الرواتب المهزومة أمام البرازق والمبرومة!
يبدو أن العيد لن يجلب لذوي الدخل المحدود سوى الحسرة و التحسر على الماضي، فمظاهر العيد تحتاج المزيد من التكاليف التي يمكن أن تؤمن الحد الأدنى من اللباس والحلويات، ولانتكلم هنا عن الأضحية فيتراوح سعر الخروف بين مليونين ونصف المليون والثلاثة ملايين ليرة سورية، يضاف إليها تكاليف الذبح والتقطيع والطهي بما يعني أنها تحتاج إلى راتب موظف من الفئة الأولى لمدة حولين كاملين، أما في مجال الحلويات فبالكاد يشتري الراتب كيلو واحد من البرازق أو المعمول فيما يصل سعر كيلو المبرومة غير المدعومة بمايكفي من الفستق الحلبي إلى راتب شهرين بالتمام والكمال.
ويتساءل المعيدون عن الطريقة التي تجعلهم يتذوقون فيها شيئاً من مظاهر العيد وطقوسه دون الحديث عن الملابس الجديدة وعن المشاوير.
فيما يقول البعض لقد أصبحنا من أبناء السبيل ونحتاج فعلاً من يتصدق علينا في الأيام العادية وليس في الأعياد التي تحتاج إلى متطلبات لتأمين القوت اليومي لأربعة أيام العيد مايزيد على راتب الشهر.
إن تكرار الشكوى من تراجع القدرة الشرائية للرواتب والأجور ليست من قبيل النق، وإنما للتذكير بأن الفجوة باتت كبيرة جداً وبعمق لاقرار له، والقضية التي يجب على المعنيين بدراسة الرواتب والأجور أن يقدموا أرقاماً كافية لتغطية الحد الأدنى من تكاليف العيش، وأن يستعينوا بخبراء يوضحون كيف يمكن توزيع الراتب على أيام الشهر ويضع الموظف على خط الفقر على الأقل.
العيد مناسبة للفرح والأمل والتفاؤل ولانريد تعكير صفو المعيدين، وكل عام وأنتم بألف خير مع خالص التمنيات بمستقبل ينهي هذه المعاناة الحادة التي يكابدها جميع أصحاب الرواتب والأجور ويعيد للأعياد مستلزماتها المادية لتتكامل مع مستلزماتها الروحية.
غلوبال