خبير اقتصادي : أصبحنا نشتهي البصلة ياسادة.. فأين التخطيط
كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للدراسات والتنمية لا شك ان الحديث عن أزمة البصل التي حدثت أخذت أكثر من حقها من شتى الخبراء والمتابعين، ولكن بنفس الوقت فإنه لا شك أن هذا الأمر ينم عن غياب التخطيط المسبق للمنتج الزراعي فلا يخفى على أحد أن سورية بلد زراعي ، فهل يعقل أن تستورد البصل وأن يغيب البصل بشكل نهائي من الأسواق لدرجة أن البصلة الواحدة بات سعرها 2000 ليرة، وان من يعرض البصل كمن يعرض الذهب ؟...لماذا حل هذا بنا يا فريقنا الاقتصادي؟،.. ألا يجب أن نقف عند هذا السؤال..ونجد الإجابة والحل كي لا يتكرر الأمر خلال المواسم السابقة؟.
لماذا تراجعت الزراعة وبدأنا نستورد ما كان امننا الغذائي وما كان يفيض و نصدره؟.. ولماذا دائما أسواقنا المحلية يغيب عنها التوازن في توافر السلع.. فعندما يكون سعر البطاطا رخيصا يخسر الفلاح وينخفض الإنتاج في الموسم التالي وبالتالي تصبح الأسعار مرتفعة ونضطر لاستيراد البطاطا.. كمثال اضربه.. وهذا حال أيضا مادة الثوم التي بيعت بثمن 200 ليرة من قبل الفلاح وتكبد خسائر كبيرة عبرها لدرجة أنه لم يعد يزرعها.. فهل سنشهد ازمة ثوم وبطاطا أيضا خلال الموسم القادم..
نود أن نذكر أنه اذا فقدنا الزراعة لن نكسب شيئا بعدها، وللأسف أسهل قرار لدى اللجنة الاقتصادية هو قرار الاستيراد بغض النظر عن الأضرار التي تلحق بزراعتنا وحتى بعملتنا كون الاستيراد يتم بالعملة الصعبة.
الكثير من الباحثين اطلقوا إنذرات مبكرة عن مواسم الثوم والبطاطا وحتى العدس والحمص بأنه قد نضطر لاستيراد هذه المواد!!.. للأسف كلها مواد كانت تنتج محليا ونصدرها كونها تفيض عن حاجة اسواقنا...
ما نحتاجه هو التخطيط المسبق للمواسم الزراعية والوقوف على حاجات الفلاحين والمزارعين وتلبية مطالبهم، الفلاح ياسادة لا يقل أهمية عن التاجر والصناعي بل هو ربما أهم من كلاهما، فهو يؤمن أمننا الغذائي وعدم تمسكه بالأرض يعني اننا نخسر زراعتنا يوما بعد يوم..
التخطيط يا سادة ما نحتاجه، معرفة حاجة الفلاحين، تلبيتها، معرفة حاجة الأسواق وتوفر المواد، تحقيق التوازن بين السوق المحلي والسوق الخارجية لا أن يتم التصدير على حساب حاجة السوق المحلية.
ضبابية التخطيط وغيابه وممارسة العمل دون هدف واضح يجعلنا نصل لدرجة أن نشتهي البصلة.
الاقتصاد اليوم