع هذه الحجج والتهرب من البيع والإغلاق المبكر مفهوم بالنسبة للتجار لعدم رغبتهم البيع كون القطعة الذي يبيعها غير قادر على شراء البديل عنها كون أسعارها غير معروفة وبذلك إما يتم رمي سعر مرتفع أو سؤال الزبون ما السعر الذي يناسبك والبيع بالصيد واللقطة واستغلال الحاجات أو الامتناع عن البيع.
ما يحدث في السوق هو أن الأسعار ترتفع بشكل هستيري ولا يوجد فواتير متداولة، ولا رقابة في الأسواق، والتجار غير مستعجلين على البيع تخوفا من ارتفاع متزايد في سعر الصرف، والمواطن هو الخاسر الأكبر، ويمتنع عن الشراء إلا للحاجات الضرورية، باستثناء بعض العائلات التي لديها قدرة مادية وتسعى لتخزين بعض المواد قبل أن يرتفع أسعارها مع ارتفاع سعر الصرف اليومي.
B2b