مع الله الدكتور عبد المنعم سقا: في زحمة الآلام التي نعيشها وسيل الابتلاءات " نحن بمعية الله"
صاحبة_الجلالة _ خاص
" لاتقلق فأنت بمعية الله "
يعاني الناس في هذه الأيام من هموم تلفهم من كل جانب كليل مدلهم بهيم تتقاذفهم المحن والابتلاءات كأمواج هائلة في بحر لجي وتعصف بهم دون شفقة ليشعروا أنهم في تيه لا أمل بالخروج منه.. وفي زحمة الآلام هذه وسيل الابتلاءات أود أن أبث شعاع أمل
استقيه من قول الله تعالى (( وهو معكم أينما كنتم)).. هكذا بدأ الدكتور عبد المنعم سقا
نائب عميد كلية الشريعة ورئيس قسم الاحوال الشخصية سابقا حديثه عن العلاقة بالله عز وجل.
ويتابع السقا.. نعم يشعر كثير منا بأن بلاءه ثقيل .. وهمه كبير .. وأمره جلل بل يشعر بضيق يكاد يخنقه .. يشكو يتذمر تتصاعد منه الآهات يقول: ضاقت .. واسودت .... بل تأتيه الأوهام .. إنها النهاية ..ادعو كل من كان حاله كذلك إلى تدبر بيان إلهي يواسيه ويشد من إزره وهو قوله تعالى: (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)) وتأمل قول الله تعالى (( قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ)).
ولو تأملت في حالك لوجدت أن ﷲ أعطاك أشياء دون أن تطلبها، فثق أن ﷲ لم يمنع عنك حاجة رغِبتَها إلا ولك في المنع خير.
" سيطمئن قلبك كثيرًا حينما تعلم أن الله عطاؤهُ عطاء و منعهُ عطاء ".
ثق بالله وكن معه فهو معك وإياك والتشاؤم.. فالتشاؤم وليد الكفر.. والتفاؤل وليد الإيمان..
وما أكثر من يبث التشاؤم، تسمع في كل مكان الأسعار سترتفع وستسوء الحال والعملة سيستمر هبوطها.. و و ... و... بكل أسف هذا نمط تفكيرنا السائد الآن وكأن المستقبل بيد شرذمة من البشر.
لتجد أن الثقة الآن بوعد الشيطان هي الطاغية قال تعالى( الشيطان يعدكم الفقر) على حين قلة هم من يثقون بوعد الرحمن القائل ( والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) .
نعم الله معنا هو فوق الاسباب هو فوق المحن هو خالق الاسباب والمحن يعدنا مغفرة منه وفضلا يعدنا عسرا بعد يسر (( إن مع العسر يسرا )) وولن يغلب عسر يسرين فاليسر مع العسر اي ملازم له ولم يقل بعد العسر يسر .
فالمؤمن يثق
أن الله هو مدبر كل أمر وانه إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون.
ثقوا أن الله معنا، ولكن إن تغيرت قلوبنا تأخر عطاء الله لنا.
فالأمر يحتاج الى حياة مع الله يحتاج الى تفاؤل وأمل وإيمان بوعد الله وصبر ومصابرة.
يقول الفضيل بن عياض :
تعلمت الصبر من صبي صغير :
ذهبت مرةً إلى المسجد فوجدت امرأةً داخل دارها تضرب ابنها وهو يصرخ ففتح الباب وهرب فأغلقت عليه الباب ..
قال :
فلما رجعتُ نظرتُ ، فلقيت الولد بعدما بكى قليلا ًنام على عتبة الباب يستعطف أمه فرق قلب الأم ففتحت له الباب.
فبكى الفضيل حتى ابتلت لحيته بالدموع
وقال : سبحان الله !
لو صبر العبد على باب الله عز وجل - لفتح الله له !
خلاصة القول كن مع الله ترى الله معك ولن يخذلك.