الشرق الأوسط أمام خطر مناخيّ داهم!
تزداد حرائق الغابات سوءاً في العالم بسبب تغير المناخ من خلال زيادة الجفاف وارتفاع سخونة الهواء وانخفاض الرطوبة النسبية والبرق والرياح القوية، مما يؤدي إلى مواسم حرائق أطول أكثر سخونة وجفافا.
فبعد أوروبا والصين وأفريقيا وغيرها من القارات والبلدان التي تكبّدت ولا زالت تتكبّد خسائر بيئية فادحة، دخلت منطقة الشرق الأوسط بحسب الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، كارثة تغير المناخ من أوسع أبوابها، وقال: «نحن أمام خطر داهم وبخاصة في لبنان».
والإحترار العالمي هو عملية انخفاض الكتل الهوائية الباردة وتحوّلها إلى كتل هوائية حارة. يحدث الاحترار العالمي عندما يتجمع ثاني أكسيد الكربون وغيره من ملوثات الهواء والغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ويمتص أشعة الشمس والإشعاع الشمسي الذي ارتد من سطح الأرض. عادةً ما يفلت جزء من هذا الإشعاع إلى الفضاء، لكن هذه الملوثات والغازات التي يمكن أن تستمر إلى قرون في الغلاف الجوي، تحبس الحرارة بكمية أكبر من الكمية اللازمة لعملية الاحتباس الحراري الطبيعية، مما يتسبب بارتفاع حرارة الكوكب، وبالتالي يقود إلى آثار التغير المناخي ونتائج الاحترار العالمي الأخرى.
ويعدّ حرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء أكبر مصدر للتلوث الحابس للحرارة. فضلاً عن إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من قطاع النقل، وقطع الأشجار وحرق الغابات وعمليات التصنيع وبعض طرق التخلص من النفايات والعديد من الممارسات الزراعية الخاطئة.
الشرق الأوسط في مهبّ الحرائق!
هذا وأكّد بروفيسور «كامل» على اندلاع الحرائق في منطقة الشرق الأوسط في الأشهر الثلاثة المقبلة، مشدداً على أنها ستكون حرائق غير طبيعية وغير إعتيادية. أما عن الإمتداد الشديد والسريع للحرائق، فعزى «كامل» الأسباب لوجود غاز الأوكسيجين في الغابات بنسبة مرتفعة جداً.
وأشار إلى أن الوصول في الدقائق العشر الأولى إلى مكان الحريق يمكّن فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق ويمنعه من الإمتداد، وفي حال تأخّرت الجهات المعنية عن هذه الفترة الزمنية، فيصبح من الصعب جداً حماية الغابات. فما المطلوب؟
إن المطلوب اليوم وضع خطط مواجهة سريعة جداً، وتعزيز جهوزية فرق الإطفاء والدفاع المدني من أجل التصدّي للحرائق وتكبّد أقلّ الخسائر. فلبنان اليوم مهدد باندلاع الحرائق في أي لحظة بسبب الغابات التي تتضمّن كثافة من الأغصان والأشجار اليابسة والأشواك والنفايات والطرقات.