مع الله الإعلامي محمد الخضر: لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بما كتبه ﷲ عليك".. هذه هي قناعتي العميقة
صاحبة_الجلالة _ فاطمة حسون
الإعلامي محمد الخضر يتحدّث كيف قضى شهر رمضان المبارك خلال السنوات العشر الماضية بطريقة مختلفة عن قبلها، قائلاً:
واجهت مثل بعض الزملاء مخاطر جدية في تغطية معارك وجبهات مشتعلة خصوصاً في البادية، وزرت مناطق في درعا والسويداء والقنيطرة جنوباً الى عمق البادية في تدمر ودير الزور شرقاً، دير الزور المدينة التي تعلمنا جميعا الصبر..
المشترك ربما بين كثير من تلك اليوميات القاسية حالة سلام روحي ضمن ظروف أقرب للجحيم وليس ادعاء للبطولات، حالة تنطلق أساسا من حديث نبوي " لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بما كتبه ﷲ عليك"،
هذه القناعة العميقة كانت سنداً للذهاب الى أقصى ما يمكن في العمل الميداني في درجات حرارة تزيد عن 45 درجة في عمق البادية وضمن مخاطر عالية على المقاتلين فكيف بالمراسلين وهم أولاً وأخيراً مدنيون ..
(رمضان كريم) يعني أن نتعاضد ونلتفت بعضنا الى بعض دون رياء واستعراض وهذا وقت التعاضد الحقيقي بعدما أصبح الفقر والجوع واقعاً معاشاً.
في رمضان وكل يوم أؤمن شخصياً أن العقيدة والإيمان هي سلوك قبل أن تكون طقوساً.
بمعنى لا يهم ولا يعني الناس ما نؤمن به وكيف نمارس هذا الإيمان بقدر ما يهمهم سلوكنا وتصرفاتنا في حياتنا اليومية تجاههم صدقاُ ووفاءً وكرماً ونبلاً الخ.
لذلك ليس غريباً أن نجد السخرية بأقسى صورها توجه خصوصاً نحو أولئك ممن يقدمون أنفسهم بصورة المتدينين فيما هم عكس تلك الصورة طمعاً وبخلاً وكذباً وأذى للناس بصوره المختلفة وما أكثرها..
هذه أرضية صلبة أتحرك عليها ومنحتني استقرارا روحياً ونفسياُ وأنا وكثر، برأيي المتواضع، بأمس الحاجة لها مع مصاعب هائلة نعيشها كسوريين في كل تفاصيل الحياة ،وأولها علاقة الناس ببعضها.
في رمضان يفترض أن تصبح تلك الجوانب أكثر وضوحاً وحضوراً وليس العكس، وتزداد قيمتها مع التنشج والتوتر الذي بات يحكم علاقاتنا الإنسانية، والأصح أنه بات عنواناً يومياً في علاقاتنا ببعض في الأسواق والمواصلات ودوائر الدولة بصرف النظر عن مبررات ،وقد تكون محقة تتعلق بالظروف المعيشية، بالإضافة إلى الفساد والنهب واستسهال تجاوز القانون والتعرض لكرامات الناس دون رادع.
هذه قصص قد يكون الصحفي أكثر من يتابعها ويعيشها ويستمع يومياً الى قصص وحكايا وشكاوى يومية عنها.
ورمضان كريم